أدى ظهور فيروس كورونا المستجد إلى إحداث تغيرات كبيرة على الأسر المصرية ونمط استهلاكها لبعض السلع الغذائية وغير الغذائية، وهو ما دفع الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء إلى رصد تلك التغيرات من خلال أكثر من دراسة أجراها الجهاز خلال فترات زمنية مختلفة، كان آخرها دراسة خلال الفترة من أكتوبر وحتى ديسمبر الماضي، شملت 13 ألف أسرة معيشية من عينة بحث الدخل والإنفاق والاستهلاك عام 2019/2020، وتقارن التغيرات بين نتائج التقرير الأخير للجهاز وما طرأ من تغيرات خلال الربع الأخير من عام 2020، لتتبع أثار الفيروس على الأسرة المصرية.
وأظهرت الدراسة الصادرة عن الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء، التغيرات التي طرأت على نمط الاستهلاك اليومي من السلع الغذائية وغير الغذائية نتيجة ظهور فيروس كورونا المستجد، حيث تبين انخفاض قيم استهلاك البروتينات "لحوم وطيور"، بنسب تصل إلى 25% عما إذا كان قبل ظهور فيروس كورونا، و43.9% من الأسر تأثر استهلاكها من السلع الغذائية وغير الغذائية بسبب الجائحة وارتفعت النسبة قليلا بالريف لتصل إلى 44%، مقابل 43.7% بالحضر، كما ارتفع استهلاك الأسر من المنظفات بنسبة تزيد عن 65%، والمطهرات بنسبة تزيد عن 45%، يليها إنفاق الأسر على وسائل النقل والمواصلات حيث انخفض بنسبة 30%.
وطبقا لفئات حجم الأسرة، فقد ارتفع نسبة تأثر استهلاك الأسر من السلع الغذائية وغير الغذائية لتصل إلى 54.1%، في الأسر كبيرة الحجم "9 أفراد فأكثر" وتناقصت تدريجيا مع انخفاض عدد أفراد الأسر لتصل إلى 36.7% للأسر التي عدد أفرادها "1-3"، وطبقا لنوع رب الأسرة، فقد ارتفع نسبة تأثير استهلاك الأسر من السلع الغذائية وغير الغذائية لتصل إلى 45.3%، ولك للأسر التي يعولها ذكر، وتناقصت تدريجيا للأسر التي يعولها أنثى لتصل إلى 36.4%.
أما بالنسبة لأثر فيروس كورونا على استهلاك أهم السلع نجد أن استهلاك الأسر من اللحوم والطيور والأسماك والفاكهة انخفض بنسبة 30%، 28.2%، 26.7%، 22.9% على التوالي، مقابل 18.3%، 14.4%، 11.8%، 5% على التوالي خلال الدراسة السابقة وهو ما يعكس تحسن كبير، بالإضافة إلى أنفاق الأسر على مصاريف النقل والمواصلات تراجعت بنسبة 6.1% مقابل 18.8% خلال الدراسة السابقة، وفى المقابل فقد ارتفع استهلاك الأسر من الدقيق بنسبة 12.3% والبقوليات بنسبة 9.5%، أما السلع غير الغذائية فقد ارتفع استهلاك الأسر من الأدوات الطبية الأخرى "قفازات – كمامات"، بنسبة تصل إلى حوالي 93% مقابل 72.2% خلال الدراسة السابقة أي بزيادة قدرها 20.8%، والمنظفات والمطهرات بنسبة 18.2%، مقابل 72.5% خلال الدراسة السابقة.
ورصدت الدراسة، أهم أسباب تراجع استهلاك الأسر المصرية من بعض السلع في ظل أزمة فيروس كورونا، حيث أفادت الأسر أن الإجراءات الاحترازية وانخفاض الدخل هو أحد الأسباب الرئيسية لتراجع الاستهلاك بنسبة تصل إلى 90% في اللحوم والطيور والأسماك والفاكهة وتنخفض هذه النسبة قليلا في زيت الطعام لتصل إلى 85.2%، أما السلع غير الغذائية فنجد أن الإجراءات الاحترازية هي العامل الأساسي لتقليل الأنفاق، حيث أن 48.1% من الأسر خفضت إنفاقها على النقل والمواصلات بسبب الإجراءات الاحترازية.
وفي المقابل، تناولت دراسة جهاز الإحصاء أهم أسباب ارتفاع استهلاك الأسر المصرية من بعض السلع خلال الأزمة، مثل الأرز وكان السبب هو زيادة الكمية المستهلكة لانخفاض الأسعار وذلك بنسبة بلغت 86.1% من إجمالي الأسر، بالإضافة إلى أسباب متعلقة بالإجراءات الاحترازية لمواجهة الفيروس، وبالنسبة للأدوات الطبية مثل "القفازات-كمامات"، فكان أهم سبب هو الزيادة في اتخاذ الإجراءات الاحترازية التي تقوم بها الأسر لمواجهة الفيروس بنسبة 96.7% من الأسر، كذلك انخفضت فواتير الانترنت لتصل إلى 27.9%.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة