فوارق كبيرة فى طبيعة الحياة وتقدمها خلال أواخر القرن التاسع عشر وأوائل القرن العشرين، يمكن لمسها حال المقارنة بين مصر واليابان، فالدولة الآسيوية لم تكن كما هو حالها اليوم قبل أكثر من قرن، فبينما تمكنت مصر من افتتاح قناة السويس، واستقل مواطنوها عربة الحنطور التى تجرها الخيول، إلى جانب السيارات التى تعمل بالطاقة، كانت لاتزال الحياة أكثر بدائية فى مدن اليابان لسنوات طويلة، بينما تزدهر حياة المصريين طوال هذه السنوات.
ويمكن رؤية هذا فى عدد من الأفلام الوثائقية التى حولها عالم ذكاء اصطناعى من الأبيض والأسود إلى الألوان فى شوارع العاصمة اليابانية طوكيو، حيث يدخل الذكاء الاصطناعى بملساته السحرية فى شتى نواحى الحياة المعاصرة التى يحولها إلى حياة غير نمطية بالمرة وجذابة إلى أبعد الحدود، خاصة إذا ارتبط هذا الأمر بتأثيرات التقنيات الحديثة فى ترميم الأفلام القديمة وجعلها تبدو معاصرة بإضافة الألوان الزاهية لمشاهدها المصور بالأبيض والأسود، ما يضفى صبغة جديدة تصبح بمثابة مفاجأة لمن يشاهدها، حيث توفر للشعوب المعاصرة فى القرن الـ21 الفرصة لرؤية كيف كانت تبدو الحياة فى القرون السابقة بمختلف دول العالم.
وهذا ما فعله عالم ذكاء اصطناعى يدعى دينيس شيرييف، بوضع لمساته الاحترافية ليطلعنا على لمحة مذهلة من الماضى البعيد فى مختلف عواصم العالم، حيث استخدام مجموعة متنوعة من الخوارزميات لتلوين الفيلم إلى دقة 4K، ليحول العديد من الأفلام الوثائقية باللون الأبيض والأسود إلى الألوان، والتى وثقت مظاهر الحياة المجتمعية فى اليابان وأمريكا وروسيا وأوروبا وغيرها من الدول خلال نهايات القرن الـ19 وبدايات القرن الـ20.
وتظهر فى الأفلام الوثائقية كيف كانت تبدو الحياة بسيطة بعض الشىء فى أغلب مدن العالم، وكيفية تجول النساء والأطفال فى الشوارع والأسواق، إضافة إلى رصد وسائل المواصلات الأكثر انتشارًا فى هذه الأوقات، فعلى سبيل المثال، يظهر فى فيديو وثائقى للعاصمة طوكيو اليابانية خلال الفترة بين عامى 1913 - 1915، المواطنون يتسوقون فى أسواق مزدحمة، بينما يلهو الأطفال الذين تجمعوا أمام الكاميرا وهم فى حالة اندهاش من هذه الماكينة الغريبة المسلطة على وجوههم.
كما رصد الفيلم الوثائقى الملون بالذكاء الاصطناعى، للعاصمة اليابانية، رحلات للأطفال، وإحدى وسائل النقل البدائية التى كانت عبارة عن عربة صغيرة يجرها رجل بينما يجلس فى الخلف شخص صاحب الرحلة القصيرة داخل المدينة، ويتضح هنا أنه بينما كانت اليابان لاتزال تستخدم العربات التى يجرها الناس لنقل آخرين، كانت مصر تشهدًا تقدمًا أكبر، ومن مظاهره على سبيل المثال، دخول السيارات إلى مصر فى نهايات القرن التاسع عشر، كما أن مصر كانت فى ذلك الوقت قد أصبحت صاحبة أعظم ممر مائى فى العالم متمثلًا فى قناة السويس التى افتتحت قبل تصوير الفيلم الوثائقى لليابان بنحو 46 عامًا، حيث افتتحت القناة عام 1869، هذا إلى جانب السكك الحديدية التى ربطت العديد من المدن المصرية بعضها البعض.
وعلى عكس التأخر الذى عاشته اليابان، اختلف شكل الحياة فى مدن أخرى، فعلى سبيل المثال، ترصد الأفلام الوثائقية الشبيهة فى مدينة فرانسيسكو الأمريكية، تحديدًا فى العام 1906، والتى حولها دينيس شيرييف، أيضًا، من الأبيض والأسود إلى الألوان، حياة أكثر تطورًا عما شهدته طوكيو، فكانت هناك عربات الحنطور إلى جانب السيارات والترام والقطارات أيضًا، والأمر ذاته كان فى مدينة نيويورك بفيلم تم تصويره عام 1911، وتظهر فيه السفن الضخمة ووسائل النقل البرية المتعددة.
وشملت القائمة الطويلة من الأفلام التاريخية التى حولها دينيس شيرييف إلى لقطات سحرية بفضل الذكاء الاصطناعى، تفاصيل أخرى، منها فيلم فرنسى عام 1896 للأخوين لوميير، وهو عبارة عن توثيق للحظو وصول قطار إلى المحطة ونزول الركاب منه على الرصيف، إضافة إلى فيلم آخر مصور لرواد فضاء أبولو 16 أثناء قيادتهم لمركبتهم القمرية حول القمر فى عام 1972.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة