رائد الواقعية.. رحلة صلاح أبو سيف من مصنع النسيج إلى السينما العالمية

الإثنين، 10 مايو 2021 10:00 ص
رائد الواقعية.. رحلة صلاح أبو سيف من مصنع النسيج إلى السينما العالمية  صلاح أبو سيف
زينب عبداللاه

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

يمر اليوم 106 أعوام على ميلاد المخرج الكبير صلاح أبو سيف الذى ولد فى مثل هذا اليوم الموافق 10 مايو من عام 1915، وأصبح رائد الواقعية الذى جسد ملامح المجتمع المصرى على شاشة السينما واستطاع بأعماله أن يجعل الفيلم المصري ينافس الأفلام العالمية، حيث عرضت أفلامه في مهرجانات  كان، البندقية، موسكو، وبرلين.

وُلد صلاح أبو سيف في  مايو عام 1915، بقرية الحومة مركز الواسطى بمحافظة بنى سويف، وكان والده عمدة القرية، بينما كانت أمه السيدة تفيدة فهمي قاهرية متعلمة ، فرفضت العيش مع زوجها وسط زوجاته السابقات، وأقامت في بيت العائلة مع شقيقها بالقاهرة، وألحقت ابنها بالمدرسة، وكان حي بولاق أحد معاقل ثورة 1919، وكان خاله أحد المقاومين لسلطات الاحتلال الإنجليزى وتم اعتقاله مما كان له تأثير كبير علي شخصية صلاح أبو سيف.

وبعد الانتهاء من دراسته الابتدائية التحق أبو سيف بمدرسة التجارة المتوسطة، وعمل في شركة النسيج بمدينة المحلة الكبرى وفي نفس الوقت عمل بالصحافة الفنية، ثم درس فروع السينما المختلفة والعلوم المتعلقة بها مثل الموسيقى وعلم النفس والمنطق، وأخرج بعض المسرحيات لفريق من هواة العاملين بالشركة ، و أتيحت له فرصة الالتقاء بالمخرج  نيازي مصطفى، الذي ذهب للمحلة لعمل فيلم تسجيلى عن الشركة، و دهش من ثقافة أبو سيف و درايته بأصول الفن السينمائي ووعده بأن يعمل علي نقله إلي استوديو مصر.

وبالفعل بدأ صلاح أبو سيف العمل بالمونتاج في ستوديو مصر، و أصبح رئيساً لقسم المونتاج به  لمدة عشر سنوات ، والتقي خلال هذه الفترة بالمخرج كمال سليم وعمل معه كمساعد مخرج فى فيلم العزيمة، وهو أول فيلم واقعى فى السينما المصرية، وسافر إلى فرنسا  ثم عاد بسبب الحرب العالمية الثانية، وكانت تجربته الأولى فى الإخراج عام 1946 ، وذلك فى فيلم  مقتبس عن فيلم أجنبي ، كما سافر إلى إيطاليا وعاد  منها عام 1950 متأثرًا بتيار الواقعية فى السينما وأخرج النسخة العربية من فيلم الصقر بطولة عماد حمدي وسامية جمال وفريد شوقي.

واشترك أبو سيف في كتابة السيناريو لجميع أفلامه، حيث كان يعتبر كتابة السيناريو أهم مراحل إعداد الفيلم لكي يضمن أن يكون كل ما كتبه السيناريست متفقاً مع لغته السينمائية.

وكانت وقتها السينما المصرية تبتع فى موضوعاتها عن المجتمع المصرى، وقرر أبوسيف إخراج فيلم "لك يوم يا ظالم"، ولكنه عندما عرض السيناريو علي المنتجين رفضوا، مما اضطره لإنتاج السيناريو بنفسه، وباع سيارته ومصاغ زوجته، وحقق الفيلم الذى عرض عام 1951 بأسلوبه الواقعي واقترابه من الجمهور نجاحا جماهيرياً ونقدياً كبيراً، وكان بطولة فاتن حمامة ومحسن سرحان ومحمد توفيق، وتوالت بعده أفلام أبوسيف الواقعية التى أصبحت علامات فى تاريخ السينما المصرية ومنها : " الأسطي حسن، ريا وسكينة ، الوحش، شباب امرأة ، الفتوة ، لا أنام ، الوسادة الخالية ، أنا حرة ، بين السما والأرض، البنات والصيف ، بداية ونهاية ، لا تطفئ الشمس ، القاهرة 30 ، الزوجة الثانية ، فجر الإسلام ، المواطن مصرى" ، وبلغ مجموع الأفلام التي أخرجها طوال مسيرته أربعين فيلماً، نال عليها جوائز وأوسمة كثيرة في مهرجانات عربية ودولية.

كما  أخرج أبو سيف للسينما العراقية فيلم القادسية عام 1982 م و اشترك فيه العديد من الفنانين العرب من مختلف بلدان الوطن العربي من العراق ومصر والكويت وسوريا والمغرب بطولة سعاد حسني وعزت العلايلي ، ورحل المخرج الكبير صلاح أبو سيف عن عالمنا في 22 يونيو عام 1996 عن عمر ناهز 81 عاماً.

 










مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة