"والدي علمنا الولاء والانتماء لمصر وكان يحكي لنا بسالة الجنود في معركة البرلس".. هكذا أكد ياسر حسن سويدان، موظف بمجلس مدينة مصيف بلطيم، ونجل البطل حسن سويدان، أن والده توفى أمس الخميس، عن عمر 85 سنة، وهو أحد أبطال معركة البرلس البحرية عام 1956، كان عريفًا فى القوات البحرية حيئذك، وهى المعركة التى دارت بين الأسطول المصرى والأسطولين البريطانى والفرنسي، بالقرب من شواطئ البرلس والمطلة على البحر المتوسط.
وأضاف سويدان، أن والده رحمه الله من مواليد 14 أغسطس 1936، ولديه 8 أبناء؛ 3 بنات و5 أولاد، وكان يقيم بقرية الشيخ مبارك التابعة لمركز البرلس، التحق بالبحرية متطوعًا فى قوات حرس السواحل المعروفة حاليًا بحرس الحدود، وخدم بها 23 سنة، أن والده انتقل إلى الرفيق الأعلى بعد فترة قصيرة من المرض، داعياً الله أن يتغمده برحمته، ويسكنه فسيح جناته.
وقال سويدان، إن والده أصيب فى أذنه يوم المعركة، وأجريت له عملية جراحية بمستشفى المعادى، وشارك فى دفن جثامين شهداء المعركة، وتم دفنهم قريبا من شاطئ البرلس، وكان والده رحمه الله كان يحكى له ولأحفاده عما حدث بالمعركة، ودوره فيها، فقد كان عريفًا فى قوات حرس السواحل بنقطة مراقبة على ساحل البحر الأبيض المتوسط بالبرلس، وعندما كان يستطلع البحر بالنظارة المعظمة عهدته وجد شيئًا غير طبيعى، فأبلغ المراقبة وإدارة البحر، وقبل سماع صوت انفجار شديد عرفوا بأن البارجة الفرنسية جان بارت تشارك فى الهجوم علينا.
وقال سويدان، إنه كان يستمع لكلام والده عن المعركة، وتحرك الأبطال وعلى رأسهم المقدم جلال الدين الدسوقي، ناحية الصوت، فأطلق الدسوقى الدخان الكثيف لتشويش رادار المهاجمين ودارت المعركة، وأن والده عرف انفجار المدمرة عندما لاحظها بنظارته ثم اختفت فعرف أن الأبطال اسقطوها بزوارق بدائية.
وأكد سويدان، بعد تدمير البارجة الفرنسية جان بارت، أطلق الطيران الإسرائيلى صواريخ، وظهر الطيران المصرى، فاشتبك معهم، وفرت طائرات العدو، واستشهد عدد من الأبطال منهم جلال الدين الدسوقي، جول جمال" ضابط سوري"، وأحمد اسماعيل، وإسماعيل فهمي.
وقال سويدان، اضطر والده للخروج المبكر من القوات المسلحة لأن الاصابة التى بأذنه كانت تؤلمه حتى قبل وفاته بأيام، كان يسمع أصوات ضجيج فى أذنه، فقرر والده التردد على المساجد وكان يصلى إماماً بالمصلين، حتى أن بعض أهالى القرى يصممون على أدائه صلاة التراويح بمساجد القرية لعذوبة صوته وجماله، ولم ينقطع عن التوجه للمساجد إلا بعد أن غالبه المرض.
وأكد سويدان، أنه والده أوصاه بعدم إقامة سرادق عزاء له، وما ينفقه على سرادق العزاء يقدمه للفقراء والمساكين على روحه، لأنهم أحق بتلك الأموال التى تنفق على الفراشة والمقرئين، برغم أنه يمتلك فراشة، وهناك كمن زملائه من يريد مجاملته، ولكنه صمم على تنفيذ وصية والده، مشيراً إلى أن والده تم تكريمه، وعلى مدار السنوات الماضية تتم دعوته للمشاركة فى العيد القومى للمحافظة .
وقال سويدان، كان والده يحب أنجاله وكان يحكى لهم عن بطولة رجال القوات المسلحة وأنهم واجهوا العدو الثلاثى، وانتصرنا فى معركة البرلس البحرية، بمعدات بسيطة فى مواجهة معدات وأسلحة حديثة، مشيراً إلى والده علم أحفاده حب الوطن والولاء والانتماء والحب والعطاء دون مقابل .
وأضاف نجل بطل معركة البرلس، باكياً، أن والده أوصاه بالاحتفاظ بصورة سواء عندما كان بالقوات المسلحة، وأثناء ركوبه الخيل، وأثناء لعبه لكرة القدم التى يهواها وكون فريقا خاض به العديد من المباريات فى مسابقات متعددة، وكذلك صوره وهو يخطب ويؤم المصلين بالمساجد، مطالبا كل من يتابع البث المباشر أن يدعوا لوالده بالرحمة والمغفرة.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة