يتوجه السوريين بعد غدٍ الأربعاء للادلاء بأصواتهم فى الانتخابات الرئاسية هي الثانية منذ اندلاع النزاع المدمر في بلد أنهك الحرب الدائرة بناه التحتية واقتصاده، وأودى بحياة أكثر من 388 ألف نسمة.
ويخوض الرئيس السوري بشار الأسد (55 عاماً) الاستحقاق للفوز بولاية رابعة، واتّخذ عبارة "الأمل بالعمل" شعاراً لحملته الانتخابية بعد عقدين أمضاهما في سدّة الرئاسة. وغزت صور حديثة له شوارع دمشق كافة، مع صور لمرشحين آخرين، يخوضان السباق الرئاسي.
إلى جانب الأسد، يخوض مرشّحان السباق الرئاسي: الأول هو وزير الدولة السابق عبدالله سلوم عبدالله (2016-2020) وكان نائباً لمرتين، والثاني هو المحامي محمود مرعي (معارض مقيم بالداخل).
وتجري الانتخابات في المناطق الخاضعة لسيطرة القوات الحكومية فقط، والمقدرة بأقل من ثلثَي مساحة البلاد. وكان السوريون في الخارج قد أدلوا بأصواتهم الأسبوع الماضي عبر سفارات بلادهم وقنصلياتها في الخارج.
وتسلمت اللجنة القضائية العليا للانتخابات السورية من وزير الخارجية والمغتربين الدكتور فيصل المقداد نتائج فرز أصوات الناخبين السوريين المقيمين في الخارج الذين أدلوا بأصواتهم في السفارات السورية.
وكشف رئيس اللجنة القضائية العليا للانتخابات القاضي سامر زمريق أن عدد المراكز الانتخابية في جميع المحافظات بلغ 12 ألف مركز قابل للزيادة خلال اليومين القادمين حسب الحاجة والضرورة لافتاً إلى أن عدد المراكز الانتخابية وعدد الصناديق في ريف دمشق هو الأكبر حسبما جاء بوكالة الأنباء السورية سانا.
وأكد القاضي سامر زمريق في مؤتمر صحفي أن نتائج الانتخابات في الخارج ستدمج مع نتائج الانتخابات في الداخل ومن ثم تعلن النتائج النهائية.
من جهته أعرب وزير العدل السورى القاضي أحمد السيد عن تقديره للجنة القضائية العليا التي تقوم بإدارة العملية الانتخابية حتى النهاية بكل شفافية وحيادية حسب ما نصت عليه المادة الثامنة من القانون رقم 5 لعام 2014.
فيما قال وزير الخارجية: من أقصى العالم في سيدني بأستراليا إلى أقصى العالم في تشيلي زحف السوريون بالمئات والآلاف وعشرات الآلاف إلى سفاراتهم ليؤكدوا للعالم أنهم مع الوطن وأنهم قادرون على ممارسة حقهم الانتخابي.
وأضاف: توجه عشرات الآلاف من المواطنين السوريين من كل مناطق لبنان إلى مقر السفارة السورية في بيروت ولولا الاعتداءات الوحشية التي ارتكبت بحقهم لكانت استمرت عملية ادلائهم بأصواتهم ليومين وثلاثة وأربعة في حال سمحت اللجنة القضائية بذلك.
وأدان المقداد تعرض الناخبين السوريين في لبنان لاعتداءات وقال: نعتقد أن الحكومة اللبنانية هي المسؤولة عن معالجة هذا الوضع.
وقال المقداد: هناك دولة أوصدت الأبواب في وجه السوريين ولم تسمح لهم بممارسة حقهم الانتخابي وينبغي لشعب هذا البلد وللسوريين الموجودين فيه الحكم على مسؤوليه وعلى كذب الديمقراطية التي يتغنون بها لأنها ليست ديمقراطية صحيحة ومهما كانت الأسباب فهي غير مبررة على الإطلاق طالما أن السفارات هي أرض للجمهورية العربية السورية فمن المحرم وفقاً لاتفاقية فيينا للعلاقات الدبلوماسية والقنصلية أن تلجأ الدول إلى هذه الأساليب القمعية وغير المقبولة أخلاقياً.
وأضاف المقداد: سيثبت السوريون مرة أخرى خلال الساعات القادمة أنهم ملتزمون بوطنهم وإعادة الإعمار ومكافحة الإرهاب وأنهم إلى جانب وطنهم وجيشهم ماضون حتى تحقيق النصر النهائي.
فى غضون ذلك، شكل مجلس النواب فى جمهورية بيلاروسيا وفداً يضم عدداً من أعضاء البرلمان والمختصين فى الشأن الانتخابى للمشاركة فى متابعة الانتخابات، استجابة لدعوة من مجلس الشعب السورى، الذى وجه قبل نهاية الشهر الماضى دعوة إلى رؤساء عدد من برلمانات، لإرسال ممثلين عنها من أعضاء هذه البرلمانات ومن المختصين فى الشأن الانتخابى لمتابعة الانتخابات.
ويحلّ الاستحقاق الانتخابي فيما تشهد سوريا أزمة اقتصادية خانقة خلّفتها سنوات الحرب، وفاقمتها العقوبات الغربية، فضلاً عن الانهيار الاقتصادي المتسارع في لبنان المجاور، حيث يودع رجال أعمال سوريون كثر، أموالهم.
وعلى وقع النزاع، شهدت الليرة تدهوراً غير مسبوق في سعر صرفها في مقابل الدولار. وبات أكثر من 80% من السوريين يعيشون، وفق الأمم المتحدة، تحت خطّ الفقر.
ورغم توقف المعارك إلى حد كبير في سوريا، ما تزال مناطق واسعة غنية، تضم سهولاً زراعية وآبار نفط وغاز، خارج سيطرة الحكومة، وتجد نفسها غير معنية بالانتخابات الرئاسية، أبرزها مناطق سيطرة الأكراد في شمال شرق سوريا، وأخرى تحت سيطرة «هيئة تحرير الشام» وفصائل موالية لأنقرة في إدلب ومحيطها في شمال وشمال غرب البلاد.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة