أبو البنات حريف اختراعات.. "عم سلامة" يبتكر ماكينة لصناعة "الجريد" وبناته الخمس يعاونوه فى مهنته الشاقة.. ويؤكدن: نتشرف بمهنة والدنا ومساعدته لم تمنعنا من الدراسة.. والأب يتمنى استكمال دراستهم وسترهن

الخميس، 25 فبراير 2021 12:30 م
أبو البنات حريف اختراعات.. "عم سلامة" يبتكر ماكينة لصناعة "الجريد" وبناته الخمس يعاونوه فى مهنته الشاقة.. ويؤكدن: نتشرف بمهنة والدنا ومساعدته لم تمنعنا من الدراسة.. والأب يتمنى استكمال دراستهم وسترهن عم سلامة
الشرقية- فتحية الديب

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

صناعة الأقفاص من جريد النخل، تعد من الحرف الصعبة والخشنة التى لا يقدر عليها سوى من لديهم القوة لكونها تتطلب مجهودا ومشقة، وكادت تنقرض بسبب متاعبها الصحية وقلة العائد المادى الذى تدره وهجرة معظم العاملين بها إلى مهن وحرف يدوية أخرى، ومنافسة البلاستيك لها، إلا أن العم "سلامة عبد الرحيم" ابن محافظة الشرقية، تحدى انقراض المهنة بعيون بناته بعد ضعف نظره وماكينة صنعها تساعده فى تصنيع الأقفاص من الجريد بسهولة، "اليوم السابع" التقى بها داخل ورشته من الخيش والجريد بعزبة عبس التابعة لمركز الحسينية بمحافظة الشرقية.

الجريد قبل التقطيع
الجريد قبل التقطيع

يقول العم "سلامة عبد الرحيم إبراهيم" 48 عاما أحد صناع الأقفاص بمحافظة الشرقية، إنه يعمل بالمهنة منذ أكثر من 30 عاما تعلمها فى صباه من أحد الصنايعية، ثم استقل بمفرده وأصبح لديه ورشته الخاصة، بجوار مسكنه يصنع فيها أقفاص الجريد بأنواعها، ومع مرور الوقت نجح فى ابتكار ماكينة تسهل عمله، حيث كان يجد صعوبة فى عملية تركيب أعواد الجريد، فصنع ماكينة تسهل له الخطوات، حيث كان تصنيع قفص الفاكهة يستغرق معه ساعتين يدويا، أصبح يستغرق 10 دقائق، وتطلب الأمر إلى البحث عن أيدى عاملة لمساعدته، فرفض الذكور من الشباب بقريته العمل معه فى تصنيع الجريد لكونها مهنة شاقة وبدائية، فعلم بناته الخمسة ونجليه وأصبحوا جميعا عيونه التى يرى بها بعد أن ضعف نظره من المهنة فى صباه، متابعا كلما أطلب من أى شاب يعمل معى يقول لى: "أشتغل فى الجريد عيب عليك".

العم سلامة داخل ورشته
العم سلامة داخل ورشته

سرد العم "سلامة" الموقف الذى دفعه لتعليم بناته المهنة قائلا: بعد ما ربنا ألهمنى بتصنيع أول ماكينة تساعد فى عملية تصنيع الأقفاص بأنواعها من الجريد، منذ 10 سنوات بتكلفة 10 آلاف جنيه، اقترضتهم من أحد البنوك، ووضعت الرسومات واستعنت بحداد وخرائط فى عملية التصنيع، أصبحت أصنع الأقفاص والكراسى من الجريد بسهولة، وزاد الطلب على المنتج، وبحثت فى العزبة عن صبيان للعمل معى، لكنهم رفضوا جميعا، فقررت الإستعانة ببناتى فى البداية، حيث رزقنى الله بسبعة أبناء خمسة بنات وولدين، وهم أكبرهم "زينب" 24 سنة ماجستير لغة عربية "ودنيا" 21 سنة الفرقة الثانية كلية حقوق جامعة الزقازيق، وأميرة 20 سنة الفرقة الثانية بكلية الشريعة "وأحلام" 19 سنة بالفرقة الأولى كلية لغة عربية "طه" أولى ثانوى، و "أمل" بالصف السادس الابتدائى و"يوسف" بالصف الثالث الإبتدائي، وعلمت البنات أولا، وأصبح جميعهم يعمل معى فى ورشتى، واكتفيت بهم، و"زينب" تزوجت منذ عام، وتواصل دراستها فى مرحلة الدكتوراه.

العم سلامة عبدالرحيم
العم سلامة عبدالرحيم

"أكسب قليل أبيع كثير" شعار العم سلامة فى الربح، حيث يشترى الجريدة الواحدة بـ80 قرشا أو جنيه حسب سعر السوق، ويقوم بمساعدة بناته بالعمل فى مراحل مختلفة من التصنيع، بتصنيع أكثر من شكل من الجريد، من أقفاص الخضروات والفاكهة وأقفاص الدواجن وغيات الحمام، وأقفاص أفران العيش، والكراسى الخاصة بالمقاهى، وغيرها من الأشكال، حيث يقوم بدوره بتقطيع الجريد وتنظيفه من السعف، وبعدها تتولى البنات عملية التخريم والتركيب بسهولة من خلال مراحل تسهلها الماكينة التى صنعها العم "سلامة" ويطمح فى توفير الدعم المادى له لعمل 3 ماكينات أخرى تكون بمثابة خط إنتاج لتصنيع المنتجات من الجريد لأن السوق يتقبل هذا المنتج وسوف يساعد فى توفير الأيدى العاملة لكن ينقصه الدعم المادي.

الدراجة البخارية التى يوزع عليها العم سلامة المنتج
الدراجة البخارية التى يوزع عليها العم سلامة المنتج

يبدأ العم "سلامة" يومه مع ضوء الفجر، فى عملية تقطيع الجريد وتنضيفه، لحين استيقاظ بناته من النوم فى الثامنة صباحا لمساعدته حتى نهاية اليوم فى إتمام الطلبيات المكلف بها، وبعدها يتوجه بدراجته البخارية التى تتحدى مع الزمن من شكلها القديم، فى توزيع المنتج على الزبائن ويحصل على الربح المادى البسيط الذى ينفق منه على تعليم أولاده فى الجامعات.

كراسى صنعها العم سلامة وبناته
كراسى صنعها العم سلامة وبناته

"مبسوطين بمهنة أبونا ودى شرف" أعربت بنات العم "سلامة" عن سعادتهم بالعمل بجوار ولادهم فى مهنته ومساعدتهم له مؤكدين أنهن يحرصن على تنظيم أوقاتهن فى العمل ومذاكرة دروسهن، وأن مهنة والدهم شرف ما بعده شرف لكونه يسعى على تربيتهم وتعليمهم بالعمل الحلال.

"أمنيتى فى الحياة يكملوا دراستهم ويستروا فى بيوت ولاد الحلال" بفطرته البسيطة انحصرت أمنيات العم "سلامة" فى تعليم ابناءه وسترتهم فى بيوت الأزواج، وبعدها سوف يتبرع بالماكينة لوجه الله.

 
ورشة العم سلامة من الخارج
ورشة العم سلامة من الخارج
 
أحلام الفرقة الأولى كلية لغة عربية
أحلام الفرقة الأولى كلية لغة عربية

 

العم سلامة وبناته
العم سلامة وبناته

 

العم سلامة ويوسف اصغر ابنائه مع بناته
العم سلامة ويوسف اصغر ابنائه مع بناته

 

امل الابنة الصغرى
امل الابنة الصغرى

 

أميرة الفرقة الثانية كلية شريعة
أميرة الفرقة الثانية كلية شريعة

 

بنات العم سلامة
بنات العم سلامة

 

دنيا الفرقة الثانية كلية حقوق الزقازيق
دنيا الفرقة الثانية كلية حقوق الزقازيق

 










مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة