يؤمن الكثيرون بتأثير الحسد على حياتهم وتعرضهم لبعض المشكلات ، وكثير من الفنانين يخافون من الحسد ومنهم عدد من نجوم الفن الجميل.
وكانت الفنانة الكبيرة منيرة المهدية معروفة بخوفها الشديد من الحسد، وحكى المؤلف الكبير بديع خيرى عن أحد المواقف التى كان شاهداً عليها فترة عمله مع فرقة منيرة المهدية.
وقال بديع خيرى فى مقال نادرنشرته مجلة الكواكب عام 1954 تحت عنوان "عين الحسود" ، أن منيرة المهدية كانت تفسر أى وعكة بسيطة تتعرض لها أو أى موقف صعب بأن السبب فيه عين الحسود.
وأوضح بديع خيرى أن منيرة المهدية كانت تؤدى دورها فى مسرحية قمر الزمان فى العشرينات ، وكان جمهورها من الباشوات وكبار العائلات فى ذلك العهد، كما كانت تتمتع بمحبة أفراد فرقتها وتحسن معاملتهم إلا فيما يخص موضوع الحسد.
وتابع :" أجادت منيرة المهدية الدور وصفق لها الجمهر تصفيقاً حاراً وهتفوا باسمها وخرجت مسرعة بعد إسدال الستارة وانتهاء الفصل الأول إلى غرفتها لتستعد للفصل الثانى، وأثناء خروجها فى الكواليس قابلها الفنان محمد مصطفى أحد أفراد فرقتها وقال لها : ياسلام ياست ده انتى مجننة العالم، وشكرته منيرة المهدية واتجهت لغرفتها"
وأضاف بديع خيرى: بمجرد أن التفتت منيرة المهدية اصطدمت قدمها بشيئ على الأرض واختل توازنها ووقعت على الأرض وكانت سقطة قوية ، فأصيبت فى ركبتها إصابة بالغة، وسارع الموجودين ليحملونها إلى غرفتها وهى تصرخ: هو السبب، عينه السبب، عمره ما بص لى إلا وحصل لى حاجة، اندهوا لى محمد مصطفى"
وتم استدعاء محمد مصطفى لغرفة منيرة المهدية التى قالت له وهى تصرخ من الألم " مش عاوزاك فى فرقتى إنت مرفود"، وحاول أن يسألها عن السبب فظلت تصرخ " مش عاوزاك إمشى من قدامى"
وأشار بديع خيرى إلى أن الفنان المسكين لجأ له، فذهب إلى غرفة منيرة المهدية ليحاول تهدئتها وكانت صعدت إلى خشبة المسرح وتحاملت على نفسها وهى تبطئ فى مشيتها، وبعد عودتها تحدث معها ليؤكد أن ما حدث هو قضاء وقدر ولا ذنب للرجل المسكين فيه، وأن خوفها من الحسد سيقطع عيش الفنان المسكين الذى لم يرتكب ذنباً سوى أنه أبدى إعجابه بها، ورق قلب منيرة المهدية لكلام بديع خيرى وقررت التراجع عن قرار رفد الفنان المسكين ، بشرط ألا ينظر إليها مطلقاً، ويتحاشى مقابلتها حتى تتقى شرعينيه.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة