تغير الزمان ولم يتغير المكان أو الصنعة.. فرغم مرور ما يزيد عن 50 عاما عمل خلالها العم ثابت موسي فى سمكرة ووابور الجاز وتصليح الأواني النحاسية، ظل المكان يحمل صفة صاحبة.. الثبات منذ سنوات ليساعد صاحبة على الكسب والعيش واستكمال مهنته التي لا يعمل فيها سوي القليل والتي قاربت على الاندثار.
أقدم سمكري بلدي
بأدوات بسيطة يعمل العم ثابت في الحرفة التي تعلمها من أحد أقاربه منذ أن كان في عمر العاشرة، حيث يستقبل زبائنه الذين يترددون عليه منذ سنوات في محله القديم المبني من الطوب الأحمر والسقف الجريد، وسط عدد من المحلات القديمة أيضًا في شارع يسمي بشارع السوق القديم جنوب محافظة قنا، وبابتسامة رضا، ووجه بشوش يستقبل الرجل الستيني هؤلاء الزبائن ليستمر الكسب والعيش.
العم ثابت بجوار محله
لم يفكر العم ثابت خلال الـ 52 عاما الماضية في العمل بمهنة غير السمكرة التي اعتبرها جزء من حياته يحكي ذكرياتها للأولاد والأحفاد ليظل واحدًا من الصناع الذين تسجلهم الحرفة في دفاترها بعدما اقتربت علي الاندثار بأكثر من عمل بسنوات الحرفة.
العم ثابت سمكري بلدي بقنا
قال العم ثابت موسي، سمكري بلدي، إن بداية عمله في هذه الصنعة منذ أن كان صغيرًا في سن العاشرة وتعلمها علي يد أحد أقاربة الذي يكبره في المجال، واستمر في العمل مع ابن خالته الذي علمه الحرفة، حتي وصل إلى مرحلة متقدمة بها، ثم تركه ليعمل بمفرده في مكان مستقل بدكانته منذ أكثر من 52 عامًا، ويعتمد عليها كمصدر أساسي في الكسب.
العم ثابت
وأوضح العم ثابت، أنه يخرج من المنزل في السادسة والنصف صباحًا ويجهز للعمل بعد شرب الشاي في المحل، كما يتناول الغداء في المحل ويعمل حتى الساعة 7 مساءً، لافتًا أنه الوقت الحالي لا يعمل في الحرفة سوي شخص واحد فقط، حيث قاربت الحرفة علي الاندثار وهي صنعة يدوية تستخدم فيها أدوات بسيطة مثل وابور الجاز والقصدير والكاوية بأسعار مناسبة وبسيطة.
ثابت موسي داخل محله
وأشار أقدم سمكري بلدي، إلي أن الحرفة تعتمد اعتمادا كاملا على الأعمال اليدوية، ولذا سميت بالسمكرة البلدي للأدوات البسيطة التي تستخدم فيها، كما أنه لم يعلم الصنعة لأحد من أبنائه لدخله المتراجع وتراجع الإقبال علي الصنعة وكذلك لخطورة العمل الذي يقوم به وشعاع مياه النار، قائلة " فصلت 8 نظارات بسبب أشعة الصنعة".
ثابت موسي سمكري بلدي
" لم تختلف الصنعة عن السابق وسأكون من أواخر الصناع"، بهذه الكلمات تابع العم ثابت حديثه عن الصنعة التي لم تختلف كثيرًا في أعمال عن زمان ولكنها تراجعت وقاربت علي الاندثار، لذا يعتقد أنه سيكون أخر الصناع في هذه المهنة، مضيفا أن هناك هواة لجمع الكلوبات والأواني النحاسية القديمة يترددون علي المحل.
ثابت موسي
واختتم العم ثابت موسي، أقدم سمكري بلدي، حديثة عن أمنيته أن تبقي سيرته لوقت طويل بعد مماته وأن يذكره الأشخاص بالخير، قائلًا " الغني سيموت وكذلك الفقير ولا فرق بين من يمتلك فلوس أو من لا يمتلك ولكن الأهم الصحة والستر ورضا الله ومحبة الناس".
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة