"هنا البهنسا" أرض الشهداء.. البقيع الثانى قبلة الزائرين دفن بها صحابة رسول الله والتابعين.. حكاية مدينة قديمة تحطمت على أبوابها أسطورة الرومان.. ودفن بها حوالى 70 صحابيا ممن شاركوا فى غزوة بدر الكبرى.. صور

عندما تطأ قدمك أرضها للمرة الأولى تشعر وكانك فى البقيع الثانى، مشهد مهيب يأخذك إلى عهد الصحابة والتابعين، فمدينة البهنسا أو البقيع الثانى كما يطلق عليها تبعد عن مركز بنى مزار حوالى 16 كيلومتر، ورصد المؤرخون العديد من الصحابة والتابعين الذين حضروا فى الفتح الإسلامى ومن بينهم ما يقرب من 70 صحابة ممن  شاركوا فى غزوة بدر الكبرى ودفنوا فى تلك المنطقة ،كما ذكر المؤرخون، لتصبح تلك المنطقة قبلة الزائرين من مختلف الدول الإسلامية ،وكذلك أهالى القرى من مختلف مراكز المحافظة .

مدينة البهنسا هى مدينة أثرية قديمة عثر بها على برديات يعود تاريخها إلى العصر اليونانى الرومانى ،وقد كانت مدينة البهنسا محاطة بأسوار حصينه ولها 3 أبواب وعلى كل باب 4 أبراج، وكانت تضم القصور والكنائس.

تحطمت أسطورة الجيش الرومانى على أبواب البهنسا عندما أرسل عمرو ابن العاص جيش المسلمين لفتح الصعيد بقيادة قيس ابن أبى سفيان ، ودارت معركة حامية بين الجيش الاسلامى وجيش الرومان سقط على أثر تلك المعركة عدد كبير من الصحابة والتابعين ودفنوا بها لهذا ينبت بأرض الشهداء أو البقيع الثانى.

عندما تطأ قدمك منطقة البهنسا وفى بدايتها تجد بعض من قباب الصحابة متلاحم مع مقابر الأهالى الذين يحرص الكثير منهم على دفن ذويه هناك، ويكون حريصا أيضا أن يذهب هناك كل يوم جمعه يقدم الطعام والشراب للزائرين ،وبعدما تمتد خطواتك قليلا تجد ساحة سيدى على الجمام قاضى قضاة ولاية البهنسا، وبداخل الساحة ايضا يوجد مقام أولاد عقيل، بالإضافة إلى شجرة مريم تلك الشجرة التى يمتد عمرها لمئات السنين وأسفلها بئر ،قيل أنه المكان الذى استقرت به السيدة مريم العذراء والسيد المسيح فى رحلة الهروب الأكبر .

كما يوجد بالمنطقة مقام السبع بنات والذى يبعد عدة أمتار عن سيدى على الجمام، ومنطقة متسعة للدحرجه ، وفى تلك المنطقة تجد ما يسمى بالدحرجه ، لراغبى الانجاب والتبارك بالمكان والزائرين لمدينة البهنسا ،يحرصون على زيارة منطقة السبع بنات، وتقع على الطريق الموازى لمنطقة شهداء البهنسا.

ذكرها الواقدى قائلا إن المنطقة دفن بها نحو 5 آلاف صحابى بينما ذكرها على باشا مبارك فى الخطط التوفيقية، أن تلك المدينة كان لها شهرة كبيرة ويوجد بها محل شهير عرف بالسبع بنات فيه نوع انحدار فيه مراجعة يتمرغ الناس فيه ذكورا أو أناسا طلبا للشفاء وكان به مجموعه من القبور، وقد ذكرت البهنسا بالعديد من العلماء وتضم المنطقة العديد من القباب، منها قبة محمد الحرية الحسن الصالح والسيده رقية وقلة السبع بنات وقبة ابومحمد يوسف بن عبدالله التكرور وقبة أبان بن عثمان بن عفان وغيرها من القباب التى ضمت فى قبورها الصحابة والتابعين ، كما تضم المنطقة مقام سيدى على الجمام ومنطقة شجرة مريم، ومقام السيدة خولة بنت الأزور ومقام سيدى الأمير الحارث ابن الزهير.