ظل حلم داخل كلا منهما لسنوات، يحلم "الكومى" أن يُدرب كفيفا مصريا على الغطس ولم تسنح الفرصة له بلقاء ذلك الشخص المغامر، ويبحث "إبراهيم" عمن يحقق له حلمه فى تعلم الغطس تحت سطح البحر بعد تفوقه فى السباحة، إلا أنه لم يجد من يدعمه لتحقيق حلمه، إلا أن القدر شاء أن يلتقيا سويا ليحققا معا حلمهما، ويصبح "إبراهيم حافظ" أول كفيف يتعلم الغطس فى مصر.
يقول أحمد على الكورى، مُدرب غوص بالإسكندرية، إن الأمر بدأ معه كرغبة منه فى إدخال سعادة على قلب إنسان تتعلق بمهنته، فلم يجد سوى تعليم الغطس لكفيف، خاصة أنه مارس الغوص مع عدة أنواع من الإعاقة مثل الصم والبكم، والإعاقات السمعية والحركية، وخلال تفاعله مع المهتمين بالغطس تواصل مع "كابتن نهى" إحدى مدربات السباحة لإبراهيم والتى كانت وسيطا بيننا، حيث كانت تعلم برغبته فى تعلم الغطس، وبدأنا على الفور التدريبات التى استمرت حوالى شهر بالإعداد لها، حيث تضمن الكورس أسبوع نظرى وأخر عملى، بخلاف أسبوعين سبقوه للإعداد، وتم تدريب إبراهيم بالاعتماد على حاسة اللمس، وبناء صورة فى خيال إبراهيم، ونظرا لقدرته على السباحة تمكن من تأدية كافة الحركات بكفاءة من أول يوم.
وأوضح الكورى، فى تصريحات لـ"اليوم السابع"، أن الحصول على ثقة إبراهيم فيه خلال تواجدهما تحت سطح البحر كان التحدى الأكبر، نظرا لأهمية أن يثق الكفيف فى مُدربه للالتزام بتوجيهاته خاصة أثناء الغطس، مشيرا إلى أن إبراهيم معاق بصرى من الدرجة الأولى، أى يستطيع رؤية الضوء، أما الأشكال والأجسام تكون شبه مبهمة، وبالنسبة للمعاق البصرى يكون الغوص بمثابة تجربة فريدة، فهو يشعر باختلاف البيئة المحيطة به، وطريقة التنفس.
من ناحيته، قال إبراهيم حافظ، 21 عام، كلية الآداب قسم الانثروبولوجيا "علم دراسة الإنسان"، لـ"اليوم السابع": كان كابتن أحمد لديه الرغبة مثلى تماما فى الغطس، وطالما تمنيت أن اتمكن من الغطس مثلما يفعل السائحين فى شرم الشيخ، إلا أن مسئولى الرحلات كانوا دائمين الرفض، رغم أننى بطل الجمهورية فى السباحة لأصحاب الإعاقات البصرية، بخلاف حصولى على بطولتين عرب وإفريقيا فى الثلاثى "جرى وسباحة وعجل"، حتى أوصلتنى كابتن نهى بالكابتن أحمد، مشيرا إلى أن أبرز الصعوبات التى واجهته أثناء تعلم الغطس كان أثناء الوجود تحت سطح المياه، وكيفية تعلم إفراغ الماسك من المياه فى حال دخولها به، وخلع المعدات عند الدخول فى مناطق ضيقة، والحفاظ على التنفس.
وأضاف حافظ،: نفسى فى الفترة المقبلة أقدر أحقق بطولات فى الغطس، وأكرر تجربة الغطس فى عدة مناطق أخرى مثل: شرم الشيخ، الغردقة، مرسى علم، دهب، وأن أتأهل لأوليمبياد فرنسا فى رياضة الترايثلون، ونفسى أشارك فى بطولة العالم، وبقول للناس مافيش حاجه اسمها مستحيل، أو لا، كل ما تحلموا به حققوه ولا تستمعوا لكلام الناس، وخاصة أصحاب الآراء السلبية، وذوى الإعاقة قادرين على كل شئ حيث أن الإعاقة فى المخ وليست فى الجسد.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة