"شاب ب100 راجل توفى والده فى السابعة والأربعين من العمر وترك فى رقبته 3 أشقاء، فكان لهم أبا وأخ ولم يغلق ورشة والده بل فتحها لتظل رائحة أبيه تطل منه وزبائنه يترددون عليها" فى مدينة ديرب نجم بمحافظة الشرقية، ورشة لتصليح السيارات توفى صاحبها منذ 6 أشهر ورحل بجسده لكن روحه مازالت بالمكان حيث ارتدى نجله الأكبر "كريم" ملابس أبيه وقرر فتح الورشة للعمل وطورها وأضاف إليها تخصصات جديدة.
" والدى تعب لحد ما عمل الورشة وحسيت أنه هيرتاح فى قبره لما فضلت شغاله" ، بهذه الكلمات قص " كريم محمد" 22 عاما طالب بالفرقة الرابعة بكلية الهندسة، مقيم ديرب نجم بالشرقية، حكايته قائلا: هو الابن الأكبر لأسرته ولديه 3 أشقاء، والده كان صاحب ورشة لتصليح السيارات أسفل المنزل، وكان من وقت للأخر ينزل الورشة يطمئن عليه لكن دون العمل بها، ومنذ عامين أصيب والده بمرض السرطان، وأصبح غير قادر عن العمل، فطلب من والده الراحة وبدأ ينزل الورشة ويفهم طبيعة العمل، وكان قضاء الله بوفاة والده منذ 6 أشهر، فقرر أن تظل الورشة تحمل اسم والده وأصبح هو مكانه.
وتابع"كريم" : أنه فى الطفولة كان ينزل للورشة ويشاهد والده يعمل بها، وكان دائما يرفع من شأنه ويقوله أنت هتكون مهندس كبير فى المستقبل، وفى مرحلة الثانوية اشترى والده جهاز كشف الأعطال، يساعده في العمل ومعرفة العطل بالسيارة، وكان الجهاز باللغة الإنجليزية ووالده غير متعلم ، فكان من وقت لأخر ينزل الورشة، ويشرح لوالده عليه حتى أصبح يتعامل مع الجهاز بسهولة، وكان يتردد على الورشة على فترات.
وأوضح كريم، أن رحلة العمل الحقيقية بدأت بعد معاناة والده مع مرض السرطان، وتلقيه جرعات من العلاج الكيماوي، وضعف مجهوده فى العمل، فوجد أن أكثر شيء يسعد والده ويجعل حالته النفسية مرتفعة، هو النزول للورشة، وهذا ما دفعه إلى استكمال عمل والده وبعد وفاته تولى كافة أمور الورشة والعمل بها، فقد كان والده يطلق عليه من الصغر لقب "البشمهندس" وتمني أن يراه مهندسًا للميكانيكا فهو يحرص على مذاكرة دروسه لينهي دراسته الجامعية ويحقق حلم والده.
وأشار كريم محمد، إلي الزبائن كانت تأتى للورشة لكن كان ينقصها الشغل الالكترونى، ففكر فى إضافته للورشة بحيث يأتى الزبون للورشة ويخرج منها وكل شيئ على مايرام في سيارته، فطور من الأعمال في الورشة وأدخل مجال الإلكترونيات والتحكم، كما أنه قام بتقليد جهاز أمريكى وذلك بعد معرفة أسعارها المرتفعة والذي يتعرف على المشكلة في السيارة، بالإضافة إلي تواجد أجهزة كشف الأعطال.
ولفت كريم محمد، أنه يبدأ يومه في الساعة 9 صباحًا ويستمر عمله إلى أوقات المساء حسب العمل المطلوب، ويساعد ابن خاله شاب من جيله وشاب ثالث، بمثابة أشقائه، متمنيًا أن يطور المكان ويصبح مركز للصيانة وأن يستمر عطاء والده، وعن طموحه الدراسى، تمنى أن ينهى دراسته الجامعية بتفوق لكي يكون ابن بار حقق حلم والده الذي لم يبخل عليه بشيء في دراسته ووفر له كافة مصاريف الدراسة.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة