هنا داخل العناية المركزة بمستشفى جامعة الزقازيق، ترقد سيدة فى الخمسين من العمر، لا تبالى لأى ألم تشعر به بسبب استئصال كليتها، بينما تشعر بكل راحة وسعادة لأنها قدمتها تبرعا لنجلها، لتكون بارقة أمل جديدة لمرضى كثيرين، بمعاودة كلية الطب جامعة الزقازيق عمليات زراعة الكلى التى توقفت 8 سنوات.
أكدت الأم أن نجلها عمره 22 سنة وحينما كان فى عمر الـ15 عاما، تعرض لحادث بسيط وبإجراء فحوصات طيبة اكتشفنا إصابته بفشل كلوى وبدأ رحلة الغسيل، ومعاناتها التى تقتل مشاعرها مع كل جلسة، وحاولت خلال تلك السنوات الماضية إجراء عمليات زراعة لكن لم يحالفهم الحظ، حتى جاءت هنا وبدأت رحلة العملية.
يقول الدكتور خالد عبدالصمد رئيس قسم جراحة المسالك البولية بكلية الطب، إن الأم ونجلها بحالة صحية جيدة ومن المقرر خروج الأولى من العناية غدا، مضيفا أنهم سبق وأجريت لهم الفحوصات الطيبة والتى على أساسها وافقت لجنة زراعة الكلى بتوافر كل الاشتراطات الطبية لإجراء العملية، وتمت العملية بالاشتراك مع جامعة المنصورة.
أوضح الدكتور خالد أن نجاح العملية، هو باكورة عودة عمليات زراعة الكلى التى توقفت 8 سنوات لأسباب خارجة عن إرادة الكلية، وهناك استعدادات مكثفة تمت خلال الفترة الماضية من خلال تدريب الأطباء وإكسابهم خبرات على أيدى استشاريين كبار، وكذلك عقد برتوكولات تعاون مع جامعة المنصورة.
وأضاف أن الفريق الطبى ضم فريق عمل من جامعة الزقازيق وعدد من الأطباء واعضاء هيئة التدريس بقسم المسالك والكلى، بالإضافة إلى فريق متكامل من قسم التخدير، وكذلك فريق متكامل من قسم التحاليل الطبية وبنك الدم وقسم الأشعة وجراحة الأوعية الدموية، وإدارة الصيدليات بالمستشفيات، وفريق متميز من التمريض والعاملين بمستشفيات الزقازيق.
ويضيف الدكتور عبدالسلام عيد عميد كلية الطب، أن الجامعة تبذل جهود من أجل الارتقاء بالخدمات الطبية وتوفير الأنواع المختلفة من الجراحات الدقيقة لخدمة المرضى، تحت إشراف ودعم الدكتور عثمان شعلان رئيس جامعة الزقازيق، فخلال العامين الماضيين تمت الاعداد الجيد لعودة عمليات زراعة الأعضاء وبالفعل حصلنا على تراخيص من جهات مختصة، وبدأنا بالفعل.
وتمت عملية زراعة كبد قبل عام، واليوم الكلى، لافتا إلى أن فريق العمل يشمل تخصصات متعددة، من الصيدلة والتمريض وبنك الدم والعمليات المركزة والفريق الجراحى وغيرهم.
وأشار إلى أن تم توقيع برتوكول تعاون مع جامعة المنصورة، يشمل حضور فريق طبى من هناك إلى الزقازيق للمشاركة فى العمليات، لحين إكساب الفريق الطبى بالمستشفى الخبرة اللازمة، وكذلك تدريب أطبائنا فى المراكز المتخصصة فى جامعة المنصورة.
وتابع عميد الكلية، أن الجهود للارتقاء بمستوى الخدمة الطيبة مستمرة فى كل التخصصات، فيوجد لدينا مستشفى عزل مجهزة على أعلى مستوى منذ الموجة الأولى لفيروس كورونا، بالإضافة إلى إنشاء صرح طبى بمدينة العاشر من رمضان، الذى سيمثل نقلة نوعية بالمحافظة، فور دخوله الخدمة فى القريب العاجل، هو مستشفى العاشر الجامعى بطاقة 200 سرير منهم 90 للعناية المركزة بتكلفة مليار جنيه، فضلا عن أنه جارى إنشاء مستشفى للطوارئ، بطاقة 400 سرير ومجهزة بأحدث الأجهزة الطبية.
من جانبه، قام الدكتور عثمان شعلان رئيس جامعة الزقازيق، بزيارة مركز زراعة الكلى بمستشفيات جامعة الزقازيق للاطمئنان على الحالة الصحية لمريض عملية زراعة الكلى والتى تم إجراؤها ضمن برتوكول زراعة الأعضاء الموقع بين جامعتى الزقازيق والمنصورة، وقد رافق رئيس الجامعة خلال الزيارة الدكتور عبد السلام عيد، عميد كلية الطب ورئيس مجلس إدارة المستشفيات الجامعية، الدكتور يحيى زكريا أستاذ الجراحة العامة المتفرغ بكلية الطب والمنسق لبرنامج زراعه الأعضاء بجامعة الزقازيق، محمد فكرى المدير المالى والإدارى للمستشفيات، والفرق الطبية المتابعة للحالة من زراعة الكلى ومكافحة العدوى والجودة بالمستشفيات.
وخلال الزيارة اجتمع شعلان مع رؤساء الأقسام والفريق الطبى المتابع للحالة بمستشفى الجراحة الجديد حيث أطمأن رئيس الجامعة على استقرار الحالة الصحية للمريض، موجهاً الشكر والتقدير للفريق الطبى.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة