أصبح سوق العمل الآن لا يفرق بين المرأة والرجل، ودخل سوق العمل سيدات استطعن القيام بأعمال كانت حكرا على الرجال، نظرا لطبيعتها الصعبة أو حتى رفض المجتمع لعمل المرأة فيها، ومن بين هذه السيدات والفتيات "رحمة ، ومروة" اللتان دخلتا مجالا صعبا محفوفا بالمخاطر وخاصة بالنسبة للسيدات، وهو مجال الأعمال فى النجارة، وإعادة تدوير الأخشاب وغرف النوم الخشبية.
تقول رحمة سامح طالبة بالفرقة الثانية كلية التربية النوعية قسم فنية، أنها دخلت إلى مجال النجارة، بعد أن أصبحت مغرمة بفيديوهات اليوتيوب التى توضح أعمال النجارة والأشكال الفنية والتصميمات الحديثة، وعندما سمعت عن ورشة للنجارة تقيمها إحدى الورش توجهت مباشرة إليها، وبدأت بالفعل تتعلم أساسيات العمل والتفرقة بين الأخشاب والتعامل مع الأجهزة الخطرة على الفتيات بشكل أكبر، وبعد انتهاء الورشة عرضت على أصحاب الورشة التى نظمت الدورة التدريبية الاستمرار فيها للتعلم، ومنها بدأت وصديقتها غادة التفكير فى ورشة مستقله بهما، وبالفعل تحقق الحلم من خلال إنشاء الورشة الخاصة التى يقدمان فيها ما تعلمان ويدرسان يوميا بشكل أكبر حتى تكون هذه الورشة كبيرة ومعروفة.
وأشارت إلى أنها وزميلتها بدأتا التركيز على إعادة تدوير الأخشاب وغرف النوم والأنتريهات التى تهالكت لدى أصحابها ويرغبون فى إعادة تدويرها إلى أشكال أخرى، أو إعادة تصليحها ورشها وتنظيفها، حيث تقومان بعرض منتجاتهما على الإنترنت وتسويقها.
وأضافت غادة عدلى الطالبة بالفرقة الثانية كلية التربية النوعية قسم فنية، أنها أيضا دخلت هذا المجال مع زميلتها فى الدراسة "رحمة" واتفقتا سويا على الدخول إلى الورشة المعلن عنها لتعلم هذا الفن الذى استهواهما، وسيطر على تفكيرهما وخاصة عندما درساه عن قرب وتدربا عليه، مشيرة إلى أن الأمر ليس سهلا، فهناك آلات حادة لابد من الحذر منها، والغلطة فيها صعبة جدا ولها عقبات كبيرة.
وأوضحت غادة أن أسرتينا فى بادئ الأمر كانوا فى قمة الخوف علينا لعدة أسباب أهمها صحتنا والخطورة التى من الممكن أن نتوقعها، بالإضافة للمجتمع الذى نعيش فيه، وكيف سيتقبل فكرة ورشة نجارة تديرها سيدات، ولكن الحمد لله بعد البداية وإخراج أعمال من صنع أيدينا بدأ أهالينا يقتنعون بنا وأننا قادرات على العمل.
وعن دعم الدولة والمؤسسات لمشروعهن، أوضحت غادة أنهما قابلتا وزيرة التضامن بأسيوط أثناء زيارة لها للمحافظة، وقامت بدعم مشروعهما بجهازين هامين وهما "ديسك ،وكمبروسر" تكفلت بهما إحدى المؤسسات المتعاونة مع الوزارة وهو ما سهل علينا بدء العمل.
وقالت الفتاتان، إنهما يحلمان بأن تكون هناك ورشة كبيرة خاصة بهما، وأنهما مستمرين فى التعليم، حتى يتعلمان كل ما هو جديد فى أعمال النجارة.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة