يمر اليوم 30 عاما ً على رحيل موسيقار الأجيال محمد عبدالوهاب الذى رحل عن عالمنا فى مثل هذا اليوم الموافق 4 مايو عام 1991 بعد حياة حافلة بالعطاء الفنى والإبداعات العابرة للأجيال والتى خلدت اسمه فى سجلات المبدعين للأبد.
وتأتى ذكرى رحيل محمد عبدالوهاب الثلاثين هذا العام فى رمضان ، وقد كان لموسيقار الأجيال العديد من الذكريات والمواقف والنوادر التى حدثت له فى بداية حياته خلال شهر رمضان والأعياد وظل يتذكرها ويحكيها طوال حياته.
وكان من بين هذه النوادر التى لا تنسى ما حدث لموسيقار الأجيال وكتبته مجلة الكواكب فى عدد نادر صدر فى شهر رمضان عام 1962.
وحكى محمد عبدالوهاب عن موقف حدث له فى باريس حيث صادف أن حل عليه شهر رمضان هناك، ونفدت نقوده وكان فى انتظار أن يصرف شيكا بحوزته.
وقال موسيقار الأجيال:"أويت إلى فراشى وليس معى سوى 20 فرانكاً، وكان الجنيه المصرى وقتها يساوى مائتى فرانك، أى أننى لم أكن أملك سوى 10 قروش فى باريس، ولكنى كنت مطمئن أننى سأذهب فى الصباح لأصرف الشيك الذى معى، وأوصيت عامل الفندق، يوقظنى مبكرا حتى أستطيع صرف الشيك قبل موعد إغلاق البنك"
وأشار عبدالوهاب إلى أن عامل الفندق تأخر فى إيقاظه وبعد أو وصل للبنك وجده قد أغلق أبوابه.
وتابع قائلا:"كانت كارثة بالنسبة لى وأعقد موقف قابلته فى حياتى، وخاصة مشكلة الأكل، وكيف سأفطر فى هذا اليوم من أيام رمضان، وأخدت أتجول فى مقاهى باريس عسى أن أجد صديقاً أعرفه لأقترض منه مبلغاً من المال، ولكنى لم أعثر على أحد"
وعن كيفية تعامله مع هذا الموقف قال موسيقار الأجيال:"اخذت طريقى إلى اتجاه جامع باريس حيث كان بجواره مطعم شرقى يملكه أحد المصريين وكنت أعرفه ويعرفنى، ولكن لم يكن صاحب المطعم موجودا، ورغم ذلك جلست على مائدة بعد أن اقترب موعد الإفطار وطلبت طعاما كثيراً وأنا على ثقة أنا صاحب المطعم سيصل ويحل مشكلتى"
ولكن تأخر صاحب المطعم ولم يصل وظل محمد عبدالوهاب يتلكأ فى تناول الطعام حتى لفت انتباه جميع الحاضرين، وعندما يأس من حضور صاحب المطعم نادى على كبير العمال بالمطعم وكان مصرياً، وشرح له موسيقار الأجيال المأزق الذى وقع فيها وخلع ساعته ومعطفه وطلب منه أن يتركهما رهناً حتى يعود فى اليوم التالى بقيمة المستحق عليه من أموال.
وأشار محمد عبدالوهاب إلى أن العامل كان كريماً جداً ، وقال له إن حسابه مدفوع من أول لحظة دخل فيها المطعم ، بل أخذ منه الشيك ودفع له قيمته حتى يستطيع أن يتحرك ومعه المال الذى يكفيه، على أن يصرفه فى اليوم التالى.
وقال موسيقار الأجيال :"شعرت بأنه نجدنى وأزال عن كل ما حملته من هموم، وبالفعل أخذت المال ودفعت بقشيش محترم لكل عمال المطعم.
كما كان لموسيقار الأجيال موقف أخر لا ينساه ويتذكره دائما مع كل عيد، وهذا الموقف حدث فى بداية حياته وتحديداً عام 1919 حيث جاء العيد وقلوب المصريين تغلى بغضا وعداوة للانجليز الذين كانوا يحتلون مصر.
وقال محمد عبدالوهاب أنه أدى صلاة العيد فى مسجد الشعرانى ولما انتهت الصلاة خرج المصلون وهم يعتزمون تنظيم مظاهرة ضد الاحتلال، وحملوا المطرب الشاب على أكتافهم وتقدموا المظاهرة وهو يغنى " قوم يامصرى "وهو النشيد الحماسى الذى لحنه الموسيقار سيد درويش .
وانطلقت المظاهرة تطوف شوارع القاهرة حتى بلغ عدد المشاركين فيها حوالى 30 ألف متظاهر.
وأشار موسيقار الأجيال إلى أنه حين وصلت المظاهرة إلى شارع عبدالعزيز بدأ الانجليز فى إطلاق النيران على المتظاهرين، واستهدفوا زعيمهم الذى يهتف ويغنى محمولا على الأعناق، حتى كاد الرصاص يصيب محمد عبدالوهاب لولا أن عدد من المتظاهرين الذين يحملونه فروا هاربين بعيدا عن أعين الجنود الانجليز.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة