بعد فترة هدوء نسبى بشأن مسألة ارتداء الكمامة فى الولايات المتحدة، عاد أحد أهم الإجراءات الوقائية من وباء كورونا إلى صدارة المشهد، حيث رفعت ولايات منها تكساس القيود المفروضة بسبب الجائحة، ولم تعد تنصح بارتداء قناع الوجه.
وتقول مجلة بولتيكو الأمريكية إن البيت الأبيض دخل فى صدام مع حكام بعض الولايات التى يسيطر عليها الجمهوريين، حول الإلزام بارتداء قناع الوجه وغيره من قيود كورونا، فيما رأت أنه يمثل اختبارا للوحدة بين الحزبين التى حاول الرئيس جو بايدن أن يؤسسها لاحتواء الوباء.
وناشد كبار مسئولى الإدارة الأمريكية سكان ولايتى تكساس ومسيسيبى بالاستمرار فى الالتزام بارتداء الكمامة، خشية أن تؤدى خطط حاكمى الولايتين لرفع الإجراءات الاحترازية الخاصة بالصحة العامة إلى عودة ظهور الفيروس مرة أخرى.
ثم هاجم بايدن قرارات الحاكمين، ووصفها بأنها تفكير بدائى يهدد بتدمير التقدم الثابث الذى حدث نحو هزيمة الوباء.
وتقول بولتيكو إن هذا الأمر مثّل تصعيدا معلنا نادرا للتوترات بين البيت الأبيض والحكام الجمهوريين، والتى حاولت الإدارة تقليلها لأسابيع من أجل الحفاظ على مسار التعامل مع الوباء، واعترافا بحقيقة أنه لا يوجد الكثير الذى تستطيع الإدارة أن تفعله بشكل قانونى للسيطرة على "الولايات المارقة".
وقال أندى سالفيت، المستشار البارز فى فريق استجابة كوفيد للرئيس الأمريكى إنهم واضحون للغاية فيما يعتقدون أنه يجب أن يحدث، وكانوا واقعيين بما يكفى للاعتراف بأن البعض لن ينتبه إلى كل ما تقوله.
من جانبها، دعت روشيل والنيسكى، مدير المراكز الأمريكية للوقاية من الأمراض والسيطرة، الأمريكيين إلى مواصلة فعل الشىء الصحيح بشكل فردى بشأن التباعد الاجتماعى وارتداء الكمامات بصرف النظر عن قرارات الولايات.
ويأتى رفع ولايتى تكساس ومسيسيبى للقيود فى وقت حساس على نحو خاص. فقد أظهرت الولايات المتحدة إشارات على تراجع كبير فى أعداد العلاج بالمتشفيات والوفيات بعد الذروة فى يناير. ووزعت الحكومة الفيدرالية عشرات الملايين من لقاحات كورونا، مع توقعات بالمزيد فى الأسابيع القادمة.
وقبل ساعات من قرارى تكساس ومسيسيبى بالتخلى عن القيود، كان بايدن يروج لصفقة تصنيع لقاح جديد تضع الولايات المتحدة فى طريق للحصول على جرعات تكفى لتطعيم كل الأمريكيين البالغين بحلول مايو المقبل.
ووصف أحد مسئولى الإدارة قرارى تكساس ومسيسيبى بأنه مجنون، مشيرا إلى أن أخر ما ينبغى فعله الآن هو خلع ما يحمينا. فيما قال مسئول صحى بارز لمجلة بولتيكو إن البيت الأبيض يعتقد أن موقف الولايتين الذين كان الفارق الزمنى بينهما نصف ساعة محاولة منسقة من الحكام الجمهوريين، وتوقع أن يكون هناك المزيد خلال الأيام المقبلة.
وقالت مصادر للمجلة إن حاكمة ولاية ألاباما كاى إيفى يمكن أن ترفع القرارات الإلزامية بارتداء الكمامة خلال الأيام المقبلة. ومن المقرر أن تنتهى الفترة الزمنية لقرار الإلزام بارتداء الكمامة فى سبع ولايات أخرى، منها ست يقودها جمهوريون، قبل نهاية الشهر، فيما يمكن أن يصبح اختبارا سياسيا.
ويقول مارتن أومالى، الحاكم الديمقراطى السابق لولاية مريلاند إن بعض الحكام يسعون لإظهار تأييدهم العودة إلى الحياة الطبيعية، متوقعا أن يتسابق عدد منهم لإثبات أيا منهم مؤيدا للحرية.
ورغم أن بايدن وصف تخفيف القيود بأنه خطأ كبير، إلا أن إدارته ليس لديها خيارات كثيرة لعكس الوضع، وستحتاج للسير على مسار دقيق لتجنب مزيد من الإشكاليات حول إعادة فتح المدارس والأعمال التجارية.
ولفتت بولتيكو إلى إن الحكومة الفيدرالية لا يمكنها أن تنقض قرارات الولايات الفردية بشان الوباء فيما يتعلق بتعديل أو رفع تدابير الصحة العامة والقيود الاقتصادية، وهو الذى جعل باين يواجه صعوبة الفعل فى جهود إقناع كل الأمريكيين بارتداء الكمامات خلال أول 100 يوم له فى الحكم.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة