تعد الموسيقى أداة لتاريخ الفن فى الحضارات العريقة، حيث كانت الموسيقى عنصرا أساسيا من عناصر الثقافة الصينية وشهدت أطوارا من التطوّر بالتزامن مع تقدم حضارتها، وتجاوزت حواجز اللغة والثقافة وذاوبت فيها الاختلافات لتكون جسوراً من التواصل بين البشر مع اختلاف اللغات
وشهدت الموسيقى فى الصين أطواراً من التطوّر بالتزامن مع تقدُّم حضارتها، فصعدت آلات وتمَّ تعديل أخرى، لكن بقيت مكانتها ثابتة بل وباتت تستخدم لأغراض تتجاوز الترفيه والتسلية، كنقل بعض المعلومات المهمة مثل الخروج إلى الحرب وسحب العساكر أو حتى الإعلان عن الوقت.
وما بين الآلات النفخيّة والوتريّة تمكنت الحضارة الصينية من تطوير نمط خاص بها يمكن للسامع تمييزه ما إن يمرر العازف يديه على إحدى تلك الآلات، لتحتل مكانة راسخة في عالم الفن والموسيقى، مكانة يعزيها البعض للينج لون، المؤسس الأسطوري للموسيقى في الصين القديمة.
وتتنوع الآلات الموسيقية الصينية وتتعدد، كما ترجع كل واحدة منها لفترة زمنية مختلفة وتتباين كذلك المواد التي تصنع منها تلك الآلات، فمنها الجلدية والخشبية وما يصنع من الخيزران.
تعد آلة قو تشين من عدة أوتار يتراوح عددها ما بين 18 و23 وتعد من الآلات الراقية فلا تُعزَف عادة من قِبَل الفرق الموسيقية التقليدية أو في الشارع، وإنما في الأوبرا والحفلات الموسيقية الصينية فقط
يحتاج صنع آلة قو تشين عالية، ويعتبر فناً خاصاً. فكانت أسرتي تانغ وسونغ الملكيتين عصراً ذهبياً لصنع آلات قو تشين حيث ظهرت آلات قو تشين دقيقة الصنع وجميلة الصوت. ولكن قد ضاع فن صنع آلة قو تشين منذ سنوات، والآلات الباقية من الأسر الملكية السابقة معظمها صنعت من قبل العازفين أنفسهم، فتختلف تركيباتها ومقاييسها. وفي عشرات السنوات الأخيرة أعادت الصين فن صنع آلة قوتشين وأجرت تحسينها، مما جعل هذه الآلة الموسيقية الصينية القديمة مفعمة بالحيوية مرة آخرى.
تعتبر قوتشين واحدة من أقدم الآلات الموسيقية الصينية التقليدية وأهمها تمثيلا للتراث الصيني، ويرجع تاريخها إلى ما يزيد عن 3000 عام. وتضم عملية صنع قوتشين أكثر من مائة خطة بما فيها اختيار المواد وتلوينها وضبط الأنغام، لذلك يستغرق صنع آلة واحدة من قوتشين سنتين أو ثلاث سنوات.
جدير بالذكر أنه تم وضع آلة قوتشين في القائمة التمثيلية للتراث الثقافي الموسيقي وغير المادي من قبل اليونسكو في عام 2003.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة