ـ الجامعة العربية تحشد التأييد للموقف الفلسطينى.. مصر تجدد حرصها على استقرار المنطقة
"أم العرب"، "أم الدنيا".. ألقاب ستظل مصر متفردة بها لدورها الريادى الذى اعتادت ممارسته فى مختلف القضايا المحورية العربية والإقليمية، فبالأمس القريب لعبت الدور الرئيسى فى رأب الصدع بليبيا كما كانت الداعم الأول للشعب اللبنانى فى أزمتيه الإنسانية والسياسية والتى تفاقمت بعد انفجار الرابع من أغسطس الماضى.
وعلى صعيد القضية الفلسطينية، أسرعت مصر بمد يد العون منذ أن بدأ العدوان الإسرائيلى تصعيده ضد الفلسطينيين بغزة، والذى سبقه بقليل أحداث الشيخ جراح المؤلمة، وقد ذكرت مصادر طبية فلسطينية، أن حصيلة شهداء العدوان الإسرائيلى المتواصل على قطاع غزة لليوم السادس على التوالى ارتفعت إلى 139 شهيدا.
وأوضحت المصادر، حسبما ذكرت وكالة الأنباء الفلسطينية، اليوم السبت، أن الشهداء من بينهم 39 طفلا، و22 سيدة، ومسن، و1050 جريحا، أكثر من 40 منهم فى حالة خطرة.
بالتوازى مع هذا التصعيد بدأت الدولة المصرية تحرك دبلوماسى بالتوازى مع الدعم الإنسانى لأشقائنا الفلسطينيين، هذا ما حرصت عليه مصر منذ أن بدأ العدوان الإسرائيلى هجماته الوحشية على الفلسطينيين شباب ونساء وأطفال ورجال.
مصر تقود القضية فى مجلس الأمن
على صعيد التحرك الدبلوماسى، يكثف وزير الخارجية سامح شكرى اتصالاته مع نظرائه العرب والأجانب بعدد من الدول لبحث موقف موحد داعم للفلسطينيين فى مواجهة العدوان ومحاولة إيجاد سبل للتوصل لتسوية الصراع الفلسطينى الإسرائيلى، فبحث فى اتصال هاتفى مع وزير الخارجية التونسى عثمان الجرندى جهود إنهاء الهجوم الإسرائيلى والمواجهة فى الأراضى الفلسطينية.
وقالت وزارة الخارجية فى بيان لها، إن سامح شكرى ثمن خلال الاتصال الهاتفى الذى تلقاه من نظيره التونسى عثمان الجرندى جهود تونس فى إطار مجلس الأمن والدور الذى تقوم به للتعبير عن الموقف العربى ضمن الموقف الذى اعتمده مجلس الجامعة العربية الثلاثاء الماضي.
جلسة بمجلس الأمن
وأضاف البيان أن الوزيرين نسقا فيما يخص الاستعداد لجلسة مجلس الأمن المفترض عقدها غدا الأحد لبحث المخارج الممكنة من "حالة التأزم الحالية عبر وقف لإطلاق النار يحقن دماء الضحايا الذين يروحون نتيجة العمليات العسكرية والهجوم الإسرائيلى على قطاع غزة".
و طالبت تونس العضو غير الدائم بمجلس الأمن الدولى بتدخل "ناجع وسريع من المجلس لوقف العدوان الإسرائيلى على الفلسطينيين" مع سقوط المزيد من القتلى والجرحى فى صفوفهم.
وقالت الرئاسة التونسية فى بيان صحفى، إنها دعت إلى جلسة ثالثة علنية لمجلس الأمن بعد عقد جلستين طارئتين فى وقت سابق بالتنسيق مع الجانب الفلسطينى ورئاسة المجلس.
وأوضحت الرئاسة فى البيان أن على مجلس الأمن الدولى "اتخاذ موقف واضح لا لبس فيه يدعو إلى الوقف الفورى للعدوان الصارخ على الشعب الفلسطينى ويضع حدا للتصعيد ولسقوط المزيد من الضحايا المدنيين".
كما بحث سامح شكرى مع نائب رئيس الوزراء وزير الخارجية الأردنى أيمن الصفدى استمرار تدهور الأوضاع فى الأراضى الفلسطينية؛ وتطرقا الوزيران إلى أهمية مواصلة العمل على إيجاد السُبل الفورية الكفيلة بوقف المواجهة فى قطاع غزة، والحيلولة دون أية استفزازات فى القدس، فضلاً عن الدفع بكل المساعى من أجل الحفاظ على حقوق الشعب الفلسطينى.
الأوضاع فى غزة
واتفقا على أن الأحداث الجارية تؤكد ضرورة التحرُّك الجدى نحو استئناف مسار عملية السلام، الأمر الذى يمنح أفقًا سياسيًا حقيقيًا بغية إنهاء الصراع عبر الحل العادل والدائم الذى يؤدى إلى إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية، كما يحقق استقرار الأوضاع فى مُجمل المنطقة، وشددا على مواصلة تكثيف الاتصالات مع الأطراف المعنية، بما فى ذلك المجتمع الدولى بهدف سرعة إنهاء المواجهات والتأزُم الحالى، مع الدفع قدمًا للمضى فى درب تسوية شاملة للصراع الفلسطينى الإسرائيلي.
وعلى الصعيد الدولى، اتفق شكرى مع سيرجى لافروف وزير خارجية روسيا، على ضرورة أن تتوقف إسرائيل عن مهاجمة قطاع غزة، لكى يتوقف نزيف الدم الذى بدأ خلال الأيام والساعات الماضية فى أعقاب تطورات الوضع فى القدس والمسجد الأقصى الشريف.
وشدد شكرى ولافروف على ضرورة وقف إطلاق النار الكامل حفاظًا على الأرواح وإفساحًا للمجال للجهود السياسية.
وأكد الوزيران أن ما يجرى يُثبت ويؤكد أن التحرك السياسى هو أمر لا غنى ولا بديل عنه، وأنه من المهم فور توقف المواجهة العسكرية، أن يتحرك المجتمع الدولى ليطرح بجدية التقدم نحو السلام الحقيقى والعادل المؤدى إلى تحقيق العدالة فى هذه القضية.
مصر تحذر
وكان سامح شكرى قد شدد على ضرورة وقف الاعتداءات الإسرائيلية على الأراضى الفلسطينية، خلال اتصال هاتفى مع نظيره الإسرائيلى جابى أشكنازى، مؤكدا أهمية العمل على تجنيب شعوب المنطقة المزيد من التصعيد واللجوء إلى الوسائل العسكرية.
كما جدد التأكيد على حرص مصر على استقرار المنطقة، وأهمية تسوية القضايا بالوسائل الدبلوماسية وعبر المفاوضات".
وتابع: "أشار وزير الخارجى المصرى إلى التطورات الأخيرة، موضحا أن هناك ضرورة لأن تستأنف جهود السلام الفلسطينية الإسرائيلية بأسرع ما يمكن ودون انتظار".
تحرك الجامعة العربية
وعلى صعيد متصل تجرى الجامعة العربية تحركاتها لإنهاء الأزمة، فقد صرح مصدر مسئول بالأمانة العامة لجامعة الدول العربية، أن مكاتب وبعثات الجامعة فى الخارج تعكف حاليا على متابعة تنفيذ التكليفات الواردة فى القرار الذى صدر عن المجلس الوزارى بشأن العدوان الإسرائيلى على القدس وأهلها، مضيفا أن مجالس السفراء العرب فى العواصم الرئيسية تعمل على التحرك مع حكومات الدول المعتمدة لديها لحشد التأييد للموقف الفلسطينى المؤيد عربيًا حول اعتداءات إسرائيل على القدس وأهلها، بما فيها التجاوزات والانتهاكات التى ارتكبتها قوات الاحتلال فى الحرم القدسى الشريف، وكذلك ما تقوم به من ممارسات مفضوحة للضغط على أهالى حى الشيخ جراح للرحيل عن المدينة.
ونقل المصدر عن أبو الغيط تأكيده على أن الأولوية الآن تتمثل فى وقف الاعتداءات الإسرائيلية على قطاع غزة بشكل فورى، تجنبًا لتصعيد متبادل قد تطال تبعاته المنطقة بأسرها.
وتزامنا مع هذه التطورات أكد الملحق بالدائرة الدبلوماسية برئاسة الجمهورية التونسية وليد الحجام، أن تونس والصين والنرويج تقدمت بطلب عقد اجتماع مفتوح لمجلس الأمن، بناء على طلب كانت تقدمت به فلسطين؛ حيث يحتاج الأمر إلى تولى عضو أو أكثر من من المجلس تقديم طلب عقد الاجتماع
دعم إنسانى للفلسطينيين
وعلى الصعيد الإنسانى، قدمت مصر مساعدات طبية وغذائية وإنسانية إلى قطاع غزة، كما أرسلت مساعدات عاجلة فى أعقاب الهجمات التى يتعرض لها القطاع من قوات الاحتلال الإسرائيلي.
كما تم إرسال فرق طبية لشمال سيناء لمساندة مصابى الأحداث الجارية بفلسطين وتم رفع حالة الاستعداد لخدمات الطوارئ وتقديم المساعدات الطبية والنفسية والإغاثية لدعم الشعب الفلسطينى الشقيق.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة