يبحث ملاك الفوائض المالية عن آليات توجيه أموالهم بصورة صحيحة، ويكون الذهب هو أحد الخيارات الرئيسية التى يتجه لها المواطن المصرى، سواء لحفظ قيمة العملة، أو بهدف الادخار والاستثمار، لذلك يزيد البحث بصورة مستمرة عن قراءة ورؤية واضحة لحركة سوق الذهب وتوقعات الأسعار واتجاه السوق، وسنحاول خلال السطور التالية فهم توجهات الأسواق خلال شهر ديسمبر الجارى وكيف سيغلق سوق الذهب عام 2021.
الذهب سجل خلال شهر نوفمبر 2021
الذهب سجل خلال شهر نوفمبر 2021 اضطرابات عدة وارتفاعات كانت هى الأعلى تقريبًا منذ 5 أشهر، إذ وصل سعر أونصة الذهب إلى 1860 دولارا، وقتها حصل الذهب على دعم كبير من إعلان تثبيت أسعار الفائدة فى اجتماع البنك الفيدرالى الأمريكى، وكذلك حدوث ارتفاعات واضحة وملحوظة للتضخم بالولايات المتحدة، لتسجل أسعار المستهلكين أعلى مستويات لها منذ 30 عام، وكذلك شهدت أوروبا صعود كبير فى التضخم، وهو ما انعكس بصورة واضحة على الذهب مسجلًا مستويات كانت هى الأعلى منذ خمسة أشهر.
الذهب أخذ طريقًا للعودة والهبوط قبل نهاية نوفمبر 2021، وذلك بعد إعلان الرئيس الأمريكى جو بايدن نيته ترشيح جيروم باول رئيسا لمجلس الفيدرالى الأمريكى، وهذا تسبب فى هبوط الذهب لمستويات دون 1800 دولار، وذلك لأن "باول" من المؤيدين لاتخاذ قرار وشيك وقريب برفع أسعار الفائدة الأمريكية لكبح جماح التضخم.
رئيس مجلس الاحتياطى الفيدرالى الأمريكى، كان من أشد المؤيدين لتقليص برامج الدعم وشراء السندات –وهو برنامج أقرته الولايات المتحدة الأمريكية من أجل الحد من التداعيات السلبية لفيروس كورونا على الأسواق-، وهذا تسبب فى تحرك العملة الأمريكية نحو الصعود الأمر الذى انعكس سلبًا على الذهب، إذ يتأثر المعدن النفيس بسعر الدولار، لأن حدوث أى تحرك فى العملة الأمريكية نحو الارتفاع يقلص من فرص الذهب، ويزيد من تكلفة حيازته.
المشهد فى سوق الذهب
كان هذا هو المشهد فى سوق الذهب بصورة مبسطة خلال الشهر المنقضى، فماذا سيكون حال المعدن النفيس الشهر الجاري؟، وهنا نؤكد أن التوقعات المذكورة فى سياق هذا التقرير قد تتغير لحظيًا وفقًا لتطورات السوق وكذلك الأحداث، لكن على المستوى القريب – أى خلال الشهر الجاري- سيكون هناك عدة سيناريوهات للمعدن النفيس، الأول هو إمكانية بقاء المعدن قرب مستوياته المسجلة حاليًا 1783 دولارا، وقد يتحرك السعر فى قناة سعرية فى حدود 30 دولارًا.
البعض يرجع تراجع الذهب قرب 1700 دولار، لكن ذلك يرتبط بإعلان صريح واتجاه البنك الفيدرالى الأمريكى برفع الفائدة 25 نقطة، إذ تقترب الفائدة الأمريكية من الصفر الآن، وتوقع مستثمرون أن يقلص مجلس الاحتياطى الفدرالى الأمريكى برنامجه لشراء السندات بوتير أسرع لمواجهة التضخم المتصاعد على الرغم من المخاوف الاقتصادية المتعلقة بانتشار أوميكرون المتحور الجديد من فيروس كورونا وهذا ما قد يدفع الذهب للهبوط بصورة كبيرة.
تنظر البنوك والشركات للذهب باعتباره وسيلة للتحوط من التضخم، لكن تقليص إجراءات التحفيز ورفع الفائدة يدفعان عائدات السندات الحكومية الأمريكية للارتفاع مما يزيد من تكلفة الفرصة البديلة لشراء الذهب الذى لا يدر عائدا، وهنا قد نجد الذهب فى مستويات متدنية للغاية.
المتفائلون بمستقبل الذهب
المتفائلون بمستقبل الذهب يرجحون الصعود إلى مستويات 1830 دولارا، وذلك مع استمرار التأثير السلبى على الاقتصاد العالمى جراء المتحور الجديد لكورونا، إضافة إلى أن استمرار وضع الفائدة عند مستوياتها الحالية قد يدعم استقرار الذهب عند مستوياته الحالية أو الصعود عند أقرب نقطة مقاومة بـ 1800 دولار قم كسر هذه النقطة إلى 1830 دولارا.
أسعار الذهب فى مصر ترتبط بصورة مباشرة بحركة سعر الذهب فى البورصة العالمية، إذ يرتفع وينخفض الذهب بسوق الصاغة وفق متغيرات السوق العالمى، ويرتبط الذهب عالميًا بعدة عوامل منها التضخم فى الدول الكبرى وحركة سعر الفائدة وأسعار النفط وكذلك مؤشرات أداء الاقتصاديات الكبرى، وتقارير التوظيف فى الاقتصاديات الكبرى، لذلك حركة الذهب فى مصر خلال ديسمبر الجارى ترتبط مباشرة بالحركة العالمية للمعدن الأصفر.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة