في تلك الأيام نحتفل بالفالنتين (عيد الحب)، وهو الاحتفال السنوي بتلك المناسبة، التي تؤكد وجود الحب الذي يهدف إلى التضحية والإخلاص والمعاني النبيلة.
ولكن رغم كل ذلك، سيظل الحب أمره غريب وعجيب، فرغم أنه معنى مقدس وغير ملموس، إلا أنه الشيء الوحيد الذي يمكن تركيبه على أي معنى، فالبعض يتعامل معه على أنه أداة للوصول لهدف معين، والبعض الآخر يتعامل معه على أنه هدف لابد من الوصول إليه، وآخر يتعامل معه على أنه كلمة لا يعي كينونتها، وغيره يتعامل معه على أنه معنى لا يمكن الوصول إلى مدلوله بالكامل.
ورغم كل هذا، فالحب يرضى ويرتضي بكل ذلك، ربما لعلمه ويقينه أنه أهم شيء في الوجود، وأنه الهدف المنشود، فلو كان أداة فلا خير في ذلك، فهذا يعني أنه بدونه لن تتحقق الأهداف، ولو كان هدفا، فهذا يعني مدى أهميته وسموه، ولو كان كلمة، فالكلمة شرف وميثاق مقدس، ولو كان معنى، فما أجمل وأرق من المعاني النبيلة، وبالقطع هو على رأسهم.
فالإنسان يحقق كل شيء، ويصل إلى كل شيء، وتدور به الأيام والسنون، ويقابل العدو اللدود والصديق الودود، ويسافر ويهاجر ويرحل، ويعود ويرجع إلى وطنه من جديد، كل هذا ويظل يبحث عن الحب.
فتعالوا معي نتساءل، أوليس الحب يمر على كل البشر، وفي كل مراحل الحياة؟!
فالغني يبحث عنه، وإلا قتلته المادة، والفقير ينشده، حتى يفرغ فيه شحنة حرمانه ومعاناته، والسعيد يلهث خلفه، حتى تكتمل فرحته وسعادته، والحزين لا يجد سواه حتى يدفن فيه آلامه وأحزانه، والقوي لا يستمتع بضعفه إلا في أحضان الحب، والضعيف يستمد قوته من الحب، والشرير يبحث عن إنسانيته المفقودة في الحب، والخير يترجم خيره وطيبته إلا بالحب، والعالم لا ينشر علمه إلا بالحب،. والجاهل لا تمحى أمينه إلا بلغة الحب.
فالحب تفوق وبجدارة على المال، والسعادة والشهرة والعلم والحزن، والحزن والخير والشر، فهو الأب الروحي لكل هذا.
فأنا وأنت وهم وهن نحي بالحب، نعم، كلنا نحيا بالحب.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة