منذ ما يقارب من 8 سنوات شهدت مدينة كرداسة، جريمة اقتحام مركز الشرطة من قبل العديد من العناصر الإرهابية، ما أدى لاستشهاد مأمور المركز اللواء محمد جبر ونائبه العميد عامر عبد المقصود وأكثر من 15 ضابط وفرد شرطة، ليسطروا أسمائهم فى قائمة الشرف لشهداء الوطن.
ووجهت النيابة العامة عددا من التهم لمرتكبى حادث مذبحة كرداسة، التى حدثت، فى أعقاب فض اعتصامى جماعة الإخوان الإرهابية فى رابعة العدوية ونهضة مصر خلال أغسطس 2013، والمتهم فيها أكثر من 186 متهما، ومن تلك التهم القتل العمد، وحيازة أسلحة نارية وذخائر بدون ترخيص، والانضمام لجماعة أُسِّست على خلاف القانون، والتجمهر، والإتلاف العمدى للممتلكات العامة والخاصة، وسرقة محتويات مركز الشرطة، وتهريب مساجين كانوا محتجزين فى القسم، والسرقة.
وكشفت تحقيقات النيابة العامة عن أن المتهمين قاموا يوم 14 أغسطس من عام 2013 بدائرة مركز كرداسة، حال كون المتهم رقم 90 "حدث"، اشترك مع المتهمين من الأول حتى الـ185 وآخرين مجهولين، فى تجمهر مؤلف من أكثر من 5 آلاف شخص، من شأنه أن يجعل السلم العام فى خطر، وكان الغرض منه ارتكاب جرائم القتل العمد مع سبق الإصرار والشروع فيه، والتخريب والسرقة والتأثير على رجال السلطة العامة فى أداء عملهم "ضباط وجنود قسم شرطة كرداسة"، باستعمال القوة حال حملهم أسلحة نارية وبيضاء وأدوات تُستخدم فى الاعتداء على الأشخاص، وقد وقعت تنفيذا للغرض المقصود من التجمهر مع علمهم به فى الجرائم الآتية:
فى أحداث منطقة كرداسة وانتقاما لفض اعتصامى رابعة العدوية والنهضة، أعدوا أسلحة نارية وبيضاء وقاذفات صاروخية وأدوات مما تُستخدم فى الاعتداء على الأشخاص، وتوجهوا لمقر المركز وحاصروهم بداخله، وما إن ظفروا بهم حتى أطلق المتهم السادس عيارين ناريين صوب أحد المجنى عليهم، وتعدى عليه آخرون من بينهم بأسلحة بيضاء قاصدين إزهاق روحه، ما أودى بحياته، وكان ذلك تنفيذا لغرض إرهابى.
واقترنت الواقعة بجناية القتل وتقدمتها وتلتها جنايات أخرى، بأنه فى ذات الزمان والمكان قتلوا وآخرون مجهولون، المجنى عليهم من ضباط وقوات الشرطة، كلا من: محمد عبد المنعم جبر، وعامر محمد عبد المقصود، وإيهاب أنور المرسى، ومحمد فاروق وهدان، وهشام جمال الدين محمود شتا، ومحمد السيد أحمد، وأكرم عيد حفنى، ومحمد محمد فهيم بدوى، وهشام إبراهيم بيومى، ومعتمد سلطان عباس، وعماد السيد محسن، وتامر سعيد عبد الرحمن، ورضا عبد الوهاب محمد، وإبراهيم عطية على زيتون، ومصطفى أحمد شيخون، الذين تصادف مرورهم بمحل الواقعة عمدا مع سبق الإصرار، بأن بيتوا النية وعقدوا العزم على قتل قوات الشرطة المتواجدين بمركز شرطة كرداسة انتقاما لفض اعتصامى رابعة والنهضة.
وأعد المتهمون لذلك الغرض الأسلحة والأدوات وتوجهوا لمقر المركز وقاذفوهم بالحجارة وزجاجات المولوتوف، وأشعلوا إطارات السيارات أمام القسم وحاصروهم بداخله، وما إن ظفروا بهم حتى أطلقوا صوبهم وابلا من الأعيرة النارية وقذائف المدفعية، قاصدين من ذلك إزهاق أرواحهم، ما أودى بحياة اثنين منهم، واقتادوا الباقين إلى خارج مركز الشرطة وانهالوا عليهم طعنا بالأسلحة البيضاء، وما إن خارت قواهم وسقطوا مضرجين فى دمائهم حتى عاجلوهم بإطلاق عدة أعيرة نارية قاصدين من ذلك قتلهم، وأودت بحياتهم، وكان ذلك تنفيذا لغرض إرهابى.
كما شرعوا وآخرين مجهولين فى قتل المجنى عليه محمد عبد الحميد فاروق، و29 آخرين واردة أسماؤهم بكشف المصابين المرفق بملف القضية، عمدا مع سبق الإصرار، بأن بيتوا النية وعقدوا العزم على قتلهم، وأعدوا لذلك الغرض الأسلحة والقذائف، وما إن ظفروا بهم حتى أطلقوا وابلا من الأعيرة النارية والقذائف المدفعية واقتادوهم خارج مركز قسم الشرطة، وانهالوا عليهم طعنا بالأسلحة البيضاء، قاصدين إزهاق أرواحهم، وتم علاجهم، وذلك تنفيذا لغرض إرهابى حال كون أحد المجنى عليهم طفلا.
وكشفت معاينة النيابة العامة أن المتهمين خربوا عمدا مبانى وأملاك عامة مخصصة لمصالح حكومية "مبنى مركز قسم شرطة كرداسة"، ومدرعات ومركبات الشرطة، بأن استخدموا معدة ثقيلة "لودر" وقذائف "آر بى جى" وزجاجات مولوتوف، وأضرموا النيران بها تنفيذا لغرضهم الإرهابى، كما سرقوا المنقولات المملوكة للمجنى عليه مصطفى إبراهيم وآخرين، وكان ذلك بالطريق العام حال كون المتهمين حاملين للأسلحة.
وحرّزت النيابة الأسلحة النارية التى تبين أن بعضها بغير ترخيص، والبعض الآخر مما لا يجوز الترخيص بحيازته أو إحرازه "مدافع - مدافع رشاشة - بنادق آلية - أسلحة نارية مششخنة - مسدسات غير مششخنة - وأفرد الخرطوش" وكان ذلك بأحد أماكن التجمعات، وبقصد استعمالها فى الإخلال بالأمن والنظام العام، كما تبين قيامهم بسرقة الأسلحة والمهمات الشرطية المخصصة لقوات الشرطة من داخل القسم، ومكنوا آخرين مجهولين "مقبوض عليهم" من الهرب.
ووجهت النيابة العامة للمتهمين تهم الاشتراك بطريق المساعدة مع باقى المتهمين، فى ارتكاب جريمة القتل العمد مع سبق الإصرار، وما اقترن بها من جرائم أخرى، وحيازة وإحراز أسلحة نارية وذخائر "موضوع التهمتين الثانية والثالثة"، وأنهم أمدوهم بعدة أسلحة نارية وذخائر، مما استخدم فى اقتراف الجريمة، مع علمهم بها، وطالبت النيابة بتوقيع أقصى عقوبة على المتهمين.
كانت دائرة الإرهاب بمحكمة جنايات القاهرة، المنعقدة بطرة، برئاسة المستشار محمد شيرين فهمى، قد قضت فى 2 يونيو من عام 2017، بالإعدام بحق 20 من متهمى أحداث قسم شرطة كرداسة، والسجن المؤبد لـ80 آخرين بينهم سامية شنن، من ضمن 156 متهما فى قضية اتهامهم باقتحام مركز شرطة كرداسة، وقتل مأمور المركز ونائبه و12 ضابطا وفرد شرطة، فى أعقاب فض اعتصامى رابعة والنهضة، والمعروفة إعلاميا بـ"مذبحة كرداسة".
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة