تناولت مقالات صحف الخليج، اليوم الاثنين، العديد من القضايا الهامة أبرزها، أن الصراع السياسي في تونس، يشهد تدافعاً مُعقّداً بين مراكز النفوذ الرئيسة في البلاد، لرسم توازنات جديدة ما يعزز من مطالب تغيير المنظومة السياسية المعتمدة في تونس، والتي أثبتت محدوديتها.
هدى الحسينى
هدى الحسيني: المرأة الإيرانية تبحث عن حقوقها في الاتفاق النووي
قالت الكاتبة في مقالها بصحيفة الرشق الأوسط، إنه يحق للعالم أن يكون قلقاً من البرنامج النووي الإيراني، ويحق له أن يكون متلهفاً لاستثمارات مستقبلية وافرة في إيران، ولكن كما في الولايات المتحدة شعار "حياة الأسود مهمة"، لذلك يجب أن يكون في ضمائر المهرولين لإرضاء القيادات الإيرانية من ملالي ومدنيين، ومن متشددين ومعتدلين - إن وجدوا - وضع المرأة الإيرانية، حيث "الموت انتحارا" صار ملاذها الأخير. إذ يزداد معدل الانتحار بين النساء والفتيات الإيرانيات كثيراً، وهو نتيجة مباشرة للفقر والتعنيف، باعتراف المسؤولين الحكوميين والخبراء. لكن على الرغم من ذلك، قالت معصومة ابتكار نائبة شؤون المرأة والأسرة، التي يتغير الرؤساء في إيران وتبقى هي، إن العنف المنزلي وغيره من أشكال العنف ضد المرأة والأسرة "ليس مرتفعاً" في إيران، وإن البلاد في وضع أفضل من غيرها. واجهها في هذا نائب وزير الداخلية ومدير منظمة الشؤون الاجتماعية تاغي رستمفاندي، حيث حذر من أن الوضع الحالي مقلق للغاية. قال: على مدى السنوات الماضية شهدنا زيادة في حالات الانتحار، هناك زيادة سنوية بنسبة من 4 إلى 5 في المائة في معدلات الانتحار، لكن اللافت للنظر هو أن لدينا تغييراً كبيراً في نطاق الأعمار بين الذين يحاولون الانتحار.
العنف الذي تتعرض له المرأة الإيرانية زاد 15 ضعفاً منذ وباء كورونا، وهذا مقلق بشكل خاص، ليس فقط بسبب غياب الشفافية من قبل الحكومة الإيرانية الرائدة أيضاً عالمياً في مجال العنف الأسري، لكن أيضاً بسبب الضغط الاجتماعي الذي من شأنه أن يمنع كثيراً من النساء من إبلاغ الشرطة عن الانتهاكات التي تعرضن لها، لأنهنَّ يعلمن أنَّها لن تفعل شيئاً، وأن الإبلاغ قد يعرضهن لخطر حقيقي ولمزيد من الوحشية. ومما يزيد الطين بلة أنَّ 70 في المائة من الذين فقدوا وظائفهم أثناء الوباء هنَّ من النساء. هناك نحو مليون امرأة فقدن وظائفهن في عام واحد، ويكافحن الآن لتغطية نفقاتهن، لأنَّ النظام مشغول بتقديم الأموال لعملائه في الخارج وليس للنساء الإيرانيات، على الرغم من أن المرشد الأعلى علي خامنئي يسيطر على مئات الملايين من الدولارات التي يمكن بسهولة توزيع جزء منها على الفقراء. ومن المفارقات أن كثيراً من هذه الأموال محفوظة في مؤسسات من المفترض أن تدعم الفقراء.
والآن والكل يتحدث عن الاستعدادات الأمريكية والأوروبية للتفاوض مع إيران، لا بد أن تضمَّ بين وفودها نساء مشاركات، وقد يكن متحمسات لإعادة إحياء الاتفاق النووي، كل ما هو مطلوب أن تتضمن الشروط، أو لنقل البنود الجديدة، بنداً عن حقوق المرأة الإيرانية وحمايتها من الإعدام، والعنف الأسري والفقر، وإذا فضلت الدول الغربية تجاهل المرأة، فلتستعد النساء في الدول التي تتمدد فيها إيران لمثل هذا الواقع وأعنف. وكل عام وسيدات العالم بخير.
ليلى بنت هدنة
ليلى بن هدنة: صراع صلاحيات
قالت الكاتبة في مقالها بصحيفة البيان الإماراتية، إن الصراع السياسي في تونس، يشهد تدافعاً مُعقّداً بين مراكز النفوذ الرئيسة في البلاد، لرسم توازنات جديدة، ما يعزز من مطالب تغيير المنظومة السياسية المعتمدة في تونس، والتي أثبتت محدوديتها، وفشلها في التعاطي مع العديد من الإشكاليات، حيث إن تكرار سيناريو الخلافات، أثبت أن الخطأ ليس في الأشخاص، بقدر ما هو في المنظومة.
الحديث عن النصوص الدستورية، أصبح هو النقطة التي ينطلق منها الجميع، دون الوصول إلى أي حل، خاصة في ظل غياب المحكمة الدستورية، التي من حقها الفصل في النزاع بين السلطات، كما يخول لها النظر في قبول أو الطعن في مسألة التحوير الوزاري، الذي يرفضه الرئيس كلياً، علماً أن حركة النهضة التي عملت على صياغة الدستور على المقاس، تعطل قيام المحكمة الدستورية، لأنها تريد رجالاً تابعين لها على رأس المحكمة، بما يسهم في تسييس القضاء. حيث فشل البرلمان التونسي في خمس مرات، بانتخاب أعضاء المحكمة الدستورية.
تنتهج البلاد منذ عام 2014، نظاماً سياسياً هجيناً، بين البرلماني والرئاسي، ما ساهم في تعميق الخلافات بين رأسي السلطة، في ما يتعلق بالصلاحيات الدستورية، حيث سبب الكثير من الصّداع لعامة الناس، الذي يكتوون وحدهم بتداعياته المُرهِقة. بعدما تحوّلت من خلاف في الرؤى بين السلطة الرئاسية والتنفيذية، إلى حالة انسداد واضح للأفق، عمّقه قرار هشام المشيشي بإجراء تحوير وزاري، وليس هذا هو الخلاف الأول بين الرئيس ورئيس حكومته، فقد سبقه خلاف بين المرزوقي وحمادي الجبالي، ثم مع المهدي جمعة، وتجدد الخلاف بين الرئيس الراحل السبسي والشاهد، لكن لم تصل الأمور إلى حد خلط الأوراق، مثلما هو حالياً.
يونس السيد
يونس السيد: دعم بابوي للعراق
قال الكاتب في مقاله بصحيفة الخليج الإماراتية، إن علاوة على رسائل السلام والمحبة والتسامح التي حملتها زيارة البابا التاريخية للعراق، وما شكلته من قيمة إنسانية وحضارية، فإنها من دون شك، حملت رسائل سياسية في غاية الأهمية لبلد أنهكته الحروب والصراعات في لحظة حاسمة من تاريخه، هو أحوج ما يكون فيها إلى دعم المجتمع الدولي بأسره، لمساعدته على الخروج من الأزمات التي تعصف به.
بعيداً عن البروتوكول وكلمات الترحيب وكرم الضيافة المشهود به للعراقيين، فإن مجرد وجود البابا في العراق، على الرغم من المخاطر الأمنية وجائحة كورونا، يُعطي الزيارة قيمة مضاعفة، لجهة تسليط الضوء على محنة العراق والعراقيين، بينما تتجه أنظار العالم، خصوصاً العالم الغربي إلى هذه البقعة في الشرق، والتي تعامل معها بكثير من اللامبالاة في معظم الأحيان، أو على الأقل، بقدر ما تُمليه عليه مصالحه وحساباته الخاصة.
فهنا، على هذه البقعة في الشرق، ما هو مختلف عن الحسابات الاستراتيجية للغرب، من الواضح أن البابا كان يتلمسها ويُدرك خصوصيتها وأهميتها، وبالتالي فقد حملت زيارته كثيراً من الرسائل السياسية والمضامين ذات الدلالة الموجهة للداخل والخارج معاً.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة