كرمت احتفالية bt100 أسرة الراحل المهندس حسين صبور، شيخ المطورين العقاريين، ورئيس جمعية رجال الأعمال السابق، وذلك لأدواره وإنجازاته المتعددة تجاه الوطن، طوال فترة حياته، وتسلم الجائزه نجله المهندس أحمد صبور.
ويعد تكريم احتفالية bt100 للمهندس حسين صبور، رساله قوية، بأن التكريم لن يقتصر فقط على رجال الأعمال وأصحاب الشركات الأحياء، ولكن هناك شخصيات وجب تكريمها حتى بعد وفاتها، نظرا لما قدمته تلك الشخصيات من خدمات وإنجازات عديده طوال فترة حياتها، وياتى في مقدمة تلك الشخصيات الراحل المهندس حسين صبور.
وبدأ حسين صبور حياته المهنية عقب تخرجه فى كلية الهندسة جامعة القاهرة عام 1957، وفى نفس العام أسس مع اثنين من زملائه مكتباً مشتركاً للأعمال الهندسية بمنطقة مصر الجديدة، أولهما توفيق نسيم، سليل إحدى العائلات المسيحية الثرية، والتى هاجرت إلى كندا بعد قوانين التأميم التى صدرت عام 1961، أما الثانى فهو عفت منصور الذى سافر بعد فترة قصيرة فى بعثة للحصول على درجة الدكتوراه من الولايات المتحدة، وأصبح وحيداً فى المكتب.
ويحكي شيخ المعماريين عن هذه الفترة في حوارات سابقة قائلا: "لم يكن العمل وحدى هو الأزمة الوحيدة، ولكن الظروف وقتها كانت أصعب إذ صدرت فى هذه الآونة قوانين تحديد إيجارات المساكن فتوقف القطاع الخاص عن البناء، مما أدى لتراجع شديد للغاية فى معدلات البناء، وهو ما دفعنى إلى التفكير نحو القطاع الصناعى بعد أن اتجهت الدولة لتأميم الصناعة، وتمكن من أن يتولى بناء مصانع وورش جديدة، وبعدما بدأت الحياة تزدهر وذاع صيته، واجه مشكلة جديدة وهى النكسة التى أدت إلى توقف المشروعات المدنية ليتخذ قراره فى السفر إلى ليبيا، التى حقق بها نجاحات ضخمة ساعده فى ذلك انفتاح ليبيا فى ذلك الوقت على أوروبا إلى اشتعال المنافسة على هذه السوق، مع أكبر المكاتب العالمية، ليتعلم صبور كيفية تقديم العروض والمنافسة على الجودة وليس السعر، فارتفع مستواه بدرجة كبيرة، وأصبح ذائع الصيت على كل المستويات".
وبعدما عاد إلى مصر مرة أخرى، أسند إلى "صبور" الإشراف على تخطيط العديد من المدن الجديدة التى تم بنائها خلال فترة الثمانينيات مثل مدن العاشر من رمضان والسادس من أكتوبر والسادات، كما أشرف على تنفيذ خطين المترو الأول والثانى، ويعلق صبور على هذا الأمر قائلا: إنشاء كل تلك المشروعات المختلفة لم يكن صعباً، لأننا كنا نستعين بالخبرات التى تعلمنا منها.. والأهم أن يكون لديك جرأة ومثابرة وثقة فى النفس وأن تستعين بالخبرات فى تلك المجالات.
ويقول حسين صبور، فى إحدى اللقاءات التليفزيونية، إن سر نجاحه هو العمل بجدية منذ بدأ مشواره وحتى الآن، ويرى صبور أن إنجازه الحقيقى هو بناء جمهورية من الزملاء المهندسين والأطقم المعاونة على درجة عالية من الكفاءة، وهم الكنز الحقيقى وراء ما حققه من إنجازات.
دور خيرى خفى
لم يحب الراحل حسين صبور مثل بعض رجال الأعمال التفاخر بهذا الدور، وكان يفضل دائما عدم الحديث عنه حتى في الأحاديث الجانبية الخاصة، ولكن المقربين منه كانوا دائما ما يذكرون سر "شيكات" البركة التي يكتبها شهرياً لصالح فقراء في الصعيد، ويشددوا على عدم ذكر تفاصيل عن أوجه إنفاق هذه التبرعات خوفاً من غضب "صبور".
عدد كبير من المناصب تولاه الراحل حسين صبور خلال مسيرته المهنية سواء على مستوى منظمات الأعمال أو على مستوى حكومي، غير أن الثابت في أي منصب تولاه هو ترك سيرة عطرة وعدم تمسكه بهذه المناصب، وأهمها تقدمه منذ 5 سنوات باستقالته من رئاسة جمعية رجال الأعمال المصريين، لرغبته في إفساح المجال لآخرين لتولي المنصب.
كما كان الراحل حسين صبور يرفض أي مناصب حكومية، وذكر في حوار سابق مع اليوم السابع أنه عرض عليه تولى منصب وزير الإسكان 3 مرات؛ الأولى فى عهد على لطفى وهربت منها، إذ تحججت أن ابنى الصغير "عمر" وهو أحد أبطال مصر فى الجودو لديه بطولة فى المنصورة، وكنت علمت أن هناك تشكيل وزارى وتم اختيارى فيه، إلا أننى استقليت سيارتى وذهبت لحضور المباراة، ولم يكن هناك وقتها "موبايل" للتواصل معى واستدعائى.. وقتها قالى يوسف والى بحزن شديد أنه اسمى كان موجود بالتشكيل، وعندما لم يجدونى تم طرح 4 أسماء على الرئيس فقرر اختيار أكبرهم سناً بدون أن يقرأهم.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة