تناولت مقالات صحف الخليج، اليوم الاثنين، العديد من القضايا الهامة أبرزها، أن ميليشيا الحوثى عادت للإخلاف بوعودها بشأن تمكين فريق خبراء الأمم المتحدة من صيانة خزان سفينة النفط "صافر"، فهي معتادة على هذا النمط مند بدايتها، فاللوم يقع على بعض الهيئات الأممية التي صدقت نية الحوثي حل هذه الأزمة، بالرغم من علمها بتاريخ هذه الجماعة في نقض العهود وآخرها اتفاق الحديدة.
سام منسى
سام منسى: أولويات بايدن والتمكين الإيرانى
قال الكاتب في مقاله بصحيفة الشرق الأوسط، إن أجواء من الترقب والحذر تسود أرجاء منطقة الشرق الأوسط بانتظار تبلوُر رؤية استراتيجية جديدة للدول المعنية بمشكلاتها وفي مقدمتها الولايات المتحدة، التي يؤمل أن تعمل إدارة جو بايدن على صياغتها. وعلى الرغم من بعض المبالغة في تفسير الإشارات الصادرة عن الإدارة تجاه إيران، من السذاجة إشاحة النظر عن دلالات التعيينات الأخيرة، إضافةً إلى تصريحات وشهادات المسؤولين الجدد بالنسبة للموقف والسياسة المنويّ اعتمادها من الجمهورية الإسلامية وعلى رأسها خطاب بايدن حول السياسة الخارجية الأسبوع الفائت، التي لا يُستشفّ منها وجود تطابق بين أولويات العرب وأولوياته.
المؤشرات الصادرة عن الإدارة الأمريكية تفيد بأن الغموض ما زال يخيّم على أركانها خصوصاً بين من كان مع إدارة باراك أوباما وخبر الشرق الأوسط في زمن ما قبل الربيع العربي وما بعده، وعشية توقيع الاتفاق النووي وغداته. ولا يخفى أن عدداً لا يستهان به منهم تساوره رغبة في العودة إلى حبه القديم، أي التوافق مع إيران حول الإنتاج النووي والتفاهم معها على بعض مناطق النفوذ وتبادل الخدمات فيها، وهذا الأمر دليله راجح على ما عداه.
أغلب الظن أن السياسة الأمريكية الجديدة ستكون محكومة بالمقاربة الواقعية التي تنأى بنفسها عن الحروب والنزاعات الدائرة والتورط فيها، بل ستسعى لاحتوائها، لأنها ترى أن أغلبها من نوع الحروب الأهلية والمذهبية في منطقة تتراجع فيها المصالح الأمريكية. وهذا التوجه شبه ثابت في العقل الاستراتيجي المسيطر في واشنطن أقله منذ زمن القيادة من الخلف التي اعتمدها أوباما حيال النفوذ الإيراني، وتالياً، يميل الاتجاه إلى الرغبة في الرجوع إلى الاتفاق النووي، إنما لم تتضح الصورة بعد بالنسبة للآلية والإجراءات والشروط المتبادلة لهذه العودة.
ليلى بن هدنة
ليلى بن هدنة: الحوثي وورقة "صافر"
قالت الكاتبة في مقالها بصحيفة البيان الإماراتية، عادت ميليشيا الحوثي للإخلاف بوعودها بشأن تمكين فريق خبراء الأمم المتحدة من صيانة خزان سفينة النفط "صافر"، فهي معتادة على هذا النمط مند بدايتها، فاللوم يقع على بعض الهيئات الأممية التي صدقت نية الحوثي حل هذه الأزمة، بالرغم من علمها بتاريخ هذه الجماعة في نقض العهود وآخرها اتفاق الحديدة، فلماذا لا تمارس الدول الكبرى الممثلة في مجلس الأمن دورها في الضغط على الحوثيين من خلال عقوبات ردعية لإلزامهم باحترام الاتفاقات، ولماذا تترك المجال لهذه الجماعة المدعومة من إیران المراوغة والتلاعب بملف ناقلة النفط "صافر" واستخدامها للمساومة والابتزاز؟
بالرغم من وفرة الأدلة التي باتت تثبت إصرار الميليشيا على استغلال أزمة السفينة "صافر" وإطالة أمدها، فإن الهيئات الأممية لم تتحرك لوضع حد لتلاعبات الحوثيين، بل تنتظر الضوء الأخضر دون الاكتراث بالتحذیرات التي تطلقها مراكز بحثیة وخبراء متخصصون، والنتائج الكارثیة التي سیدفع ثمنها اليمنيون، حيث عجزت الأمم المتحدة عن إلزام الطرف الآخر بالسماح بدخول مادة المازوت اللازم لمحركات تنظيم الغازات في السفينة، فيما يستخدم الحوثيون ورقة "صافر" وسيلة ضغط على الولايات المتحدة الأمريكية لإلغاء تصنيف الجماعة منظمة إرهابية.
نهج میلیشيا الحوثي في التعاطي مع هذه الكارثة معروف ولم يتغير، وبالرغم من مطالبة الحكومات بتقييم وصيانة خزان النفط العام صافر منذ 2016، إلا أنها قُوبلت بالمماطلة والتسويف وتعنت وعرقلة الطرف الآخر، وللأسف في حال استمرار التصرفات الحوثية فإنها ستؤدي إلى كوارث بيئية مخيفة سيصعب على العالم التعامل معها ومنها القضاء على التنوع البيولوجي والبيئي في أكثر من 100 جزيرة يمنية.
المناخ السياسي الصعب في المنطقة أدى إلى سنوات من التقاعس عن العمل مع انزلاق السفينة نحو الأسوأ، ولا يزال اليمن يطرق الأبواب الدولية في انتظار استجابة إيجابية في حال غيرت الأمم المتحدة أسلوب تعاملها مع ميليشيا الحوثي، وخاصة في هذا الملف الإنساني والبيئي الخطير.
السيد ولد أباه
السيد ولد أباه: سنة كورونا ودروس تجربة الإغلاق
قال الكاتب في مقاله بصحيفة الاتحاد الإماراتية، إن الفيلسوف الألماني "هارتموت روزا" يتساءل: هل فقد الإنسان حاسية الترابط الإنساني التي هي منشأ القيم والتقاليد الاجتماعية والسياسية، مع تراجع تجربة التقارب المكاني بين البشر إثر جائحة كورونا الراهنة التي فرضت التباعد بين الناس؟
إذا كان "روزَا" يخلص إلى أن التكنولوجيات الحديثة تقوم على الجمع بين حركية الإسراع في المكان والزمان مع تجميد الحاجة الفعلية للحركة نتيجة لوسائل الاتصال والنقل الجديدة، فإنه يرى في الآن نفسه أن مأزق كورونا حول هذه الظاهرة إلى نمط من التدبير العملي للوضع الإنساني قد يتحول في المستقبل إلى سلوك دائم، حتى بعد الانتصار على الوباء الحالي.
والواقع أن العالم عرف خلال السنة التي مضت على بداية انتشار الوباء تجربة الإغلاق التي اعتُبرت في البداية مؤقتةً ومحدودةً ولكنها تواصلت من بعد، ولا يُتوقع أن تنحسر حتى بعد تعميم التلقيح على نطاق كوني كامل. ومع أن إغلاق المدن في حد ذاته ليس بالظاهرة الجديدة، بل إن العالم عرف من قبل إجراءات الحظر وتقييد الانتقال في فترات الحروب والأوبئة، إلا أن التجربة الجديدة لها خصوصياتها ومحدداتها المميزة من وجهين: اتساع وتيرة الضبط والحجز خارج اعتبارات الضرورات الصحية والأمنية المباشرة، وتداخل إجراءات الإغلاق مع السياسات العمومية الدائمة.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة