دعمت مصر عبر التاريخ العلاقات مع كافة الدول الأفريقية وخلال الأشهر القليلة الماضية ومع بداية 2021 شهدت الدولة المصرية عدد من الزيارات لقادة وزعماء القارة الأفريقية للتأكيد على قوة العلاقات المصرية الأفريقية.
وخلال السنوات القليلة الماضية، وعبر سلسلة من الزيارات المتبادلة استطاعت الدبلوماسية المصرية بناء جسور جديدة للعلاقات مع شتي العواصم الأفريقية بهدف رفع مستويات التنسيق في القضايا الإقليمية وبمقدمتها إرساء السلم والأمن داخل القارة، والتعاون العابر للحدود لمواجهة الإرهاب ومصادر تمويله، بخلاف الاهتمام المتزايد بملف التنمية وتعزيز موارد اقتصاد القارة السمراء.
وفي يناير 2021 استقبل الرئيس عبد الفتاح السيسى موسى فقيه، رئيس مفوضية الاتحاد الأفريقى، وذلك لتبادل وجهات النظر والاطلاع على رؤية الرئيس تجاه عدد من الموضوعات والقضايا الأفريقية
الرئيس السيسي يلتقى قادة افريقيا خلال القمة الافريقية الأخيرة
وفى فبراير الماضي جاءت زيارة الرئيس فيليكس تشيسيكيدي، رئيس جمهورية الكونغو الديمقراطية، إلى مصر وأعرب من خلالها الرئيس السيسي عن التقدير للعلاقات التاريخية الوثيقة والتعاون المشترك ووحدة الرؤى التي تربط بين البلدين الشقيقين، ومؤكداً حرص مصر على تعزيز العلاقات وترسيخ التعاون الاستراتيجي مع الكونغو الديمقراطية في شتي المجالات لإقامة شراكة مستدامة بين البلدين، بما يعكس مزيداً من التنسيق والتعاون فيما يتعلق بقضايا الأمن الإقليمي والعمل التكاملي لإرساء السلام والاستقرار في المنطقة والقارة الأفريقية.
الرئيس السيسي ورئيس الكونغو الديمقراطية
وفي 4 مارس الجارى زار مصر الرئيس عمر سيسوكو إمبالو، رئيس جمهورية غينيا بيساو، حيث شهد اللقاء عقد مباحثات موسعة بين وفدى البلدين، وتمت الإشادة بالعلاقات التاريخية بين مصر وغينيا بيساو، وكانت الزيارة فرصة هامة لتعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين الشقيقين، لاسيما فى ظل الأهمية التى تحتلها غينيا بيساو فى منطقة غرب أفريقيا.
وخلال تلك الزيارة، أكد الرئيس السيسي استعداد مصر لتعزيز التعاون الثنائي مع غينيا بيساو على جميع الأصعدة لدعم جهود التنمية بها، خاصةً التبادل التجارى والاستثمار وتطوير البنية التحتية، بالإضافة إلى استقبال الكوادر الغينية للمشاركة في برامج بناء القدرات والدعم الفني التى تشرف على تنفيذها الوكالة المصرية، للشراكة من أجل التنمية فى المجالات المختلفة، وذلك وفقًا لاحتياجات الجانب الغينى.
فيما أعرب الرئيس عمر إمبالو عن خالص الشكر والتقدير للرئيس السيسي والدولة المصرية مؤكداً على تطلع بلاده المتبادل لتطوير العلاقات الثنائية مع مصر على مختلف الأصعدة، لا سيما فى مجالات التبادل التجارى وجذب الاستثمارات المصرية المباشرة والدعم الفني والتنسيق الأمني والعسكري المشترك، وأشاد بالتجربة المصرية الملهمة، ودورها المحوري فى المساهمة فى تحقيق التنمية الشاملة والنمو الاقتصادى وصون السلم والأمن بالقارة، من خلال المشاركة بالخبرات المصرية المتنوعة وتسخير إمكاناتها المتميزة.
الرئيس السيسي ورئيس غينيا بيساو
وأبدى الرئيس السيسى على استعداد مصر لتقديم كافة سبل الدعم الممكنة لترسيخ الاستقرار في غينيا بيساو، ودعمها في مختلف المحافل القارية والدولية، وذلك فى إطار الحرص الذي توليه مصر لإرساء دعائم الاستقرار والأمن، وتعزيز مسار التنمية فى هذا البلد الشقيق.
وقبل يومين، التقي الرئيس عبد الفتاح السيسي الرئيس إيفاريست ندايشيمى رئيس جمهورية بوروندى وناقش معه سبل تعزيز التعاون القائم بين البلدين فى مجال الموارد المائية والرى وجهودنا المشتركة لتعظيم الاستفادة المستدامة من موارد نهر النيل، حيث أكدا رؤيتهما لجعل نهر النيل مصدراً للتعاون والتنمية كشريان حياة لجميع شعوب دول حوض النيل.
واستعرض الرئيسين التطورات الخاصة بقضية سد النهضة حيث تم إجراء مباحثات مكثفة، سادتها روح التفاهم والتنسيق حيال عدد كبير من الموضوعات الثنائية والإقليمية ذات الاهتمام المشترك بين البلدين، وحرص مصر على تطوير وتعميق كافة أشكال التعاون القائمة بين البلدين.
المباحثات ركزت أيضا على جهود تعزيز التعاون فى المجالات الاقتصادية بين البلدين ومدى استعداد مصر لتطوير هذا التعاون الذى يحقق أهداف التنمية فى البلدين، سواء على مستوى التبادل التجارى أو الاستثمارى.
وتناولت المباحثات سبل تيسير عمل الشركات المصرية الساعية إلى النفاذ للسوق البوروندى، لتعزيز الازدهار فى البلد الافريقية الشقيقة.
الرئيس السيسي ورئيس بورندى
وأشار الرئيس السيسى، إلى الأتفاق على تكثيف التعاون فى مجال نقل الخبرات المصرية وتوفير الدعم الفنى وبناء قدرات الكوادر الوطنية فى بوروندي مؤكدا على أن "مصر ستظل شريكاً رئيسياً في الجهود من أجل تحقيق التقدم، وستقدم كل ما يمكنها من العون والمساندة لجمهورية بوروندى الشقيقة لإنجاز أهداف وخطط التنمية".
وأكد الرئيس السيسي خلال اللقاء بالرئيس البورندى على التطلع لمزيد من التعاون بين البلدين بشكل وثيق لما فيه المصلحة المشتركة للقارة الأفريقية، من الخير والاستقرار والرفاهية.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة