نفذت جماعة الإخوان جريمتها الإرهابية بقتل المستشار أحمد الخازندار، يوم 22 مارس 1948، فكتبت جريدة «مصر الفتاة» مقالا بعنوان «شيخ منافق دجال محرض على الجريمة والفسق.. خطر على أمن مصر وسلامتها.. ذلك هو المرشد العام»، ونشرته يوم 29 مارس، مثل هذا اليوم، 1948، حسبما يذكر اللواء فؤاد علام فى كتابه «الإخوان وأنا»، والذى ينشر نص المقال كاملا.
لم يقتصر المقال على جريمة مقتل الخازندار، وإنما امتد إلى جرائم أخرى وفضائح داخل الجماعة، ووجه الاتهام فيها إلى مؤسس الجماعة ومرشدها حسن البنا.. بدأ المقال بالقول: «إن الذين أفزعتهم جريمة اغتيال الخازندار بك لم يكونوا يعرفون الشيخ «حسن البنا» كما نعرف، وإلا لما أدهشتهم هذه الجريمة الشنعاء التى ضجت لها ملائكة السماوات والأرضين، وعندنا أن هذه الجريمة بكل فظاعتها ليست سوى النتيجة الطبيعية لسياسة تقوم على الدجل والنفاق، وإثارة الغرائز وأحط الشهوات».
انتقل المقال إلى قضية «عبدالحكيم عابدين» صهر «البنا»، والذى قامت عناصر من الجماعة بتحرير محاضر ضده فى الشرطة تتهمه بانحرافات أخلاقية، وهى الاتهامات التى كشف عنها «أحمد السكرى» الذى ساهم بالدور الأكبر فى تأسيس الجماعة، غير أن «البنا» أصدر قراره عام 1947 بفصل السكرى وتعيين «عابدين» وكيلا للجماعة..ذكر المقال: «بالأمس عندما أعلن زعماء الإخوان أن الدعوة قد تلوثت من جراء الجرائم الخلقية التى ارتكبها كبير فى الدعوة مقرب للشيخ كل التقريب، وأن هذه الجرائم وصلت إلى حد هتك الأعراض والاعتداء على حرمات الأسر والعائلات لم ندهش لسماعنا ذلك كله كان عندنا متوقع ومقدر فى حركة أساسها النصب والدجل والنفاق».
تحدث المقال بعد ذلك عن قيام الجماعة بقتل ملك اليمن، الإمام يحيى حميد الدين يوم 17 فبراير 1948، ومحاولتها الاستيلاء على الحكم، وذكر مقدار الغنائم التى حصدتها «الجماعة» من وراء ذلك.. قال: «عندما اهتزت أسلاك البرق وفزعت الدنيا كلها لهول جريمة الاعتداء على الإمام يحيى ملك اليمن الراحل، وقارن ذلك كله بذكرى الغنائم والأسلاب التى وقعت من حصة الإخوان المسلمين، وكيف أسرع القتلة إلى دعوة الشيخ كبير المنافقين ليغمس يده فى دم الإمام المقتول، ويأخذ نصيبه من لحمه ودمه، وعندما أعلن الإخوان المسلمون بعد ذلك أنهم أوشكوا أن يتلقوا مائة ألف من الجنيهات أو تزيد، وعندما وصفت البرقيات أنباء حمل مندوبهم «الفضيل الورتلانى» لعشرين ألفا من الجنيهات الذهب، وأنه عاد بها إلى مدينة عدن ليعيش تحت كنف الإنجليز، وهو الكنف الوحيد الذى أصبح قادرا على أن يعيش فى ظله ورعايته».
عندما فزعت الدنيا ودهشت لكل هذه الجرائم وما اقترن بها من قاذورات ووساخات ودنس كنا نحن الوحيدين الذين لم يدهشوا لأننا كنا نتوقع ذلك كله، ونقدره ولو عاد القراء إلى مقال الأستاذ أحمد حسين «إنى أتهم»، الذى كتبه منذ عامين لرأوا كل ذلك منقوشا ومسطورا ومسجلا بالحرف الواحد».
تحدث المقال بعد ذلك عن شخصية حسن البنا قائلا: «لا يوجد من اقترب من حسن البنا وأدركه على طبيعته كما أدركناه نحن، فهؤلاء الشبان الأغرار الذين يحيطون به إنما يبهرهم حديث الدين، فتغشى عيونهم عن رؤية الحقائق الواضحة، أما نحن الذين نعرف من الدين ما لا يعرف حسن البنا، نعرف منه روحه وجوهره وأنه يقوم أول ما يقوم على الصدق، ويبرأ من الكذب، نحن الذين اقتربنا من حسن البنا فوجدناه نموذجا مجسدا للكذب والنفاق، فقد حكمنا عليه من الوهلة الأولى أى منذ خمسة عشر سنة، بأنه مجرم عتيد لأنه يصطنع الكذب زاعما أنه ينشر رسالة بنيت على الصدق والإخلاص، ويصطنع النفاق لبعث الإسلام كما يزعم، وقد بنى الإسلام على الاستقامة والصراحة والنزاهة.
أدركنا منذ اللحظة الأولى التى عرفنا فيها الشيخ حسن البنا أنه منافق كذاب، فقد كان يلبس البساطة، ويدعى المسكنة، ويأتى من يوم لآخر لكى يبايع مصر الفتاة، ويعدها الطليعة ورجال الصف الأول فلما ظهر شأنه بعض الشىء، ورحنا نعرض عليه التعاون والاتحاد أبى ورفض، وقد كان هذا الرفض يدهشنا فى الماضى، أما اليوم فقد أصبح طبيعيا فى نظرنا، فكيف تستوى الظلمات والنور وكيف يستوى الأعمى والبصير، وكيف يجتمع الحق والباطل، فتشهد أن مصر الفتاة حق كلها، فهى لا تُدجل على أحد ولا تستعين بالأسرار أو الحجب، ولا تزعم أن الملائكة تهبط عليها من السماء، ولا تقول أن الرسول يأتيها فى المنام، ولا تعقد البيعات فى الظلام ولا تأخذ العهود».
ويستمر المقال
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة