وجه الرئيس الأمريكي، جو بايدن، تحذيرا بشأن خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبى إلى رئيس الوزراء البريطانى، بوريس جونسون فى أول اجتماع لهما وجهاً لوجه الخميس، قبل بدء قمة مجموعة السبع، ويطلب من رئيس الوزراء البريطانى عدم تعريض السلام فى أيرلندا الشمالية للخطر.
وقالت بى بى سى، فى أول رحلة له إلى الخارج منذ توليه منصبه فى يناير، سيلتقى الرئيس الأمريكى مع جونسون فى خليج كاربيس بعد يوم من انتهاء المحادثات بين مسؤولى المملكة المتحدة والاتحاد الأوروبى دون اتفاق.
وقال جيك سوليفان، مستشار الأمن القومى للبيت الأبيض للصحفيين على متن طائرة الرئاسة: "كان الرئيس بايدن واضحًا تمامًا بشأن إيمانه الراسخ باتفاقية الجمعة العظيمة كأساس للتعايش السلمى فى أيرلندا الشمالية"، وأضاف: "أى خطوات تعرضها للخطر أو تقوضها لن ترحب بها الولايات المتحدة".
كما يؤكد بايدن على ضرورة "الوقوف خلف" بروتوكول أيرلندا الشمالية، وينقشان السفر عبر المحيط الأطلسى و"ميثاق الأطلسى" الجديد الذى يهدف إلى إنعاش العلاقة بين المملكة المتحدة والولايات المتحدة.
بالإضافة الى الخلاف المستمر بين المملكة المتحدة والاتحاد الأوروبى بشأن الفحوصات التنظيمية للسلع المتجهة إلى أيرلندا الشمالية من بريطانيا العظمى من المرجح أيضًا أن يظهر بقوة فى المناقشات الدبلوماسية فى الأيام المقبلة.
ولدى الرئيس بايدن اهتماما وثيقا بأيرلندا، نظرًا لجذور أجداده، وقد حذر من أن اتفاقية الجمعة العظيمة يجب ألا تتعرض للخطر بسبب الخلافات حول التجارة.
وحذر رجال الأعمال والسياسيون فى إيرلندا الشمالية من أن النزاع التجارى يسبب قلقًا سياسيًا وعدم استقرار فى الفترة التى تسبق موسم المسيرة الشهر المقبل، وهى نقطة اشتعال تاريخية بين المجتمعات الموالية والقومية.
وقالت هيئة الإذاعة البريطانية إنه من المفهوم أن جونسون والرئيس بايدن سيتفقان على تشكيل فريق عمل لتقديم توصيات بشأن استئناف السفر الدولى بأمان، مشيرا إلى أنه انهار الطلب لأن قيود فيروس كورونا تعنى أن الأشخاص الذين يصلون إلى المملكة المتحدة من الولايات المتحدة يجب أن يعزلوا أنفسهم لمدة 10 أيام ، بينما يُمنع معظم مواطنى المملكة المتحدة من دخول الولايات المتحدة.
قبل الوباء، كان الطريق بين المملكة المتحدة والولايات المتحدة واحدًا من أكثر الطرق ازدحامًا فى العالم حيث كان يزور الولايات المتحدة أكثر من خمسة ملايين شخص من المملكة المتحدة كل عام، ويتم إجراء 4.5 مليون رحلة فى الاتجاه المعاكس.
وسيشرف على فرقة العمل الجديدة وزير النقل جرانت شابس ونظرائه الأمريكيون، لكن قادة الطيران رفضوا الخطط باعتبارها تفتقر إلى الوضوح.
وألقى الرئيس جو بايدن خطابًا مساء امس شدد فيه على أهمية تحالفات الولايات المتحدة ومكانتها كقائد عالمى عند وصوله إلى المملكة المتحدة، بينما أشاد بالعلاقة الخاصة مع بريطانيا وأعلن: "عادت الولايات المتحدة".
فى حديثه إلى أفراد القوات الجوية الأمريكية وعائلاتهم فى سلاح الجو الملكى البريطانى فى ميلدنهال فى سوفولك قبل اجتماعه مع مجموعة الدول السبع (G7)، تعهد بايدن بأن تعيد إدارته تأكيد موقف الولايات المتحدة كقائد فى مجموعة واسعة من القضايا، اعتراف ضمنى على ما يبدو بجهود إدارة ترامب للانسحاب من شراكات طويلة الأمد حول العالم.
وقال: "سوف نوضح أن الولايات المتحدة قد عادت وأن الديمقراطيات تقف معًا لمواجهة أصعب التحديات والقضايا التى تهم مستقبلنا أكثر من غيرها. إننا ملتزمون بالقيادة بقوة، الدفاع عن قيمنا، وتقديم الخدمات لشعبنا".
كما قال بايدن لحشدًا من الطيارين الأمريكيين مع عرض أولى لاجتماعه القادم مع الرئيس الروسى فلاديمير بوتين ساخرا: "بعد ذلك (بعد قمة مجموعة السبع) سأتوجه للقاء بوتين.. لأخبره بما أريده أن يعرفه" ، مضيفًا تأكيدًا مسموعًا على الوعد.
اتخذ بايدن نبرة أكثر جدية فيما يتعلق بالاجتماع فى وقت لاحق من خطابه، حيث أخبر الجمهور أن الولايات المتحدة لا تسعى إلى صراع مع روسيا ولكنها ستستجيب بشكل مناسب فى حالات العدوان الروسى أو الجهود المبذولة لتعطيل أو إلحاق الضرر بالمصالح الأمريكية.
قال بايدن: "نريد علاقة مستقرة ويمكن التنبؤ بها"، ثم أشار بوضوح إلى الأساليب المتناقضة للدبلوماسية التى تستخدمها الولايات المتحدة وروسيا.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة