جمعتها الحياة به، أحبته قبل أن تزف عروساً له، وجدت فيه الرجل الذي يمكن أن يكون الداعم لها في طموحها، اعتبرته في منشور كتبته على صفحتها في "فايسبوك" أنه "أرق زوج في العالم، وأحن رجل على الأرض"، من دون أن تتوقع أنه سيتحول مع الأيام إلى وحش وأنه سينقض عليها وينتزع روحها. هي زينة كنجو إبنة السنديانة عكار، الصبية الجميلة التي صدمت اللبنانيين بنهايتها المأساوية.
وبحسب صحيفة النهار اللبنانية، ضجّت مواقع التواصل الإجتماعي بخبر قتل زينة على يد زوجها إ. غ.، لتتداول أخبار عن أنها سبق وتعرضت للتعنيف من قبله، ما دفعها إلى تقديم شكوى ضده، ليستدرجها إلى المنزل ويقوم بخنقها.
الوالد المفجوع محمد روى لـ"النهار" أن ابنته كانت تتعرض للضرب على يد زوجها، كذلك أكد تقديمها شكوى ضده. أما عن كيفية إستدراجه لها، فقال والدموع تخنق صوته: " لا أعرف، هي لم تنفصل عنه، وقبل إرتكاب جريمته تحدثت معها وهو إلى جانبها، كانت الساعة الثانية عشر والربع من بعد منتصف الليل، لأتلقى بعدها إتصالاً من المخفر أطلعت خلاله على الكارثة، وبأن إبراهيم فرّ من المكان بعدما خطف روح فلذة كبدي، وصباح أمس تسلمت جثتها، وبعد أن كانت تضج بالحياة لم يبق منها إلا الجسد الهامد، وذلك بسبب إنسان لا يرحم أمنّت له على قلبي فخان الأمانة".
وأضاف كنجو: "الطبيب الشرعي ذكر أن ابنتي تعرضت للخنق على يد زوجها، وهو من طرابلس سكان بيروت يكبرها ببضع سنوات، وذلك بعد أن ارتبطا لأشهر ظهر خلالها أنه مجرم، وعندما أطلعتنا على تعنيفه لها وحاصرته بالشكوى ضده كان رده بإرتكاب جريمته". وشدد أن "المجرم أخذ هاتف إبنتي الشخصي بعدما لفظت آخر أنفاسها وتوجه إلى جهة مجهولة، وعند الساعة السادسة صباحاً فتح هاتفها، لذلك أطلب من القوى الأمنية أن تتابع القضية بجدية وأن تحدد مكانه وتعمل على إيقافه، لينال عقابه وأنا أصرّ على إعدامه شنقاً فهذا الوحش لا يستحق الحياة، ونحن تحت سقف القانون إلا أن دم إبنتي برقبتي".
الخبر سقط كالصاعقة على والديّ زينة وشقيقيها وشقيقاتها الستة، فبدلاً من أن يفرحوا بقدوم ضحكة المنزل لزيارتهم صدموا أنها ستصل إلى بلدتها السنديانة صباح أمس جسداً، أما روحها فحلقت إلى البعيد لتبقى ذكراها في قلب كل من عرفها.
كتب على زينة أن تنضم إلى لائحة من دفعن حياتهن ثمناً للتعنيف الأسري، وإلى أن توقف القوى الأمنية زوجها لكشف التفاصيل كافة، فإن لا شيء سيعيدها إلى حضن عائلتها. لكن أن ينال المجرم عقابه، فهي خطوة لا بدّ منها لتهمد ولو قليلاً الجمرة التي وضعها في قلوبهم للأبد.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة