لم تكن قصة فى كتاب أو رواية من درب الخيال، ولكن واقع تعيشه زوجتان مصريتان لرجل واحد، تقيمان معه فى نفس المنزل وسط أجواء من الألفة والود والتراضى بين الضرتين، وفوق ذلك تتسابق الزوجتان لإرضاء الزوج فى قصة نادرة الحدوث فى المجتمعات الحالية، وهى الحالة التى أثارت الكثير من الجدل والرفض على مواقع التواصل الاجتماعى
بطل هذه القصة هو "مصطفى عبد السلام كحول" شاب مصرى يبلغ من العمر 37 سنة، ويقيم فى منطقة السد العالى بمحافظة أسوان جنوب مصر، والذى يحكى هو وزوجتاه قصتهم لـ"اليوم السابع".
وقال مصطفى: "تزوجت "فاطمة" من 10 سنين وأنجبت منها مريم 9 سنوات وريهام 7 سنوات، ثم تزوجت "أسماء" من سنة ونصف وأنجبت منها محمد يبلغ من العمر 6 أشهر، ونعيش معاً فى بيت واحد تحت سقف واحد لا يفرق بيننا إلا النوم، وعلق قائلاً: "لم يكن الأمر بالسهل المطلق فى بدايته".
وتابع الزوج المعاصر: "بعد زواجى الأول من فاطمة كانت حياتنا مستقرة جداً، وبعد مرور أكثر من 8 سنوات على الزواج، أراد الله أنى أصاب بداء السكر، وكنت أتردد على إحدى الصيدليات القريبة من المنزل لمتابعة العلاج، وهناك تعرفت على أسماء، ووقع حبها فى قلبى بإرادة الله، ثم أخذت الخطوة الأصعب لأى زوج، وقررت مصارحة زوجتى الأولى بالزواج عليها، والذى لم يكن لتقصير منها فهى كانت ولا زالت نعم الزوجة"، على حد وصفه.
وأشار إلى أنه كان هناك رفض قاطع ورد فعل عنيف من الزوجة الأولى، عند سماعها بالخبر، ولكن بعد مرور فترة، واصل خلالها إصراره على الرغبة فى الزواج الثانى وإقناع الزوجة الأولى بعدم المساس بكرامتها وحريتها ومزيد من التأكيد على استمرار حبه لها، وافقت فاطمة على زواجه الثانى.
وأضاف، أنه تقدم لخطبة الزوجة الثانية أسماء، من والدها، وكانت الصراحة هى عنوان اللقاء الأول مع والدها، خاصة بعد أن أكد له أنه مصر على الإبقاء على زوجته الأولى ولا يستطيع مفارقتها بسبب زواجه الثانى، موضحاً أن أى زوج عندما يتقدم للزواج من الثانية يحاول إظهار بعض المبررات والتقصير فى حق الزوجة الأولى، وهو ما لم يحدث خلال زواجه للمرة الثانية، واصفاً لهم زوجته الأولى بأنها "أفضل ست فى الدنيا".
وتابع: كانت هناك رغبة غريبة من الزوجة الأولى فى أن تحضر زفاف زوجها على "ضرتها"، ولكنه رفض ذلك حتى لا تثير بعض العواطف لدى الزوجة الأولى.
واستكمل: كانت المفاجأة عندما تفاجأ بأن زوجتيه هما من اختارا أن تعيشا سوياً فى منزل واحد، وبدأت الفكرة بمقترح من أسماء الزوجة الثانية ووافقت عليه فاطمة الزوجة الأولى.
وأكد الزوج، أن جميعهم يعيشون فى منزل واحد وتحت سقف واحد، وتتشارك الزوجتان جميع الطقوس اليومية سوياً ولم يفرق بينهما سوى النوم، حيث تذهب كل واحدة منهما إلى حجرتها، ويبات الزوج ليلة مع الأولى فى حجرتها والليلة التالية مع الأخرى فى حجرتها أيضاً.
وعن تعليقات المواطنين، قال: "فيه ناس كتير بتقابلنى فى الشارع ومش مصدقه اللى أنا عملته، خاصة فى الجمع بين زوجتين فى بيت واحد، وكان بيسمونى (شهريار)، والرجالة كانوا بيسألونى على الطريقة اللى قدرت أقنع بيها الزوجة، لكن النساء كان لهن رأى مختلف فى هذه التجربة ووجهن لى ولزوجتي انتقادات كثيرة، وكان من ضمن تعليقات السيدات: "أنت شكلك وحش هم بيحبوا فيك إيه".
وعن نيته فى الزواج لمرة ثالثة ورابعة، أشار إلى أنه رغم أن زوجتيه لم تمانعا فكرة زواجه للمرة الثالثة والرابعة، إلا أنه لا يفكر فى الزواج مرة أخرى، خاصة بعد أن أكرمه الله فى التوفيق بين الزوجتين والشعور بالرضا تجاههما، ووصفهما بأنهما "نعمتان من الله عليه"، ونصح الرجالة بعدم تعدد الزوجات إلا إذا كان فى استطاعته تحمل هذه المسئولية التى سيسأل عنها أمام الله.
وقال، إن الغيرة فطرة فى أى سيدة لأنها مخلوقة بها، أما العدل المطلق فهو مستحيل لأن الله حسم هذه المسألة فى القرآن الكريم، ولكن على أى زوج أن يأخذ هذه الأمور بهدوء وحكمة خاصة عند الشعور بأن إحداهما تغير من الثانية، كما عليه أن يتدارك الأمر ذلك مبكراً وأن يميز إحداهما على الأخرى بميزة حتى تنطفئ هذه الغيرة، وقال: "اتفقت مع زوجتي أن نجلس سوياً عند ظهور مشكلة ونحلها معاً، وعندما أكون أنا طرفاً فى المشكلة مع إحداهن تبادر الأخرى فى تصحيح الوضع ولم الشمل مرة أخرى".
وعن الأولاد، قال مصطفى: أنجبت من الأولى بنتين ومن الثانية ولد وقلت للثانية متبقى لك طفل آخر فقط، حتى تتعادل الكفتين ويكون اثنين من الزوجة الأولى ومثلهما من الثانية، ولو كنت رزقت بمولود واحد من الأولى لكنت اكتفيت بمولود واحد من الثانية ولكن إرادة الله، وحتى نستطيع أن نربى أولادنا أحسن تربية ولا يتحول موضوع الإنجاب إلى فريق كرة قدم هذه تنجب عدداً كبيراً من الأولاد والأخرى تنجب مثلها.
الزوجة الأولى فاطمة، تحدثت لـ"اليوم السابع" قائلةً: تزوجت مصطفى قبل 10 سنين ورزقنى الله منه بمريم وريهام، وبعد مرور 8 سنوات على زواجنا صارحنى برغبته فى الزواج من الثانية وهو ما قبلته بالرفض التام فى البداية ووجهت اللوم له من أن يكون ذلك تقصير منى.
وعن سبب موافقتها على الزواج، أكدت أنها رغم رفضها الشديد فى بادئ الأمر إلا أنه مع الوقت شعرت برضا تام عن هذا الموضوع ونوع من الطمأنينة التى تزداد يوم بعد يوم.
وعن أول مقابلة لها مع ضرتها الثانية، أشارت إلى أنها فوجئت بزيارة أسماء الزوجة الثانية فى منزلها، وكنت فى حالة من التوتر والقلق وشعور لا يمكن وصفه، حتى أنها تساءلت كيف تتعامل معها، ثم اعتبرتها ضيفتها وأعدت لها الطعام والمشروبات وغير ذلك، وعلقت: "أول ما دخلت عليا سلمت عليها وشعرت بخوف فى قلبها تجاهى ومع الوقت وجلوسنا سوياً ذهب كل هذه المخاوف وتبدلت مشاعر القلق إلى طمأنينة وراحة نفسية من كل واحدة للأخرى".
وتابعت، تجددت هذه اللقاءات بين الزوجتين، وبعد 20 يوماً اتخذتا قرار المعيشة فى منزل واحد، لدرجة أنها كانت تلبسها ملابسها لحين نقل وإحضار مستلزماتها الشخصية إلى عش الزوجية الجديد.
ثم علقت قائلةً: "بعد مرور سنة ونصف من زواج مصطفى الثانى، أصبحت لا أستغنى نهائياً عن زوجته الثانية التى صارت لى مثل الأخت والصديقة، ولو تأخرت عن المنزل لظرف ما ، أبادر بالاتصال عليها فى شعور اشتياق لها، لأننا نجلس طويلاً مع بعض فى ظل غياب زوجنا بسبب ظروف العمل أو غير ذلك".
أما عن الزوجة الثانية، فهى أسماء، تزوجت من مصطفى قبل سنة ونصف وأنجبت منه محمد 6 أشهر، وقالت: وافقت أكون ضرة عشان لقيت الراجل متمسك بزوجته الأولى كنوع من الأصالة وعدم التضحية بـ"عشرة عمره"، بالإضافة إلى موافقتى على مصطفى لشخصه، وعلقت: "بادرت بفكرة المعيشة معاً فى منزل واحد ولاقت الفكرة إعجاب الزوجة الأولى ورغم أنه كان رافضاً المعيشة سوياً فى بادئ الأمر إلا أنه وافق بعد ذلك، وعشتا معاً".
وعن يوم الضرتين فى المنزل الواحد، تحكى أسماء، بأن يومهما يبدأ سوياً بتجهيز الإفطار وتناوله معا ومساعدة الأطفال فى الذهاب للمدارس، والاهتمام بأمور البيت معاً، قائلةً: "بنكمل بعض اللى تغسل التانية تنشر واللى تطبخ التانية تساعدها أو تغسل المواعين"، لافتةً إلى أنهما تتسامران معاً أمام التلفاز ويلعبا بعض الألعاب المسلية مثل "الكوتشينه" أو غيرها، ولا مجال للغيرة بينهما.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة