تصعيد متبادل شهدته الأراضى الفلسطينية خلال الساعات القليلة الماضية، وسط استمرار العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة ما خلف عدد كبير من الشهداء منذ بداية المواجهات التى أثارت الكثير من الجدل داخل الولايات المتحدة الأمريكية ما بين مؤيد ومعارض للممارسات الإسرائيلية.
وفيما ارتفع عدد الشهداء الفلسطينيين بقطاع غزة إلى 48 بينهم 13 طفلاً حتي صباح الأربعاء، واصلت إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن محاولاتها لفرض التهدئة وحث الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي علي ضبط النفس وسط حالة ممتدة من الانقسام بين الحزبين الديمقراطي والجمهوري بشأن الجرائم التي ارتكبتها السلطات الإسرائيلية ما بين مؤيد ومعارض لممارسات تل أبيب.
وحاول الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب استغلال التصعيد الأخير للهجوم علي الرئيس الحالي جو بايدن، قائلاً إن إدارته جعلت العالم "أكثر عنفاً لأن ضعف بايدن يؤدي إلى المزيد من الهجمات علي حلفاء الولايات المتحدة".
وقال ترامب في بيان صادر عن لجنة العمل السياسي التابعة له: "عندما كنت في المنصب، كنا معروفين برئاسة السلام لأن خصوم إسرائيل كانوا يعلمون إن الولايات المتحدة تقف بقوة مع إسرائيل وسيكون هناك انتقام سريع إذا ما تعرضت إسرائيل لأى هجوم".
وأضاف ترامب "في عهد بايدن، أصبح العالم أكثر عنفا لأن ضعف بايدن يؤدى إلى هجمات جديدة على حلفائنا"، وأضاف: "يجب على أمريكا أن تقف دائمًا مع حلفائها وان تسعي للسلام دائما".
في المقابل، تمسكت إدارة بايدن بمحاولات الوصول إلى التهدئة، حيث قالت السكرتيرة الصحفية جين بساكي للصحفيين قبل إصدار بيان ترامب مباشرة إن بايدن يتم اطلاعه على الأمر، وقالت إن المسؤولين الأمريكيين تحدثوا "بصراحة" مع القادة الإسرائيليين بشأن مخاوف بشأن طرد العائلات الفلسطينية في القدس الشرقية، الأمر الذى آثار احتجاجات خلال الأسابيع العديدة الماضية.
وأضافت أن "الرئيس وفريقه سيواصلون السعي وراء شروط الدبلوماسية والحوار وخفض التصعيد وحماية المدنيين، حتى ونحن نعمل معا لردع أعمال العنف والإرهاب".
وحذرت الإدارة الأمريكية من استمرار أعمال العنف في الأراضي الفلسطينية، مجددة التأكيد علي دعم الإدارة لحل الدولتين، مشيرة إلى أن استمرار محاولات إجلاء عشرات الفلسطينيين من الشيخ جراح في القدس الشرقية هو عمل يأتى ضد المصالح الأمريكية الإسرائيلية فى إيجاد حل للصراع.
وبحسب ما نشرته شبكة فوكس نيوز، أكدت جين بساكى إن "فريق بايدن يبعث برسالة واضحة ومتسقة لدعم وقف التصعيد، ندين الهجمات الصاروخية التى شنتها جماعات (إرهابية) على إسرائيل، لكنها سلطت الضوء على حقوق الفلسطينيين والإسرائيليين على حد سواء".
وتابعت: "نعتقد أن الفلسطينيين والإسرائيليين يستحقون تدابير متساوية من الحرية والأمن والكرامة والازدهار.. وتحدث المسؤولون الأمريكيون في الأسابيع الأخيرة مع المسؤولين الإسرائيليين حول كيف أن عمليات إخلاء العائلات الفلسطينية التي عاشت لسنوات، وأحيانًا عقود في منازلهم وهدم هذه المنازل تعمل ضد المصالح المشتركة في تحقيق حل للصراع في الأيام المقبلة.
وأضافت: "بينما يجتمع المسلمون مع العائلة والأصدقاء للاحتفال بالعيد، دعونا نؤكد أن جميع المؤمنين يستحقون الاستمتاع بهذه الاحتفالات المهمة دون خوف من العنف".
من جانبهم، ألقى نواب الديموقراطيين ألكساندريا أوكاسيو كورتيز وإلهان عمر، باللوم على إسرائيل لغاراتها الجوية الانتقامية التي خلفت ما لا يقل عن 10 قتلى من الأطفال الفلسطينيين.
ودعت أوكاسيو كورتيز زميلها الديمقراطي والمرشح لرئاسة بلدية نيويورك أندرو يانج لحضور حدث إسلامي تم إلغاؤه منذ ذلك الحين في المدينة بعد أن أصدر بيانًا يدعم إسرائيل، وكتبت كورتيز على موقع تويتر "مخجل تماما أن يحاول يانج الظهور في مناسبة العيد بعد أن أرسل بيانا لدعم الضربة التي أسفرت عن مقتل 9 أطفال، خاصة بعد صمته مع تعرض الأقصى للهجوم".
بينما كتبت الهان عمر على "تويتر" أن "الأطفال الفلسطينيين يستحقون الحفاظ على إنسانيتهم وسلامتهم وأمنهم لا استثناءات".
كما تحدث السناتور الأمريكي بيرني ساندرز ضد العنف وأدان الأحداث الجارية، وكتب على تويتر: "لا ينبغي على الأطفال الإسرائيليين أن يقضوا الليل خائفين في الملاجئ، كما يفعل الكثيرون الليلة .. لا ينبغي للأطفال الفلسطينيين أن يكبروا في ظل العنف والقمع المستمر للاحتلال، كما فعل الكثيرون".
وقال إن الولايات المتحدة يجب أن تدعو إلى وقف فوري لإطلاق النار ووقف النشاط الاستيطاني الاستفزازى وغير القانونى.
الانقسام الذى شهدته دوائر واشنطن السياسية، انتقل بدوره إلى الشوارع، حيث اشتبك عدد من داعمي كلاً من إسرائيل وفلسطين بحسب ما نشرته شبكة سي بي إس الأمريكية قبل ساعات، وسط إدانات ممتدة لاستمرار محاولات إجلاء السكان الفلسطينيين من حي الشيخ جراح بالقدس الشرقية.
وحاول ضباط شرطة نيويورك الفصل بين المجموعات، لكن مقاطع الفيديو أظهرت أن المتظاهرين حاولوا تجاوز الضباط فى محاولة للاعتداء المتبادل.
وكانت كل من الجماعات المؤيدة لإسرائيل والأخرى الداعمة لفلسطين، قد نظموا وقفات أمام القنصلية الإسرائيلية في مانهاتن، ونظمت مجموعة أكبر من المؤيدين للفلسطينيين مسيرة في مدينة نيويورك حاملين لافتات تدين الأعمال الإسرائيلية.
ووفقا لتقرير شبكة سي بي اس الأمريكية، برزت المسيرات الداعمة لفلسطين على مستوى العالم، ومن المقرر تنظيم العديد من الأحداث في الولايات المتحدة وكندا والمملكة المتحدة وأوروبا ومن المتوقع تنظيم احتجاج آخر بعنوان "All Out For Palestine" في نيويورك اليوم الأربعاء.
وظهر الأربعاء، أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية، ارتفعت حصيلة العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة إلى 43 شهيدا من بينهم 13 طفلا و3 سيدات و296 إصابة.
This video taken by @CBSNewYork Photographer Alex Susskind moments ago pic.twitter.com/24RVAo06fG
— Jessica Layton (@JLaytonTV) May 11, 2021
وأفادت وكالة الأنباء الفلسطينية، بأن غارة إسرائيلية استهدفت منزلا في حي الصبرة وسط مدينة غزة، أدت إلى استشهاد خمسة مواطنين بينهم سيدة، وإصابة ستة آخرين بجروح نقلوا على إثرها إلى مستشفى الشفاء غرب المدينة.
كما استهدفت غارة إسرائيلية منزلا في حي الشيخ رضوان شمال مدينة غزة، ما أوقع إصابات في صفوف المواطنين، نقلوا إلى مستشفى الشفاء للعلاج.
NOW Huge crowd protesting in front of the Israeli consulate in LA #GazaUnderAttack #SaveSheikhJarraj pic.twitter.com/9FutgMZdK5
— #SaveSheikhJarrah (@AbbyMartin) May 11, 2021
وكانت غارتان استهدفتا دراجة نارية شرق خان يونس وأصيب فلسطيني، ومركبة على مفرق حمودة في بيت لاهيا، أدت إلى استشهاد مواطنين وإصابة ثلاثة آخرين بجروح إحداها وصفت بالخطيرة، نقلوا على إثرها إلى مستشفى الإندونيسي في البلدة لتلقي العلاج.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة