"عدوى الجَمَال" قد يكون ذلك ما أصاب الشاب لؤى محمد بعد سفره للمغرب وزواجه هناك واستقراره بها، والتى تتميز بحرص أهلها على طلاء منازلهم ورسم الجدران بألوان مبهجة وتزيين الواجهات الخارجية والشرفات لنشر قيم الجمال والذوق، وهى المشاهد التى انفعل بها الشاب العشرينى العمر وصمم على تنفيذها فى أول زيارة له بالقاهرة.
وقال "لؤى محمد"، سافرت إلى المغرب واستقريت بها خاصة بعد زواجى من مغربية، وشاهدت هناك حرص الأهالى على تزيين واجهات منازلهم وطلاء الجدران وتزيين الشرفات بالنباتات لتعمل على نشر البهجة وثقافة الجمال وهو أمر يحرص عليه الكافة بلا استثناء من خلال ضوابط محددة وضعت بشكل صارم لا يمكن الخروج عنه، وهى أن تتناسق الألوان فيما بينها بشكل موحد بمعنى أن لكل ولاية لون محدد وهو أمر يقتصر على الشرفات الخارجية حتى لا يكون هناك تنافر فى الألوان.
وتابع : لذلك قررت تنفيذ تلك الفكرة فى الحى الذى أسكن به بالقاهرة بشارع سيد زعير التابع لحى القبة بعد عودتى فى إجازة سريعة، وبالفعل بدأت فى فى الخطوات التنفيذية من خلال جمع أخواتى ومنهم من يعمل بالطلاء وأنا أهوى الرسم منذ صغرى، وتم عرض الفكرة على الأهالى وفوجئنا بتحمس الأهالى الشديد لتلك الفكرة، خاصة من كبار السن الذين بدأوا فى مشاركتنا بتنفيذ عملية الطلاء ورسم الجدران.
وأضاف "عامل طلاء" تحمست للفكرة التى عرضها شقيقي "لؤى" وتفرغت لتنفيذها على مدار أكثر من أسبوع متصل متطوعا وذلك بطلاء جدران وواجهات المنازل بألوان زاهية، لإضافة طابع جمالى للحى الذى نسكن به ثم أعقب ذلك مرحلة الرسومات.
وأوضح مروان محمد " قمت بمساعدة أصقائى من سكان الحى الرسامين بتصميم العديد من الأشكال والرسومات على الجدران ومنهم "حسام محمد و محمد عزت، وأحمد منصور، و سامى فتحى، و عادل جبر، و ماجد صلاح وماجد ووائل وايلى" وقمنا برسم العديد من الشخصيات المرتبطة فى أذهاننا بالعديد من المناسبات السعيدة ومنها "فطوطة، بكار، حسونه، بسنت ودياسطى، بوجى وطمطم،عم شكشك" وهى شخصيات ارتبطت معنا بشهر رمضان الكريم بجانب الحرص على رسم الشهيد البطل "أحمد منسى" ليكون ماثلا أمام أعين الشباب والأطفال باستمرار ورسم "محمد على باشا" صاحب النهضة.
وأشار سامى فتحى العسال 65 عاما "شاركنا الشباب تنفيذ الفكرة بهدف تعويد الشباب والأطفال على ثقافة الجمال والخير والتعاون وهو ما أكد عليه الحاج عبد المجيد أبو شنب 70 عاما، أن الجميع تكاتف فى تنفيذ تلك الفكرة سواء بالمال أو المجهود بهدف تزيين الشارع وخلق بيئة جميلة ومشاهد تسر العيون".
وأوضح محمد نبيل، أنهم لم يتوقعوا فى البداية أن تكون الصورة النهائية بهذا الجمال على حد تعبيره، ولكنهم واصلوا العمل والتعاون ولذلك كانت النتيجة مبهرة، مشددا أن الحفاظ على نظافة الشارع هو التحدى الأصعب للسكان .
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة