ضيفنا اليوم في سلسلة حوارات إحياء دولة التلاوة، عاصر عدد من كبار قراء القرآن الكريم في دولة التلاوة، فتأثر بهم في أداء وإتقان واحترام التلاوة – على حد تعبيره – ورغم تحوله للابتهالات إلا أنه مازال يحتفظ بـأسلوبه المميز في التلاوة والابتهال معًا، ويتحفظ على أداء عدد كبير من قراء القرآن الكريم، قائلاً: "أصبح لدينا الآن قراء استعراضيين".
الشيخ عبد الرحيم دويدار، أحد أعلام دولة التلاوة وشيخ المبتهلين في العصر الحديث، بدأ حديثه لـ "اليوم السابع" بالإشارة إلى حفل جمعه بالشيخ الراحل محمد صديق المنشاوى، قائلاً: "قرأت مع كبار قراء القرآن الكريم مثل الشيخ عبد الباسط عبد الصمد، والشيخ مصطفى إسماعيل، وقرأت مرة واحدة مع الشيخ محمد صديق المنشاوى فأدركت كيف كان يتعامل مع القرآن الكريم كالصلاة تماما، فقد كان حين يقرأ يجلس جلسة التشهد مهما طالت أو قصرت مدة التلاوة، ولذلك كنا نلمس ذلك في خشوعه وتلاوته، هذا المشهد يجعلك حينما تقارن الوضع الآن تشعر بالفارق الكبير فقد أصبح لدينا قراء استعراضيين".
الشيخ عبد الرحيم دويدار
ويلفت دويدار إلى أنه كان ينادى بضرورة أن يكون قارئ القرآن الكريم، نصف مثقف، قائلاً: "ولكن أصبح الآن لدينا مثقفين وحاصلين على درجات علمية عالية، ومع ذلك لا يتمعنون في معانى القرآن الكريم، وأذكر أن قارئًا كان يتلو من سورة القصص قول الله:" قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِن جَعَلَ اللَّهُ عَلَيْكُمُ النَّهَارَ سَرْمَدًا إِلَىٰ يَوْمِ الْقِيَامَةِ مَنْ إِلَٰهٌ غَيْرُ اللَّهِ يَأْتِيكُم بِلَيْلٍ تَسْكُنُونَ فِيهِ ۖ أَفَلَا تُبْصِرُونَ"، ولكنه كان يتوقف عن قول الله:" مَنْ إِلَٰهٌ غَيْرُ اللَّهِ"، ويكررها وهنا الوقف لا يجوز بل إنه أخل بالمعنى.
يتابع دويدار: "هذه آفة القراء أنهم لا يتمعنون القرآن ومعانيه فنرى المقرئ يقرأ وكل همه القفلة والقرار وليس المعنى، فمثلا ترى آخر يتلو من قول الله :" وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ اجْعَلْ هَٰذَا الْبَلَدَ آمِنًا وَاجْنُبْنِي وَبَنِيَّ أَن نَّعْبُدَ الْأَصْنَامَ"، ويتوقف عند قول الله تعالى " وَاجْنُبْنِي وَبَنِيَّ"، وهو ما يخل بالمعنى أيضًا".
الشيخ عبد الرحيم دويدار
يستكمل الشيخ عبد الرحيم دويدار: "أما عن أصول التجويد فحدث ولا حرج، فالقراءة لا تخضع لأصول التجويد بقدر ما تخضع للتنغيم مثلا المد المتصل 6 حركات بالأصابع ولكن البعض يجعلهم 12 وأكثر ليقول التنغيم الذى يريده لكسب الشهرة "، مؤكدًا: "ولكن هذا لا يمنع وجود ملتزمين جدا".
وعن رأيه فى دور النقابة كرقيب والقانون المزمع إقراره على مثل هؤلاء قال دويدار: "النقابة دورها ضعيف فكل ما تفعله هو استدعاء القارئ وأخذ تعهد عليه ثم يخرج ويفعل ما فعله سابقا، أما عن القانون فأنا منذ 20 عاما في النقابة وأسمع عن هذا القانون حبيس الأدراج في البرلمان ولم يخرج للنور حتى الآن".
واختتم الشيخ عبد الرحيم دويدار، بالتأكيد على وجود مواهب كثيرة وشابة، يجب أن ترعاها الدولة وتقدم لها يد العون لتنمية هذه المواهب، قائلاً" أريد أن أوجه رسالة لشباب القراء بضرورة فهم أن القرآن الكريم قرين الصلاة فنحن حينما نصلى نجل من نصلى له الله سبحانه وتعالى وحينما نقرأ القرآن الكريم يجب أن نكون كذلك".
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة