حصل رئيس الحكومة الإيطالى الجديد "ماريو دراجى" على الثقة فى مجلس الشيوخ حول برنامج إعادة بناء البلاد التى تعانى من أزمة حقيقية بعد انتشار فيروس كورونا، وتعهد بمكافحة الوباء بكل الوسائل الممكنة .
وأشارت صحيفة "لا ريبوبليكا" الإيطالية إلى أن دراجى حصل على 262 صوتا مؤيدا مقابل 40 معارضا فيما امتنع نائبان عن التصويت.. مثبتا بذلك حجم غالبيته البرلمانية، كما أنه ينتظر تصويت مجلس النواب اليوم الخميس على البرنامج نفسه، حيث أنها تعد الخطوة الأخيرة لحصول الحكومة الجديدة على الشرعية التامة.
وخلال عرضه برنامجه أمام النواب، دعا دراجي إلى "إعادة بناء" بلاده التي تضررت بشدة من الأزمة الصحية والاقتصادية، متعهدا بـ"مكافحة الوباء بكافة الوسائل، وقال إنه على غرار حكومات فترة ما بعد الحرب مباشرة، تترتب علينا مسئولية إطلاق إعادة إعمار جديدة.. مضيفا "أنها مهمتنا كإيطاليين: أن نترك بلدا أفضل وأكثر عدلا لأبنائنا وأحفادنا.
وشدد على أن "الواجب الأساسي الذي ندعو إليه جميعا وأنا في المقام الأول بصفتي رئيس المجلس، هو محاربة الوباء بشتى الوسائل وإنقاذ أرواح مواطنينا"، بينما تأخرت حملة التطعيم بشكل كبير بسبب مشاكل تتعلق بالإمداد.
رأى زعيم حزب (ايطاليا حية)، ماتيو رينزي ان دراجى "سياسي أكثر بكثير من كونتى"، وقال رينزي، الذي أطاح بحكومة كونتي الثانية بانسحاب حزبه من الائتلاف الحكومي السابق، "دراجى سياسي أكثر من الكثيرين الذين سبقوه ، لذلك لديه القدرة على إدارة الشؤون العامة بطريقة واضحة. لقد كان السكرتير العام للخزانة، ومحافظا لبنك إيطاليا، ورئيسا للبنك المركزي الأوروبى".
وأضاف رينزي في تصريح للصحفيين، ردا على سؤال حول تجربته الشخصية السياسية، "عندما تمارس السياسة، فزت أم خسرت، فهي تجربة إنسانية ضخمة: أكثر ما أفخر واتعلق به هو رئاستي لبلدية فلورنسا، والتجربة الأهم عندما كنت رئيسا للوزراء، والأصعب تلك العملية الأخيرة: تبدبل كونتي بدراجى"، وقال "انها الاصعب على الاطلاق والأكثر فائدة للبلد".
وعن مستقبله السياسي، اجاب رينزي "مستقبلي؟ ساخلد للراحة بضعة أسابيع"، مضيفا في اشارة الى دراجى "الآن الشخص الذي يجلس على مقعد القيادة يعرف كيف يقود، وهذا مطمئن".
ووصف زعيم ومؤسس حزب (فورتسا ايتاليا)، سيلفيو برلسكوني، التحول الذي طرآ مؤخرا على حزب الرابطة، بقيادة ماتيو سالفيني، حيال المشروع الاوروبي بأنه "علامة نضج أكثر من أن تكون أملته حسابات سياسية مشروعة".
وقال برلسكوني في تصريح لقناة التلفزة العامة الاولى (راي اونو)، في إشارة الى اعلان سالفيني عن دعمه لدراجى ذات الطابع الاوروبي، "لا أدري ما إذا كنت سأعرّفها على أنها نقطة تحول، لكنها بالتأكيد عمل حكيم ستقدره أوروبا أيضًا".
ويشارك حزب الرابطة، المنضم الى كتلة أحزاب يمينية اوروبية مشككة في الاتحاد الاوروبى، بثلاثة وزراء في حكومة دراجى الجديدة.
ويتولى "دراجي" البالغ من العمر 73 عاما رئاسة الحكومة خلفا لـ"جوزيبي كونتي"، بينما تشهد البلاد وضعا صعبا جدا، فقد سجلت إيطاليا التي أودى وباء "كوفيد-19" بحياة أكثر من 100 ألف شخص فيها، تراجعا كبيرا بإجمالي الناتج الداخلي، هو من بين الأعلى في منطقة اليورو، بلغ 8.9% في 2020.
وطالب الرئيس السابق للبنك المركزي الأوروبي بـ"اتحاد أوروبي أكثر تكاملا تنتج عنه ميزانية عامة مشتركة وقادر على دعم الدول الأعضاء خلال فترات الركود".. مشددا في الوقت نفسه على "عدم التراجع عن خيار اليورو.
ويأمل ثالث أكبر اقتصاد بالمنطقة في الحصول على أكثر من 220 مليار يورو (267 مليار دولار) كتمويل من الاتحاد الأوروبي ليتمكن من التعافي، لكن دفعها يرتبط بتقديم خطة مفصلة عن النفقات إلى بروكسل نهاية أبريل المقبل، وهو إحدى مهام الحكومة الجديدة.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة