اختلفت رحلات البابا فرانسيس ،بابا الفاتيكان، خلال ثماني سنوات من حبريته ، عن السفريات التى كان يقوم بها أسلافه لأنها لم تكن متجهة إلى المراكز الكاثوليكية الكبرى في العالم - أوروبا وأمريكا الجنوبية ومناطق من إفريقيا - لكنه سافر إلى حوالى 33 مكانا ، لتعزيز السلام ، ودعم المسيحيين.
بابا الفاتيكان فى العراق
ومع اختتام زيارته للعراق التى استمرت ثلاثة أيام، أشادت العديد من الصحف الأجنبية بهذه الزيارة ، التى تعتبر دعم كبير للمسيحيين فى العراق، ورسالة سلام للعالم.
في ذروة الزيارة التي استمرت 3 أيام ، التقى البابا فرنسيس أمس السبت مع الزعيم الديني الشيعي الرئيسي آية الله علي السيستانى ، لهذا ، سافر فرانسيس إلى مدينة النجف المقدسة ، على بعد حوالي 160 كيلومترًا جنوب بغداد ، المركز الديني الرئيسي لهذا الفرع الإسلامي ومركز حج للشيعة من جميع أنحاء العالم، ووصفتها صحيفة "انفوباى" الأرجنتينية ب"التاريخية".
وشكر البابا ، خلال اللقاء ، آية الله العظمى "على رفع صوته دفاعا عن الأضعف والأكثر اضطهادا ، مؤكدا أن ما هو مقدس هو أهمية وحدة الشعب العراقي".
استقبال بابا الفاتيكان فى العراق
كما شدد على "أهمية التعاون والصداقة بين الطوائف الدينية حتى يتسنى ، من خلال تنمية الحوار باحترام متبادل ، المساهمة في مصلحة العراق والمنطقة والمجتمع بأسره".
وقالت صحيفة "الكورييرى" الإيطالية إن زيارة بابا الفاتيكان تاريخية لأنها تعزز الحوار والسلام بين الديانات، وذلك رغم تصنيفها أنها عالية الخطورة لأسباب صحية بسبب انتشار فيروس كورونا.
وقال بابا الفاتيكان السابق "بنديكتوس السادس عشر" للصحيفة الإيطالية "أعتقد أنها رحلة مهمة للغاية.. للأسف ، تحدث في وقت صعب للغاية ، مما يجعلها أيضًا رحلة خطيرة لأسباب أمنية ولأوضاع غير مستقرة. مضيفا "سأرافق فرانسيسكو مع صلاتى".
وأشار المتحدث باسم الفاتيكان ماتيو بروني إلى أن نية الرحلة ، بخلاف المخاطر ، هي إظهار قرب البابا من المجتمعات المسيحية المهددة، مضيفا "إنها رحلة خاصة ، لكنها بادرة حب لتلك الأرض وشعبها والمسيحيين، وهي مفهومة في ظل هذا المنطق الذي لا يعني إغفال ما حدث".
قال البابا فرنسيس، امس السبت ، إن الإرهاب عندما هاجم العراق هاجم جزءًا من التاريخ، وأضاف بابا الفاتيكان - خلال لقاء الأديان والصلاة المشتركة في مدينة "أور" الأثرية، "أن المسلمين والمسيحيين بدؤوا بعملية السلام، مشددا على ضرورة تغيير مفهوم الكره إلى الحب، والعمل من أجل التعايش المشترك السلمي، وأشار إلى أن الإرهاب والعنف لا يأتيان من الدين، موضحا أن العراق عانى من الحرب ومن الإرهاب".
وقال محافظ النجف العراقية لؤي الياسري، إن زيارة البابا فرنسيس بابا الفاتيكان إلى بغداد تعد "تاريخية" وستترك أثرا كبيرا على العراقيين، مضيفا أن "زيارة البابا فرنسيس إلى النجف تكللت بالنجاح بعد الجهود والاستعدادات الكبيرة التي قمنا بها".
وأشار إلى أن لقاء المرجع الشيعى الأعلى في العراق علي السيستانى بالبابا أكبر من تاريخي، نظرا لما يشكله هذان الشخصان من ثقل دولي في العالم.
وقالت صحيفة "الباييس" الإسبانية عن زيارة البابا للعراق، أن لها دلالات سياسية وروحية ، بالرغم من أنها بمثابة مخاطرة، مشيرة إلى أنها ترمى إلى التقرب إلى الأقليات المسيحية الموجودة فى البلاد، وفى نفس الوقت ربط الجسور مع المسلمين ، والاجتماع بالزعماء المسلمين الأساسيين، أمثال آية الله علي السيستاني".
وتشير الصحيفة إلى أن عدد مسيحيي العراق كان يقدر بنحو مليون ونصف المليون، بين 25 مليون عراقي، عام 2003 حين حصل التدخل الأمريكى في العراق والإطاحة بصدام حسين. أما اليوم فإن العدد لم يعد يتجاوز 150 إلى 300 ألف مسيحي، بين 40 مليون مواطن، 70 % منهم أقل من 25 سنة من العمر.
وأضافت الصحيفة "كان المسيحيون العراقيون ضحايا الحروب والنزعات الطائفية في العقد الأول من هذه الألفية. وفي الفترة ما بين 2014 و 2017 سعى تنظيم داعش الإرهابى إلى القضاء على وجودهم بشكل نهائي في المناطق التي كان يسيطر عليها، حيث كانوا يكتبون على أبواب بيوتهم حرف النون، الذي يشير إلى الهوية النصرانية، كما حصل الأمر نفسه مع الأقلية اليزيدية، التي كان تنظيم داعش يبيع نساءها كإماء".
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة