فر صندوق إيران الأسود النووى إلى خارج البلاد، حسبما أعلنت السلطات الإيرانية، وهو شخص يدعى رضا كريمى كان أحد العاملين فى منشأة نطنز النووية الإيرانية، اتهمته السلطات بالتورط فى حادث "تخريب" المنشأة وسط صحراء اصفهان، وبحسب تحقيقات السلطات فقد توارى كريمى عن الانظار قبل الحادث وهرب للخارج، الأمر الذى سيدفع طهران للتفكير فى مزيدا من الخيارات اذ ثبت تجنيد الموساد الإسرائيلى له، حيث اتهمت إيران الأخيرة بالضلوع فى العملية التى وقعة يوم الـ 11 من أبريل الماضى.
دمّر الحادث الذى وقع فى المفاعل النووى نظام الطاقة الداخلي الذي يزود أجهزة الطرد المركزي في باطن الأرض، والتي تخصب اليورانيوم، وأشارت تقارير إلى تورط إسرائيل وإعلان هيئة البث الإسرائيلي (كان)، نقلا عن مصادر أن جهاز الموساد الإسرائيلي شن "هجوما إلكترونيا" على موقع إيران النووي، لتبدأ طهران باطلاق تهديدات للمتورطين.
خيارات الرد الإيرانى بحسب هانى زادة أحد المحللين الإيرانيين، قد تكون كتالى، "توجيه تحذير للوكالة الدولية للطاقة الذرية ودول مجموعة 5+1 شركاء الاتفاق النووى، ومساومة المجتمع الدولى برفع مستوى تخصيب اليورانيوم لأعلى من 20% فى وقت يمتلك فيه إسرائيل250 رأس نووى وترسانة نووية والتى تعد تهديدا محتملا لإيران وأمن المنطقة" وفقا للمحلل الإيرانى.
وفى مقاله نشرته صحيفة آرمان الإصلاحية قبل أيام، قال هانى زادة، من الطبيعى أن تربط إيران مسألة تخصيب اليورانيوم والرؤوس النووية التى تمتلكها إسرائيل، وتصر على المساومة أى فى حال دمرت إسرائيل ترسانها النووية، فإن إيران ستخفض مستوى تخصيب اليورانيوم.
وبحسب المحلل الإيرانى فإن إيران عليها أن تحدد جدول زمنى لمفاوضا فيينا وعودة الولايات المتحدة للاتفاق النووى والغاء العقوبات،، وفى حال لم يتم ذلك فإنها سترفع من مستوى التخصيب.
لكن هناك خيارات أخرى متاحة أمام طهران، منها الهجوم المرتد السيبرانى على مفاعلات إسرائيل النووية، أو الهجوم على سفن بحرية تابعة لإسرائيل، لاسيما وأن الأخيرة نفذ هجوم على أحد سفن طهران فالأسبوع الماضى قرب ساحل جيبونى، وتوعدت طهران بالرد.
واليوم، تتولى ردود الأفعال داخل إيران، فيما حذر وزير الخارجية الإيرانى من مغبة استهداف منشأة نطنز النووية، وتأثيرها على مسار المفاوضات النووية فى فيينا مع القوى العالمية، وقال محمد جواد ظريف "إن واشنطن يجب أن تدرك أن العمل التخريبي في نطنز سيصعب المفاوضات في فيينا".
وتابع ظريف: سنرد بشكل حازم على العمل التخريبي في منشأة نطنز، وستعمل على تخصيب اليورانيوم في نطنز بمعدلات أكثر سرعة".
وهدد وزير المسئول الايراني قائلا "إسرائيل ستتلقى الرد إن ثبت ضلوعها في العمل التخريبي الذي تعرضت له منشاة نطنز النووية وستعلم حينها اي حماقة ارتكب".
وتعرضت الاسبوع الماضى منشأة نطنز النووية الإيرانية لحادث وقال المتحدث باسم منظمة الطاقة الذرية الإيرانية بهروز كمالوندى "الحادثة لم تؤد إلى تلوث نووى، ولم ينجم عنها أى إصابات أو تلوث إشعاعى نتيجة ونعمل على التحقق من أسبابها". وقالت أجهزة الأمن الإيرانية انها تعرفت على هوية منفذ الحادث، وسط تقارير تشير إلى ضلوع إسرائيل فى الحادث.
وكان حذّر الاتحاد الأوروبي من أي محاولات لإخراج المحادثات الهادفة إلى إعادة واشنطن إلى الاتفاق بشأن برنامج إيران النووي، عن مسارها.وقال الناطق باسم التكتل بيتر ستانو "نرفض أي محاولات لتقويض أو إضعاف الجهود الدبلوماسية المرتبطة بالاتفاق النووي"، مشددا "لا يزال علينا توضيح الحقائق بشأن الحادث"
كما أكد المتحدث باسم الحكومة الإيرانية، علي ربيعي، أن "رد طهران على من نفذ اعتداء منشأة نطنز النووية، سيكون داخل أرض من نفذ الاعتداء".
وقال علي ربيعي: "هناك العديد من القرائن على تورط إسرائيل بهجوم نطنز ورد إيران سيكون داخل أرض من نفذ الاعتداء"، مشيرا إلى أن "طهران سترد على حادثة نطنز في الوقت المناسب".
وأضاف ربيعي: "الهجوم على منشأة نطنز لم يأت من خارجها وتم تحديد هوية الشخص الخائن لبلاده"، لافتا إلى أن "حادثة نطنز هجوم إرهابي وتخريبي وألحق ضررا بالمنشأة".
وحذر: "نحتفظ بحقنا في الرد على منفذي الهجوم على منشأة نطنز ومن يقف وراءهم"، موضحا أن "الهدف من هجوم نطنز كان تعطيل أجهزة الطرد المركزي في المنشأة".
فى غضون ذلك أكد مندوب إيران لدى الوكالة الدولية للطاقة الذرية كاظم غريب آبادي أن تخصيب اليورانيوم في منشأة نطنز لم يتوقف بعد استهدافها، وأن استبدال أجهزة الطرد المركزي فيها قد بدأ.
وكتب على تويتر، أن "التخصيب في نطنز لم يتوقف، وإيران سترد بما يشمل خطط تطبيق بعض الإجراءات الفنية التي سيتم إبلاغ الوكالة الدولية للطاقة الذرية هذا الأسبوع بها".
وأضاف أن "عملية استبدال أجهزة الطرد المركزي المتضررة، بما فيها أجهزة أكثر قوة، قد بدأت فورا".
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة