يحمل حارس المرمى في كل مكان على ظهره الرقم واحد، ليس لأنه الأول في قبض المال، أو تصدر المشهد، وإنما لأنه الأول دائما في دفع الثمن، هكذا يصفه الكاتب الأوروجوياني إدواردو جاليانو في كتابه "كرة القدم بين الشمس والظل"، فكل أخطاء اللاعبين يتحملها وحده حارس المرمى، حتى حينما يخطئ لاعب من فريقه ويرتكب خطأ يستوجب ضربة جزاء، فعليه أن يقف بين العوارض الثلاثة وحيدا ليدفع ثمن هذا الخطأ، يكفى أن كل أخطاء اللاعبين تمحوها مراوغة، بينما يبقى خطأ حارس المرمى خالد في الأذهان لا يغتفر.
والحارس الذي نتحدث عنه اليوم، محمد عبد المنصف، حارس مرمى فريق وادي دجلة الحالي، الذي لا يتعب من الكفاح ولا يمل من المحاولة، كلما مر به قطار العمر توهج، وكلما دارت عقارب الزمن تجاه اليمين دار هو عكسها، مؤكدا للجميع أن العمر مجرد رقم، وأن كرة القدم لا تعطى إلا للكادحين، تحب من يحبها، وتبتسم لم يحترمها.
بالأمس خسر دجلة وكسب عبد المنصف، تعقد موقف فريقه، لكنه نال الثناء والاستحسان على تصدياته، خاصة حينما قفز متصديا لضربة جزاء عبد الله السعيد أمس في مباراة بيراميدز ودجلة، مثل شاب في العشرين في عمره، مد ذراعه بامتداد خبرة سنوات عمره في الملاعب، ليمنع أمهر وأفضل مسدد ضربات جزاء في الدوري المصري في السنوات الأخيرة، من زيارة شباكه.
ويصر "أوسة" كما يطلق عليه زملائه، أن يسجل أهدافا في مرمى التحدي بقدر ما يتصدى لأهدافا تصوب تجاه مرماه، يصر على أن المشوار لم ينته بعد، وكل يوم يعطينا إشارة على هذا الإصرار، لكن حينما تكثر الدلائل، فلابد أن الحلم سيتحقق، وسيعود للمنتخب مرة أخرى، فمن يهدد عرش الشناوي وجنش وأبو جبل غيره؟!
عبد المنصف ليس ضيفا جديدا على المنتخب الوطني، حيث شارك مع المنتخب الوطنى فى بطولة كأس الأمم الأفريقية فى نسخ 2006، والتى أقيمت بمصر وتوج بها المنتخب الوطنى، و2008 والتى انتزعها الفراعنة أيضا تحت قيادة المعلم حسن شحاته.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة