يتم الرئيس الأمريكى جو بايدن يوم الجمعة المقبل أول 100 يوم له فى الحكم، وهو أحد المعايير التى يتم فيها الحكم على أداء الرئيس داخل البيت الأبيض.
وكانت الأضواء مسلطة على أول 100 يوم للرئيس منذ أدائه القسم فى يناير الماضى وتعهده باستخدام هذا الوقت لمعالجة وباء كورونا وعكس كثير من سياسات سلفه دونالد ترامب. وتقول صحيفة "يو إس إيه توداى" إن بايدن وضع سلسلة من الأهداف لتحقيقها خلال الأشهر الأولى له فى المنصب. وفى حين أنه لا يوجد فى القانون الأمريكى ما يلزمه بفعل هذا فى هذه الفترة، فإنه من الناحية التاريخية، ينظر الرؤساء والكونجرس والإعلام لأول 100 يوم للإدارة على أنها معيارا للتقدم، وتحديد أولويات الإدارة والحكم على نجاحها حتى الآن.
ويقول تيرى بيمس، المدرس المساعد للعلوم السياسية لجامعة كاليفورنيا بيركيلى إن الرؤساء يشعرون بالالتزام لجنى بعض النقاط خلال أول 100 يوم لإظهار قيادتهم للعمل وتحديد الأولويات ونوعية القائد الذى سيكونون عليه.
وبدأ تقليد أول 100 يوم إلى رئاسة فرانكلين روزفلت، بحسب ما يشير العلماء، لأن الإجراءات السريعة التى اتخذها فى الأشهر الأولى من فترته الرئاسية للتعامل مع الكساد العظيم جعلت إدارته معيارا للرؤساء الذين جاءوا من بعده.
فوفقا لموقع FiveThirtyEight، مرر روزفلت 76 قانونا خلال الفترة، لمنح الحكومة السلطة لتنظيم سوق الأسهم وتحديد الحد الأدنى للأجور وإغلاق البنوك الأمريكية فى عطلة بنوك. وفى خطاب ألقاه عبر الراديو، استخدم روزفلت عبارة أول 100 يوم.
ومنذ هذا الوقت بدأت الإدارات المتعاقبة ووسائل الإعلام والمعلقين السياسيين يبحثون فى قدر التشريعات التى قام رئيس بتمريرها وفعالية إجراءاته والتصور العام عنها وفقا للمعيار الذى وضعه روزفلت.
وبدأت فترة بايدن الرئاسية فى الوقت الذى كان فيه مجلس الشيوخ يجرى محاكمة العزل الثانية لترامب على خلفية أحداث اقتحام الكونجرس، وأمضى بعدها الكونجرس أسابيع يتفاوض لتمرير حزمة بايدن للإنقاذ الاقتصادى من كورونا المعروفة بخطة الإنقاذ الأمريكى بقيمة 1.9 تريليون دولار.
وقدم خطة للوظائف ومقترحات للبنية التحتية بقيمة 2.25 تريليون دولار، والتى من المتوقع أن يبحثها الكونجرس فى الأسابيع المقبلة.
ووقع بايدن عدد من القرارات التنفيذية، منها ما يعكس بعض سياسات ترامب المتشددة إزاء الهجرة، وأوامر تهدف لتوسيع موارد مكافحة الوباء. وتقول الإدارة إن هدف بايدن المعلن بتوزيع 200 مليون جرعة من لقاحات كورونا خلال أول 100 يوم له قد تم تحقيقه تقريبا.
لكن إدارة بايدن واجهت تحديات مبكرة أيضا فيما يتعلق بالموقف على الحدود، حيث أدى زيادة عدد المهاجرين ومنهم القصر غير المصاحبين بذويهم إلى إجبار بايدن على إخبار المهاجرين المحتملين بعدم القدوم للولايات المتحدة مع إعداد الإدارة لإستراتيجيتها.
ويخطط بايدن للسفر إلى جورجيا للاحتفال بمرور 100 يوم له فى الحكم، وهى الولاية التى تأرجحت لصالحه فى الانتخابات الرئاسية وانتخب ديمقراطيان فى مجلس الشيوخ.
فى مجال السياسة الخارجية، سعى بايدن لاستعادة قيادة أمريكا العالمية وبدء التراجع عن عدد من سياسات ترامب منها ما يتعلق بالحوار مع إيران والسعى للعودة للاتفاق النووى الإيرانى، والعودة غلى اتفاق باريس للمناخ.
وكان أهم قرارات السياسة الخارجية التى اتخذها بايدن فى أولى 100 يوم له فى الحكم هو إعلان الانسحاب الأمريكى الكامل من أفغانستان بحلول سبتمبر المقبل، فى الذكرى العشرين للهجمات الإرهابية الأكثر دموية فى تاريخ أمريكا. وقد أثار هذا القرار كثير من الجدل بشأن تأثيره على الأمن القومى الأمريكى واستقرار الوضع فى أفغانستان.
وللوفاء بتعهداته الانتخابية بتولية اهتمام كبير بقضية المناخ، عقد بايدن قمة افتراضية عالمية مع 40 من قادة العالم زعماء رؤساء الصين وروسيا واليابان وألمانيا والهند لتحديد تعهدات جديدة لخفض الانبعاثات المسببة للاحتباس الحرارى. من ناحية أخرى، اتخذ بايدن إجراءات عقابية ضد الصين وروسيا وتنى لهجة أكثر صرامة إزاءهما.
وسيحتفى بايدن بمرور أول 100 يوم له فى الحكم بخطاب سليقيه أمام مجلسى الكونجرس يوم الأربعاء، سيكون خطابا تاريخيا، كما يتوقع المحللون، لاسيما وأنها ستكون المرة الأولى التى تجلس فيها امرأتان خلف بايدن على المنصة، وهما كامالا هاريس نائبة الرئيس ونانسى بيلوسى رئيسة مجلس النواب.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة