عُقدت، مساء اليوم الثلاثاء، فى العاصمة الليبية طرابلس، مباحثات موسعة، ترأسها رئيسا الحكومة المصرية الدكتور مصطفى مدبولي، وحكومة الوحدة الوطنية الليبية عبد الحميد الدبيبة، بحضور الوفدين الوزاريين من البلدين.
وفي بداية المباحثات، أعرب الدكتور مصطفى مدبولى، رئيس مجلس الوزراء، عن سعادته والوفد الوزاري رفيع المستوى المرافق له، عن تواجدهم اليوم على أرض ليبيا الشقيقة، كما نقل تحيات الرئيس عبد الفتاح السيسي، رئيس الجمهورية، وتمنياته للأشقاء في ليبيا؛ حكومة وشعبا بالتوفيق في هذه الفترة الفارقة من تاريخ ليبيا الشقيقة.
وأشار رئيس الوزراء الدكتور مصطفى مدبولي إلى أنه نقل رسالة لرئيس حكومة الوحدة الوطنية الليبية عبد الحميد الدبيبة تؤكد فحواها دعم مصر قيادة وحكومة وشعباً، للدولة الليبية خلال هذه المرحلة المهمة، وحرصها على دعم ومساندة كافة المؤسسات الليبية في تحقيق المصالحة الوطنية والوصول إلى وحدة الأراضى الليبية بالكامل وتحقيق التنمية والرخاء للشعب الليبي.
كما لفت الدكتور مصطفى مدبولى إلى حرصه وعدد كبير من الوزراء من أعضاء الحكومة المصرية على التواجد اليوم على أرض ليبيا لبحث سبل دعم وتعزيز العلاقات المشتركة في مختلف المجالات، كما قدم التهنئة لرئيس حكومة الوحدة الوطنية الليبية على نجاح تشكيل الحكومة، والحصول على ثقة البرلمان الليبي، مشيرا إلى أن زيارة اليوم تُعد هي أول زيارة لرئيس وزراء مصري منذ فترة طويلة، مؤكدا أنها تأتي للتعبير عن دعمنا الكامل للأشقاء في ليبيا.
وقال الدكتور مدبولي: "اسمحوا لي أن أتوجه بالشكر أيضا على تصريحاتكم الداعمة لملف المياه والأمن القومي المصري وحرص ليبيا على دعم مصر بالكامل في هذا الملف المهم، وهو ما يعكس عمق الروابط والعلاقات بين الشعبين، والحقيقة أن مصر أيضا كانت داعمة للشعب الليبي طوال السنوات الماضية؛ وذلك من أجل تسوية الأزمة الليبية، وقمنا بجهود كبيرة من أجل تحقيق المصالحة بين الأشقاء الليبيين؛ سواء من خلال إعلان القاهرة الذي تم في يونيو 2020، وكذلك دعم خارطة الطريق التي وضعت للفترة الانتقالية، إلى جانب استضافة اللجنة العسكرية المشتركة بمدينة الغردقة في سبتمبر 2020، حتى تم توقيع اتفاق وقف إطلاق النار في أكتوبر 2020".
وأكد رئيس الوزراء الدكتور مصطفى مدبولي أن تواجده الآن في ليبيا كرئيس للحكومة المصرية على رأس وفد كبير من أعضاء هذه الحكومة إنما هو لإعطاء رسالة واضحة على دعم ليبيا ودعم حكومة الوحدة الوطنية في سبيل نجاحها في إتمام مهامها التاريخية تجاه الوضع في ليبيا، مشيرا إلى دعم مصر لحكومة الوحدة الوطنية في مسار تحقيق الإصلاح والتقدم والنماء خلال الفترة المقبلة.
كما أكد الدكتور مصطفى مدبولي أن الرئيس عبد الفتاح السيسي حريص كل الحرص على دعم كافة المشروعات التنموية التي تخطط حكومة الوحدة الوطنية لتنفيذها في كل بقاع ليبيا، مشيرا إلى اصطحابه الوزراء المعنيين بملفات مشروعات البنية الأساسية، التي من بينها الطاقة والكهرباء، والبترول، والنقل، والاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، والإسكان والمرافق، والتجارة والصناعة، إلى جانب الصحة، وذلك في إطار حرصنا على دعم ما يتطلبه قطاع الصحة في ليبيا، إضافة إلى حرصنا على دعم مجال التنمية البشرية أيضا ولذلك فكان الحرص على اصطحاب وزير التربية والتعليم في الوفد المصري، إضافة إلى تفعيل مجالات التعاون بين البلدين من خلال تواجد وزيرة التعاون الدولي، فضلا عن تنظيم تواجد العمالة المصرية في ليبيا من خلال تواجد وزير القوى العاملة، كما حرصنا على تعزيز التعاون في مجال الاستثمارات من خلال انضام رئيس هيئة الاستثمار للوفد؛ لمناقشة كافة ملفات الاستثمار مع الجانب الليبي خلال الفترة المقبلة، وغيرها من الملفات المشتركة.
وأشار الدكتور مصطفي مدبولي إلى أنه من المنتظر أن تشهد جلسة المباحثات الموسعة التوقيع على عدد من مذكرات التفاهم لتعزيز التعاون بين البلدين، مؤكداً أن الهدف الأهم هو وضع خطة زمنية وتنفيذية واضحة لمذكرات التفاهم الموقعة لترجمتها على أرض الواقع في أقرب فرصة ممكنة، وقال إنه ينتهز هذه الفرصة لدعوة نظيره الليبي لزيارة بلده الثاني مصر بصحبة أعضاء الحكومة الليبية لوضع الخطوات التنفيذية لكل مذكرات التفاهم والمشروعات التي يتم مناقشتها أثناء الزيارة.
وأعرب رئيس الوزراء الدكتور مصطفى مدبولي عن تشرفه باستقبال عبدالحميد الدبيبة في مصر عقب اختياره رئيساً لحكومة الوحدة الوطنية الليبية، والتي تمت قبل اكتمال تشكيل الحكومة الليبية والحصول على ثقة مجلس النواب، مشيراً إلى أنها مثلت رسالة دعم من مصر بكافة مؤسساتها وعلى رأسها الرئيس عبد الفتاح السيسي، رئيس الجمهورية، لتنمية وتوحيد ليبيا خلال المرحلة المقبلة، معرباً في هذا الصدد، عن انفتاح الجانب المصري على كافة مقترحات تعزيز التعاون، لاسيما تلك المتعلقة بتدشين خط ملاحي بين الموانئ المصرية والليبية، مشيرا إلى أنه وجه وزير الطيران المدني بالسماح الفوري باستقبال رحلات الطيران القادمة من المدن الليبية إلى مطار القاهرة الدولي، والاتفاق على وضع الضوابط الخاصة بهذا الملف.
وأضاف الدكتور مصطفى مدبولي أن مصر حريصة على نقل التجربة المصرية في مجال التعليم، وإعادة فتح المدرسة المصرية في ليبيا، كما أعرب عن ترحيب الدولة المصرية أيضا بإنشاء جامعة مصرية في إحدى المدن التي يختارها الجانب الليبي، فضلا عن المساعدة في إنشاء مستشفى مصريّ في طرابلس أو أي مكان يختاره الجانب الليبي، هذا بالإضافة إلي إيفاد قوافل طبية في التخصصات التي يحددها الجانب الليبي، مؤكداً أن مصر حريصة كل الحرص على إعادة الروابط التاريخية والعميقة بين الشعبين خلال الفترة القادمة.
وأكد عبد الحميد الدبيبة، رئيس حكومة الوحدة الوطنية الليبية على أن حكومته تعمل خلال هذه المرحلة على إعادة ليبيا إلى مرحلة الاستقرار، التى ستستعيد بها مكانتها الإقليمية والدولية، وستنتهي بإجراء انتخابات وطنية نزيهة تتميز بالشفافية التامة، تبدأ معها مرحلة تنمية حقيقية، مشيرًا إلى أن أحد أهم الإيجابيات التي أتت مع تشكيل حكومة الوحدة الوطنية الليبية، هو أن ليبيا بدأت في استعادة علاقاتها الطبيعية مع الدول الشقيقة والصديقة.
وأضاف: "ندرك يقينا أن انتهاء حالة الانقسام والنزاع في ليبيا سيسهم بشكل كبير في استقرار المحيط العربي والإفريقي، وفي هذا الصدد نُثمن، بشكل كبير، الدور المصري في تعزيز ودعم الحوار السياسي، وإيجاد حل شامل للأزمة الليبية، ونتطلع إلى أن تستمر مصر في دورها الحالي مع باقي دول المنطقة؛ للمساعدة على تحقيق استقرار ليبيا وأمنها، في الحاضر والمستقبل؛ لأن هذا يوفر مجالات واسعة للتعاون المشترك بين بلدينا وشعبينا الشقيقين، في إطار دورنا في إرساء وتعزيز قواعد العمل المشترك البناء الذي يخدم مصلحة الشعبين الشقيقين، فلدى البلدين خبرات كبيرة للتعاون المشترك في مجالات متعددة، منها تنمية الموارد البشرية، والتجارة، والبناء، والاستثمار، والخدمات؛ بما يعود بالنفع على الجميع".
وأشار رئيس حكومة الوحدة الوطنية الليبية إلى أنه ستتم ترجمة نتائج هذا الاجتماع إلى خطوات فعلية تتضمن توقيع عدد من الاتفاقيات، تشمل ثلاث اتفاقيات في مجال الكهرباء، وثلاث اتفاقيات في مجال الاتصالات والتعاون التقني والفني، واتفاقية واحدة في كل من مجالات: الصحة والقوى العاملة والبنية التحتية والنقل والاستثمار، موضحا أن هذه الاتفاقيات ستؤذن ببدء مرحلة جديدة من الشراكة بين البلدين، وإلى جانب هذه الاتفاقيات نحتاج إلى تعزيز العمل الدبلوماسي بين البلدين من خلال إعادة افتتاح السفارة المصرية في طرابلس بعد عيد الفطر، وإعادة الرحلات المباشرة بين المطارات الليبية والقاهرة؛ لكي يتمكن الطلاب ورجال الأعمال وجميع المواطنين من البلدين من التنقل بسهولة ويسر.
واختتم الدبيبة كلمته بتوجيه الشكر لرئيس الوزراء الدكتور مصطفى مدبولي والوفد المرافق له على هذه الزيارة المهمة.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة