تطور إيجابي وتنامى ملحوظ على جميع الأصعدة سواء سياسيا او اقتصاديا وكذلك ثقافيا شهدته العلاقات بين مصر وجمهورية الكونغو الديمقراطية، لاسيما السنوات الأخيرة، حيث وعملت الدولة المصرية خلال السنوات الماضية على تحقيق تطور ملموس فى كافة مجالات التعاون المشترك.
ويمثل التطابق فى وجهات النظر بين القاهرة وكنشاسا بشأن العديد من القضايا الإقليمية والدولية، منها مياه النيل والحاجة لاستمرار التفاوض بين كافة دول الحوض للوصول إلي التوافق الأمثل للمضي قدماً في المشروعات والبرامج الكفيلة بتحقيق كافة مصالح دول الحوض، اذ يمثل هذا التطابق الركيز الأساسى للعلاقات المتنامية.
وتأتى زيارة الرئيس الكنغولى فيليكس تشيسيكيدى إلى مصر والذى وصل إلى القاهرة صباح اليوم، السبت تتويجاً لهذه العلاقات، حيث التقى بالرئيس عبد الفتاح السيسي مساء اليوم بقصر الاتحادية وذلك بحضور سامح شكري وزير الخارجية والدكتور محمد عيد العاطي وزير الموارد المائية والري وعباس كامل مدير المخابرات العامة.
وتناول اللقاء بحسب السفير بسام راضى، المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية بالأساس التباحث حول آخر تطورات قضية سد النهضة، حيث أكد الرئيس تقدير مصر لجهود الرئيس الكونغولي والثقة في قدرته للتعامل مع ملف سد النهضة، وحرص مصر على دعم تلك الجهود في إطار المسار التفاوضي برعاية الكونغو الديمقراطية الرئيس الحالي للاتحاد الأفريقي ومشاركة الشركاء الدوليين بهدف الوصول إلى اتفاق قانوني ملزم بشأن قواعد عملية الملء والتشغيل لسد النهضة.
فيما أكد الرئيس "تشيسيكيدي" حرصه خلال المرحلة الراهنة على تكثيف التنسيق بشأن هذه القضية الحساسة لمساعدة كافة الأطراف لتحقيق تقدم في المفاوضات الثلاثية ذات الصلة، مشيداً في هذا الصدد بالجهد الكبير الذي تبذله مصر سعياً للتوصل لاتفاق عادل ومتوازن حول سد النهضة يراعي مصالح الدول الثلاث.
ولم تكن الزيارة الأولى لرئيس الكونغو الديمقراطية، ففى 21/1/2020 عقد الرئيس عبد الفتاح السيسي جلسة مباحثات ثنائية مع رئيس الكونغو الديمقراطية، وذلك في إطار مشاركته في" قمة إفريقيا بريطانيا" وأعرب الرئيس تشيسيكيدي عن تطلع بلاده لتطوير العلاقات الثنائية، وأشاد بالدور البارز بقيادة الرئيس خلال عام رئاسة مصر للاتحاد الإفريقي في تعزيز العمل الإفريقي المشترك، والمساهمة في تحقيق التنمية الاجتماعية والنمو الاقتصادي لدول القارة وطرح الشواغل الإفريقية ومبادرات التعامل معها علي كافة المحافل الدولية، مما أكسب قضايا القارة قوة دفع واهتمام دولي لافت.
كما أشاد الرئيس الكونغولي بالدعم المصري غير المحدود للحفاظ علي السلام والاستقرار في بلاده بعيداً عن أي دوافع شخصية، والمساندة الدبلوماسية الحثيثة لها في كافة المحافل الإقليمية والدولية، واستعرض في هذا الصدد التطورات الخاصة بالمسار السياسي في البلاد.
وفى 3/2/2021 قام فيليكس تشيسيكيدي، بزيارة لمصر، حيث زار منطقة آثار الهرم، وأعرب عن سعادته والوفد المرافق له بزيارة أحد أهم المعالم الأثرية في العالم.
وفى 19/3/2020 قام سامح شكري وزير الخارجية بزيارة للكونغو الديمقراطية، استقبله الرئيس فيليكس تشِسيكيدي. قام شكرى بتسليم رسالة من الرئيس السيسى والمتضمنة التطورات الخاصة بملف سد النهضة.
كما أرسلت مصر شحنة مساعدات طبية إلى جمهورية الكونغو الديمقراطية فى 1/6/2020 لمساعدتها على مواجهة فيروس كورونا.
وحول العلاقات الإقتصادية الثنائية تشهد البلدين تنامٍ ملحوظ فى الفترة الأخيرة، فى إطار تدعيم هذه العلاقات بين مصر والكونجو بدأت فى ديسمبر 2010 أعمال اللجنة الوزارية المصرية الكونغولية المشتركة.
ولا يخفى التعاون الأمنى بين البلدين، ففى 17/1/2018 وافق اللواء مجدي عبد الغفار وزير الداخلية الأسبق، على الدفع بوحدة الشرطة المقرر مشاركتها بالكونغو الديمقراطية للإحلال محل الوحدة المنتهية مأموريتها والمحدد سفرها خلال شهر يناير عاك 2018. كما التقى رئيس قوات الأمن المركزى بضباط وأفراد الوحدة وتم استعراض كافة الإجراءات التنفيذية التى تمت لاستكمال استعداد الوحدة للسفر، وتناول العديد من الموضوعات المتعلقة بمهمة القوات وفق المهام والاختصاصات المحددة من الأمم المتحدة وخطط التدريب ورعاية القوات التى يجب إتباعها طوال مدة المهمة والإعداد البدني والمهاري.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة