يحتفل اليوم الخميس وزير الخارجية الأسبق، هنرى كيسنجر بعيد ميلاده الـ97، وسط احتفاء من كبرى الصحف العالمية بتاريخه السياسى الطويل، حيث يعد أطول الوزراء الأمريكيين السابقين عمرا، ولعب طوال هذه السنوات دورا كبيرا فى تشكيل السياسة الأمريكية، لاسيما بسبب خبرته فى عالم ما بعد الحرب الباردة.
وألقى موقع "جوسيب كاب" الأمريكى الخاص بالمشاهير ونجوم الفن والسياسة والمعروف بمصداقيته، الضوء على أبرز المحطات فى حياة كسينجر فى تقرير طويل، وقال إن عالم السياسة الشهير هاجر إلى الولايات المتحدة للهروب من ألمانيا النازية.
وزير الخارجية الامريكى الأسبق
ولد هاينز ألفريد كيسنجر عام 1923، وهرب من من ألمانيا في سن 15 عامًا بعد أن عانت عائلته اليهودية من مستويات متزايدة من الاضطهاد، وقال كيسنجر في الفيلم الوثائقي "ملحمة كيسنجر" فى عام 2008: "الأولاد اليهود في سني لم يفهموا سبب منعنا فجأة أو فصلنا عن الآخرين، الذين انضموا إلى شباب هتلر، كان الأمر أكثر صعوبة على والدي."
وغادرت الأسرة واستقرت في النهاية في مدينة نيويورك. أنهى كيسنجر المدرسة الثانوية ودرس المحاسبة في سيتي كوليدج قبل تجنيده في الجيش الأمريكي، وهناك عمل مترجمًا للغة الألمانية.
بعد خدمته حصل كيسنجر على درجة البكالوريوس في الآداب وماجستير في الآداب ودكتوراه في الفلسفة من جامعة هارفارد. أكسبته مواقفه في السياسة الخارجية دور مستشار نيلسون روكفلر حاكم نيويورك الأسبق الذي سعى إلى الرئاسة في 1960 و1964 و1968.
هنرى كيسنجر
بعد أن خسر روكفلر السباق الأخير أمام ريتشارد نيكسون، عيّن نيكسون كيسنجر مستشارًا للأمن القومى. ومن عام 1973 إلى عام 1977 كان وزير خارجية الولايات المتحدة رقم 56 في عهد الرئيسين ريتشارد نيكسون وجيرالد فورد. كما كان ثامن مستشار للأمن القومي للبلاد فى ظل قيادة نفس الرئيسين.
ويُنسب لكيسنجر عدد من إنجازات السياسة الخارجية، أولا خفف التوترات بين الولايات المتحدة والاتحاد السوفيتي، ثانيًا قام برحلات سرية إلى الصين، وبلغت ذروتها في لقاء تاريخي بين نيكسون والزعيم الصينى ماو تسى تونج، وأنهت القمة 23 عاما من العزلة الدبلوماسية.
لكن كيسنجر تعرض لانتقادات أيضا بسبب تأثيره على حرب فيتنام، وكنتيجة لمقاربته "الواقعية" لوضع المصالح الأمريكية فوق أي شيء آخر فقد دبر حملة قصف سرية استهدفت كمبوديا المجاورة لفيتنام، وجاء في تقرير للبنتاجون عام 1973: "وافق هنري أ. كيسنجر على كل من 3875 غارة على كمبوديا في عامي 1969 و1970، بالإضافة إلى طرق لإبقاء المسألة بعيدة عن تغيطة الصحف".
كيسنجر
على الرغم من ذلك حصل كيسنجر على جائزة نوبل للسلام في عام 1973، وقد قوبل هذا التكريم بالغضب من قبل الجمهور، استقال عضوان من لجنة نوبل احتجاجًا على ذلك.
ومن ناحية أخرى، ألف كيسنجر 17 كتابًا، معظمها يتعلق بالسياسة الخارجية، تشمل "الأسلحة النووية والسياسة الخارجية" (1957)، و"هل تحتاج أمريكا إلى سياسة خارجية؟: نحو دبلوماسية للقرن الحادي والعشرين" (2001)، و"عن الصين" .(2011)
كما أن لديه أيضًا ثلاث مذكرات: سنوات البيت الأبيض (1979)، سنوات من الاضطرابات (1982)، سنوات التجديد .(1999)وكان آخر إصدار له هو "النظام العالمي" فى عام 2014، والذي نال إشادة من وزيرة الخارجية السابقة هيلاري كلينتون.
وبعيدا عن الكتب، يظل كيسنجر كاتب رأي نشط، وتشمل الموضوعات التي تحدث عنها في السنوات الأخيرة وباء كورونا والذكاء الاصطناعي.
وقال الموقع إن ثروة كيسنجر الصافية تبلغ 50 مليون دولار، وذكرت مقالة في صحيفة نيويورك تايمز عام 1979 أن مذكراته كان من المتوقع أن تجني 5 ملايين دولار، وقيل إنه المحاضر الأعلى أجراً في الدائرة، وأخبرت المصادر الصحيفة أن راتبه المقدر بـ 400 ألف دولار أقل من قيمته الحقيقية.
وكشفت قصة منفصلة في نيويورك تايمز في عام 1978 أنه حصل على مليون دولار من قبل NBC مقابل استشارات مدتها خمس سنوات.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة