لا يخلو أى بيت مصري من الخردة، فقد تجدها فى أحد الأدراج القديمة يكسوها التراب، أو فى أحد أركان البلكونة والأسطح متراكمة فوق بعضها، فهى بالنسبة للجميع مجرد مكان لتجميع تلك القطع "معدنية كانت أو بلاستيكية، أما بالنسبة لأحمد وإبراهيم فهى العمود الذى تأسست عليه موهبتهم المتمثلة فى تحويل تلك الخردة إلى تماثيل فنية قيمة.
بمجرد دخولك ورشة أحمد وإبراهيم تظن للوهلة الأولى أنها متحف، نظرا لما تجده من تماثيل في كل ركن من أركانها، هذا المكان الذي استلمه أحمد، وهو شاب ثلايني، كان عبارة عن مقلب للقمامة، ومن هنا بدأ تحديه الخاص، في تحويل هذا المكان إلى مزار مكدس بالتحف الفنية، يرتاده الناس للجلوس والاستمتاع.
وبمساعدة صديقه إبراهيم الذي يبلغ من العمر 28 عاما والاستعانة بموهبتهما في تحويل الخردة إلى أعمال فنية قيمة تمكنا من تحويل المكان إلى مزار ملئ بالتماثيل والتحف الفنية يزوره الناس لقضاء وقتهم في مشاهدة التماثيل والتصوير والاستمتاع بوقتهم.
وفى تصريحاته لـ"اليوم السابع" استهل أحمد حديثه عن فن الخردة قائلا: "أنا بعيد تدوير كوتشات العربيات وزجاجات المياه وتحويلها إلى مقاعد للجلوس، وفازات لوضع الورد بها"، داعيا بذلك متابعينه إلى استغلال الخردة في المنزل وإعادة تدويرها وتحويل الأسطح والبلكونات إلى مكان جميل.
أما بالنسبة لإبراهيم ففي فكان مولعا بفن النحت مستخدما الجبس والأسمنت ومن شدة حبه للنحت كان حريصا على أن يطور من مهاراته ليصل إلى الحرفية في العمل.
ولم يقف إبراهيم مكتوف الأيدي عند عدم التحاقه كلية الفنون الجميلة التي كانت تمثل حلمه بل أثار ذلك بداخله الحماس للتعمق فى هذا الفن وأصقل إبراهيم موهبته فى تحويل المواد البلاستيكية إلى تحف فنية بالتعمق في علم التشريح تارة وفي فن النحت تارة أخرى، حتى توصل إلى استخدام الحديد وإعادة تدويره وتحويله إلى تمثايل فنية، ففي البداية يقوم إبراهيم بجمع قطع الخردة من الورش أو من بائع الروبابيكيا ثم يعمل على تنضيفها وتصنيف الأشكال المشابهة لقطع الخردة وبعدها يأتي صديقه أحمد ليستقر معه على شكل التمثال المراد صنعه.
ونظرا لحب الشابين لحضارتنا المصرية العريقة حرصا على أن تكون التماثيل مرتبطة بها منها القط المصري باعتباره رمزا لحضارتنا المصرية القديمة حيث بلغ ارتفاعه 6 أمتار، ليصبح بذلك أكبر تمثال من الخردة للقط المصري على مستوى الشرق الأوسط وأبهر الملايين على السوشيال ميديا وواصل ابراهيم موهبته صانعا كليوباتر من "الشوك" و"الملاعق" و"الجنازير".
لم يكتف إبراهيم عند هذا الحد بل فاجأ العديد بتمثال حورس الذي بلغ ارتفاعه 6 متر ونصف وحجمه 550 كيلوجرام، هذا العمل الضخم لم يكن بالسهل عليه حيث كان يجوب الورش أياما عديدة ليجمع قطع الخردة الملائمة.
كما لاقت التماثيل تفاعلا كبيرا على السوشيال ميديا مشجعين الشابين على الاستمرار في تقديم المزيد من الأعمال الفنية المتميزة.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة