"من أراد الدنيا والآخرة فعليه بالقرآن"، هو ما اتبعته الشيخة ستيتة محفظة قرآن كريم فى حياتها التى كرستها لتعلم وتحفيظ القرآن الكريم، لتجنى البركة فى الدنيا من زوج صالح ومحبة أبناء زوجها الذين يبرونها كأنها أمهم.
هنا فى قرية دهمشا التابعة لمركز مشتول السوق بمحافظة الشرقية، قصة إنسانية لسيدة كل بيت فى القرية يعشقها ويودها ليقضى طالبتها، هى الشيخة ستيتة عبدالعظيم دوريش 58 سنة محفظة قران كريم بالأزهر الشريف.
"اتولدت بقرية الرملة مركز بلبيس بنظر ضعيف وأجريت الكثير من العمليات لكنها لم تحسن وضع البصر، كنت أعشق سماع القرآن الكريم من والدى الذى إمام وخطيب، فالحقنى بكتاب القرية للشيخ عبدالرحمن عوض الله عمرى 4 سنوات"، هكذا بدأت الشيخة ستيتة حديثها لـ"اليوم السابع"، مؤكدة أنه فى عمر 9 سنوات أتممت حفظ القران، ولمهاراتى اعتمد على الشيخ عبدالرحمن فى تحفيظ زملائى من نفس السن المتاخرين فى الحفظ، كنا وقتها نكتب القران على الواح، مضيفة، كرست حياتى لتلاوة والحفظ وكنت اقرأ فى العزاءات وذاعت شهرتي كقارئة.
وأضافت أن اكرمنى الله بزوج صالح هو الحاج حسن إبراهيم والذى كانت زوجته متوفاة ولديه 5 أبناء فى أعمار مختلفة، كفاحنا سويا لتربية أبناءها والذين اعتبرتهم أبنائى واتقيت الله فيهم، حتى وصلوا لأعلى مناصب منهم الكبير مدير مدرسة، والثانى صناعى، والثالث أستاذ جامعى والرابع صيدلى، والبنت لم تتم تعليمها فجهزتها وعملتها أصول طاعة الزوج وتكوين أسرة، وبالفعل فكان أبناء الزوج ونعم الأبناء أبروا بى بعد وفاة الزوج وعاونونى ووقفوا بجانبى فى تزوج ابنتىّ، اللتين أنجبتهما من زوجى هما فاطمة خريجة تربية رياض الأطفال وأسماء آداب فرنساوى، لافتة أن من حبى لأبناء زوجى وحسن رعايتى لهم، أسرة والدتهم أصبحت تحبنى وتودنى إلى يومنا هذا.
وتشير إلى أنها تكاد تكون كفيفة، فالنظر أصبح الشديد الضعف نظر للكبر السن، لكنها ترعى شئونها الشخصية وتحضر الطعام، كما يزورها الأبناء والأحفاد يوميا لمساعدتى فى شئون المنزل، قائلة: إن القرآن الكريم بركة فى منزلى فالخير فئة لا ينقطع أبدا ومحبة الناس ووصالهم لا ينقطع.
وتكمل أننى أبدا يومى منذ الفجر بالصلاة وقراءة القرآن، أيام الدارسة اذهب للمعهد، أما الآن فى أيام تعطيل الدراسة استقبل الطلاب فى منزلى لتحفيظهم والمراجعة مجانى دون أى أجر مادى، أبغى فقط أجرى من الله.
وتابعت: على مدار نصف قرن لتحفيظ القران، تخرج أجيالا حاليا فى منصب عالية من أطباء ومهندسين وأئمة المساجد ومعلمين، فلا يوجد بيت بالقرية الا وحفظت أبناءه القرآن الكريم.
ونصحت الشيخة ستيتة عبدالعظيم دوريش، بضرورة تحفيظ القران الكريم للأطفال فى سن مبكرة وألحقهم بكتاب لترسيخ القرآن فى عقولهم من سن صغيرة، فهو بركة لأى شخص، فى حياته وفى آخرته، مستشهدة بالحديث النبوى الشريف من أراد الدنيا فعليه بالقرآن ومن أراد الآخرة فعليه بالقرآن ومن أرادهما معاً فعليه بالقرآن.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة