انتخاب أول رئيس لـ«النيجر» من أصول عربية.. الدكتور المدنى الأزهرى مستشار رئيس النيجر: نتطلع لتطوير العلاقات مع مصر.. والأفارقة ينتظرون من مصر الكثير نظرا لتاريخها ورصيدها.. ودول الساحل بحاجة لدعم عسكرى واقتصادى

الأربعاء، 24 مارس 2021 02:08 م
انتخاب أول رئيس لـ«النيجر» من أصول عربية.. الدكتور المدنى الأزهرى مستشار رئيس النيجر: نتطلع لتطوير العلاقات مع مصر.. والأفارقة ينتظرون من مصر الكثير نظرا لتاريخها ورصيدها.. ودول الساحل بحاجة لدعم عسكرى واقتصادى الدكتور المدنى الأزهرى
حاوره عبر الهاتف - أحمد جمعة

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

-مستشار رئيس النيجر: الأفارقة ينتظرون من مصر الكثير نظرا لتاريخها ورصيدها داخل القارة ودول الساحل فى حاجة لدعم عسكرى واقتصادى لمكافحة الإرهاب ومواجهة الفقر

 
أعرب المستشار الخاص لرئيس جمهورية النيجر، الأمين العام السابق لتجمع دول الساحل والصحراء، الدكتور المدنى الأزهرى، عن أمله فى تطوير وتنمية العلاقات بين مصر والنيجر، مؤكدا أن الأخيرة تحتل موقعا استراتيجيا دفع عددا من الدول للتواجد والتغلغل، مثل بريطانيا وألمانيا.
 
وأكد الدكتور الأزهرى فى حوار لـ«اليوم السابع» أن أفارقة جنوب الصحراء ينظرون إلى مصر كأخت شقيقة كبرى، وينتظرون منها الكثير، نظرا لتاريخها وإمكانياتها والسمعة الجيدة والرصيد الكبير الذى تتمتع به، معربا عن أمله فى أن تسمح ظروف مصر وإمكانياتها وعلاقاتها من لعب دورها كاملا.
 
وفيما يلى نص الحوار:

- كيف نقرأ رسالة انتخاب رئيس جديد للنيجر من أصول عربية؟

لا شك أن انتخاب رئيس من أصل عربى فى أفريقيا جنوب الصحراء يمثل علامة مهمة وتطورا كبيرا فى ترسخ الديمقراطية فى أفريقيا، خاصة إذا عرفنا أن العرب هنا يمثلون أقلية عددية بسيطة جدا.
 

- وما هى أبرز التحديات التى تواجه السلطة الجديدة فى النيجر؟

التحدى الأول هو التحدى الأمنى، فالنيجر تقع فى قلب منطقة الساحل الصحراوى، وتهددها وتحيط بها المخاطر، فمن الشمال تحدها ليبيا التى تعانى فوضى أمنية وانتشارا مكثفا للإرهابيين، ومن الغرب تحدها مالى التى يسيطر على شمالها ووسطها الإرهاب بمختلف فصائله، ومن الجنوب الغربى، خاصة المثلث الحدودى «مالى - بوركينا فاسو - والنيجر» يمثل بؤرة قوية للإرهاب، وتهديدا يوميا لحياة الناس، وفى الجنوب الشرقى تنشط بوكو حرام ويمتد نشاطها حتى الشرق فى بحيرة تشاد.
 
كما أن الانتخابات قد خلفت شرخا فى النسيج الاجتماعى يتوجب على السلطة الجديدة مواجهته وعلاجه، وسيكون ملف التنمية من الأولويات خاصة فى ظل استمرار وباء كورونا وسيعمل الرئيس الجديد على إيلاء أهمية خاصة للتعليم والصحة.
 

 - كيف تقيمون العلاقات بين نيامى والقاهرة؟ وما هى رؤية السلطة الجديدة لتعزيز مجالات التعاون بين البلدين؟ وما هى أبرز الملفات التى ستركزون عليها؟

العلاقة بين النيجر ومصر علاقات عادية يسودها الاحترام المتبادل، ولم نشعر باهتمام خاص من قبل أشقائنا المصريين على تطوير وتنمية العلاقات بين البلدين خاصة بعد إسقاط النظام الليبى وترك المجال واسعا للتغلغل التركى، وتواجد أقل أهمية للسعودية والخليج والمغرب، علما بأن النيجر أصبحت تحتل موقعا استراتيجيا الأمر الذى دفع دولا لم تكن تهتم بالنيجر للتواجد مثل إيطاليا وبريطانيا وألمانيا وإيران وغيرها.
 

- كيف ستعمل السلطة الجديدة على مكافحة الإرهاب فى منطقة الساحل؟ وما هى طبيعة الدعم الذى تحتاجونه؟

الإرهاب فى الساحل يمثل خطرا داهما على دول الساحل، كما يمثل خطرا مستقبليا على المنطقة والعالم، ولا بد من تكاتف الجهود ومكافحته جماعيا بكل أنواع الأسلحة المادية والاقتصادية والفكرية والسياسية والاجتماعية، ودول الساحل فى حاجة ماسة للدعم العسكرى «معدات، تسليح، تدريب»، والدعم الاقتصادى لمواجهة الفقر الذى تستغله المنظمات الإرهابية لتجنيد الشباب والتغلغل فى القرى النائية، والدعم الثقافى والفكرى بتكوين الأئمة والدعاة لتوضيح صورة الدين الحنيف السمحة.
 

ما مدى تأثير تنظيم داعش فى دول الساحل؟

تنشط التنظيمات الإرهابية بقوة فى منطقة الساحل الصحراوى، خاصة فى شمال ووسط مالى، وشمال بوركينا ومثلث الحدود، بين الدول الثلاث: «مالى، النيجر، بوركينا فاسو»، وهى منظمات إرهابية تنتمى أساسا لتنظيم القاعدة، خاصة القاعدة فى بلاد المغرب الإسلامى وقد دخل «داعش» منذ مدة، حيث تمكن التنظيم الإرهابى، من استقطاب بعض العناصر الموالية لتنظيم القاعدة وبعض عناصر بوكو حرام.
- ما رأيكم فى مركز مكافحة الإرهاب لدول الساحل والصحراء الذى تستضيف مصر مقره؟
تفاءلنا خيرا بإنشاء مركز مكافحة الارهاب لدول الساحل والصحراء، خاصة أن مصر كانت السباقة فى الدعوة لإنشائه واستضافة مقره ونأمل أن يخرج من قوقعة التنظير إلى جدية العمل.
 

- ما هى رؤيتكم لتعزيز التعاون بين مصر والنيجر خلال الفترة المقبلة؟

العلاقة بين القاهرة والنيجر علاقات أخوية وطبيعية، والنيجر تترقب لأن تلعب مصر دورا إيجابيا فى معاركها من أجل التنمية ومكافحة الإرهاب.
 

- كيف تقيمون تطورات الأوضاع فى ليبيا؟ وما هى رؤيتكم للحل؟

تقييم الأوضاع فى ليبيا يحتاج إلى كثير من الوقت، ولا شك أن القوى المسيطرة على مجلس الأمن الدولى، وضعف الاتحاد الأفريقى وخضوع الجامعة العربية، والدور التدميرى لحلف شمال الأطلسى «الناتو»، كلها أسباب أوصلت ليبيا إلى حالة من التشظى، وساهمت بقوة فى انتشار الفوضى والسلاح وتمكن الإرهاب من التوطن فى ليبيا.
إسقاط النظام الليبى وجلب عملاء تم إعدادهم وتدريبهم فى الغرب للسيطرة على الأوضاع بداية، وتشكيل ميليشيات مؤدلجة وإقليمية وجهوية وتمكينها من السيطرة على مقدرات البلد، وغض النظر عن ممارساتها الإرهابية، ونهب ثروات البلد، وتجويع المواطن وإذلاله، وحرمانه من حقه فى إدارة شؤون بلده، والسماح لتنظيم مؤدلج «الإخوان المسلمين، القاعدة المتمثلة فى الجماعة الليبية المقاتلة وأنصار الشريعة وغيرها من المسميات»، أفقد الدولة سيطرتها على قرارها، وتشظى مؤسساتها، وضياع هيبتها، وأى حل سيكون حلا مشوها إذا لم يتمكن الليبيون من تملك واسترجاع قرارهم وسيادتهم.
 

- ما هو موقف النيجر من ملف سد النهضة الإثيوبى فى ظل رفض أديس أبابا الالتزام باتفاق قانونى يحفظ حقوق مصر والسودان؟

ليس للنيجر موقف محدد من موضوع سد النهضة، وسياستنا الخارجية تقوم على المشاركة فى كل ما من شأنه فض المنازعات واستتباب السلم والأمن بين الدول الشقيقة أو الصديقة، والنيجر ملتزمة بقرارات المنظمات الإقليمية والدولية، خاصة الاتحاد الافريقى والأمم المتحدة.
 

- ما رأيكم فى الدور المصرى الذى تلعبه القاهرة فى القارة الأفريقية؟ 

أفارقة جنوب الصحراء ينظرون إلى مصر كأخت شقيقة كبرى وينتظرون منها الكثير، نظرا لتاريخها وإمكانياتها والسمعة الجيدة، والرصيد الكبير الذى تتمتع به، ولكن هل ظروف مصر وإمكانياتها وعلاقاتها ستمكنها من لعب دورها كاملا؟ هذا ما نأمله وننتظره.
 

- هل سيساهم تمسك فرنسا بإبقاء قواتها فى لجم الإرهاب فى الساحل؟

فرنسا قوة عظمى لها استراتيجيات ومصالح فى أفريقيا، خاصة فى الدول الناطقة باللغة الفرنسية، ولعلّ أهم سبب لقوتها هو تمسكها بدورها فى أفريقيا الذى يجعل منها سابع قوة اقتصادية فى العالم،  ولو تنازلت عن هذا الدور فسيتراجع تأثيرها، ولا شك أنها تساهم بفاعلية فى مكافحة الإرهاب، ويتواجد إلى جانبها، ولو بشكل أقل، كل من الولايات المتحدة الأمريكية وألمانيا وبريطانيا وكندا وغيرها من الدول الغربية، بمساهمات مختلفة، وتحاول دول عربية وإقليمية بكل قوة أن تتواجد عسكريا.

 










مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة