ترتبط الخفافيش بالأوبئة العالمية على مدار العقود الماضية، فقد تسبب فى ظهور فيروس السارس الذى هدد دول شرق آسيا فى بداية الألفية، وكانت الخفافيش السبب وراء ظهور فيروس نيباه بجانب فيروس الإيبولا كما كانت السبب وراء ظهور جائحة كورونا التى ظهرت قبل عامين وتحديدًا فى نهاية عام 2019.
وطبقًا لنتائج بحثية صادرة عن جامعة شاندونج بالصين، تعتبر الخفافيش مستودعات معروفة لمجموعة متنوعة من الفيروسات التي تسبب أمراضًا خطيرة في البشر، وقد ارتبطت بانتشار فيروس هندرا وفيروس ماربورج وفيروس إيبولا، وعلى الأخص فيروسات كورونا، وبصرف النظر عن الخفافيش، يمكن أن تصيب فيروسات كورونا مجموعة واسعة من الحيوانات الأليفة والبرية، بما في ذلك الخنازير والماشية والفئران والقطط والكلاب والدجاج والغزلان والقنافذ .
وكشف تقرير صادر عن باحثون صينيين نشر فى شبكة CNN، أن فيروس كورونا انتشر عبر الخفافيش، حيث عثر الباحثون على مجموعة من فيروسات كورونا الجديدة في الخفافيش، كما تم اكتشاف سلالة جديدة تتطابق مع مواصفات فيروس كوفيد 19، من الناحية الوراثية.
وأشار الباحثون إلى أنه تم العثور على الخفافيش التى تحمل تلك السلالات من فيروس كورونا، حيث عثروا على عدد من فيروسات كورونا الموجودة في الخفافيش، وتبين قدرة تلك الفيروسات على الانتشار والانتقال إلى البشر.
وفحص الباحثون بجامعة شاندونج الصينية، عينات من الخفافيش الصغيرة التي تعيش في الغابات، وتم اختبار البول والبراز وكذلك أخذ مسحات من أفواه الخفافيش، من أجل الكشف عن منشأ الفيروس الذي تسبب في تفشي جائحة فيروس كورونا.
وأكد الباحثون أنه تم جمع 24 جينومًا جديدًا لفيروس كورونا من أنواع مختلفة من الخفافيش، بما في ذلك أربعة فيروسات من عائلة سارس مثل فيروسات كورونا، كان أحدهما مشابهًا جدًا وراثيًا لفيروس كورونا الذى انتشر فى نهاية عام 2019.
وتبين أن خفافيش المعروفة باسم "حدوث الحصان" هى التى تحمل سلالات مختلفة من الفيروسات، تحمل اختلافات جينية فى البروتين الشائك الذى يستخدمه الفيروس عند الهجوم على الخلايا داخل جسم الإنسان.
وتوصل الباحثون إلى أن الفيروسات المرتبطة ارتباطًا وثيقًا بـفيروسات السارس تستمر في الانتشار في مجموعات الخفافيش، حيث يسعى الباحثون أيضًا إلى تحديد مصادر نشأة الفيروس بخلاف الخفافيش، فمن المحتمل أن يكون الفيروس قد أصاب حيوانًا وسيطًا مثلما حدث فى عام 2004 عندما ظهر المرض فى حيوان يسمى قط الزباد.
وأوضحت منظمة الصحة العالمية أن تجارة الحيوانات البرية هي المسار الأكثر احتمالاً لوصول فيروس كورونا إلى ووهان، قبل عامين وتحديد فى ديسمبر 2019.
ومن الفيروسات التى تهدد البشرية أيضًا ومرتبطة بالخفافيش كان فيروس نيباه الذى ظهر لأول مرة فى ماليزيا وسنغافورة فى عام 1998، والذى نتج عنه العديد من الإصابات حينها، ليعاود الظهور خلال العام الجارى بالهند.
وأكدت منظمة الصحة العالمية فى تقرير لها أن فيروس نيباه مرض حيوانى المصدر، ومصدره هو خفافيش الفاكهة، والذى ينتقل عن طريق الطعام الملوث أو انتقال العدوى من خلال المصابين.
وحددت منظمة الصحة العالمية بعض الأعراض والمضاعفات التى يسببها فيروس نيباه، ومنها مضاعفات حادة بالجهاز التنفسى، بالإضافة إلى بعض العلامات العصبية التى تشير إلى التهاب الدماغ الحاد، وقد تتفاقم الأعراض لتصل لحد الإصابة بالالتهاب الرئوى غير النمطى ومشاكل تنفسية حادة، بما فى ذلك الضائقة التنفسية الحادة، وقد تصل إلى الإصابة بغيبوبة تصل من 24 إلى 48 ساعة.
ويعد التقرير الأخير الذى رصده الباحثون الصينيون علامة أن الخفافيش ستكون السبب وراء الجائحة القادمة نظرًا لأنها مصدر رئيسى لتفشى العدوى والسبب وراء الفيروسات وتحديدا من عائلة السارس المسبب لفيروس كورونا.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة