أعلنت الحكومة الهولندية اليوم إغلاقا شاملا ابتداء من غد حتى 14 يناير بسبب انتشار فيروس كورونا، حسبما ذكرت وسائل إعلام هولندية، وتراقب أوروبا بإحباط شديد ارتفاع إصابات كورونا اليومية لتصل إلى مستويات لم يسبق لها مثيل منذ بداية الوباء، ويظهر متغير أوميكرون كتهديد جديد فى مواجهة التطعيم، والذى سيتطلب تدابير جذرية للحد من تأثيره، حيث أن أوروبا الآن تواجه شتاء شديد الصعوبة.
وتمنح الصحة الأوروبية الضوء الأخضر للجرعة الثالثة عند الأشخاص الذين تزيد أعمارهم عن 50 عامًا، لكنها توقف القيود فى عيد الميلاد على الرغم من زيادة الحالات، وأعلن ذلك المركز الأوروبى للوقاية من الأمراض ومكافحتها (ECDC) فى أحدث تقرير له حول تطور وباء كورونا، والذى أكد فيه انتقال المجتمع لهذا النوع الجديد فى القارة. فى الوقت الذى يكون فيه معدل الإصابة "مرتفعًا" ومعدل الوفيات، على الرغم من أنه "منخفض، إلا أنه يتزايد ببطء"، يزداد انتشار أوميكرون، ومن المتوقع "أنه سيصبح سائدًا فى الشهرين الأولين من عام 2022".
فى هذا السيناريو، يدعو المركز الأوروبى لمكافحة الأمراض والوقاية منها (ECDC) إلى عدم الوثوق بكل شيء فى التطعيم، والذى يعتبره غير كافٍ لوقف تأثير أوميكرون، فى ضوء الفجوات السكانية التى لا تزال تفتقر إلى التوجيه الكامل. وعليه، فإنه يدعو إلى اتخاذ "إجراءات صارمة" للحد من انتقال فيروس كورونا، وتخفيف الضغط على الأنظمة الصحية، وحماية الفئات الأكثر ضعفًا فى الأشهر المقبلة. تأتى هذه الرسالة فى الوقت الذى تقوم فيه البلدان بزيادة القيود لوقف انتشار الفيروس، على الرغم من أن الحكومة الإسبانية تظل على هامش هذا الاتجاه وتثق فى حملة التحصين وثقافة الرعاية.
وبالمثل، يوصى المركز الأوروبى باستئناف التدابير غير الدوائية بشكل عاجل، مثل استخدام الكمامة، والعمل عن بعد، وتجنب الازدحام فى الأماكن العامة، والتهوية الكافية والحفاظ على تدابير النظافة، التى تخلت عنها بعض البلدان، حيث أن هناك زيادة قابلية الانتقال والنمو المتسارع للحالات سيلغى أى انخفاض محتمل فى الشدة. سيؤدى ذلك إلى دخول المستشفى والوفيات الإضافية."
وبالمثل، تذكر أن بعض الاختبارات المعملية أظهرت أن المناعة الطبيعية من التغلب على المرض والتى تم تطويرها من اللقاحات الحالية تنخفض ضد أوميكرون، مقارنة بما لوحظ مع المتغيرات الأخرى. ومع ذلك، يشير المركز الأوروبى إلى أهمية تعزيز حملات التحصين وتلقيح الجرعات الثالثة للسكان الذين يحتمل أن يتلقوها.
مع معدل تراكمى يبلغ 442 حالة لكل 100000 نسمة، تعد إسبانيا حاليًا واحدة من أقل البلدان تأثرًا فى أوروبا بهذه الموجة الأخيرة من كورونا، على الرغم من أنها أظهرت اتجاهًا تصاعديًا واضحًا لمدة شهر. فى هذا السياق، استبعدت وزيرة الصحة، كارولينا دارياس، تطبيق قيود جديدة وجادلت، كمبرر، بـ "التغطية التطعيمية العالية" التى تحققت فى إسبانيا. وبالمثل، أصر على أهمية ثقافة الرعاية وضرورة احترام التدابير غير الدوائية.
وفى السياق نفسه ضد القيود الجديدة، تكلمت المتحدثة باسم الحكومة، إيزابيل رودريجيز، رافضة المزيد من التدابير التقييدية وأكدت أن "التطعيم والوقاية يجب أن يظلا هما خارطة الطريق"
وختلف الوضع الحالى للوباء فى أوروبا بشكل كبير من بلد إلى آخر، مع الدول التى شهدت زيادة فى عدد الحالات اليومية لأسابيع والآن فقط بدأت ترى تحسنًا طفيفًا. هذا هو الحال فى التشيك وبلجيكا وهولندا، التى سجلت قبل أقل من أسبوع حدوث تراكمى فى 14 يومًا من 2261 و2131 و1751 حالة لكل 100000 نسمة على التوالى، وفى ستة أيام انخفضت هذه الحالات إلى 1901، 1، 686 و1، 581.
سجل الإصابات فى المملكة المتحدة: تم الإبلاغ عن أكثر من 78600 حالة إصابة بفيروس كوفيد -19 خلال الـ 24 ساعة الماضية
فى بلدان أخرى، حدث تفاقم الوباء فى وقت لاحق ولم يصلوا، فى الوقت الحالى، إلى أرقام عالية مثل السابقة. وبالتالى، تشهد فرنسا أعلى مستوى من الإصابات منذ بدء الوباء، بمتوسط أكثر من 50000 يوميًا فى الأسبوع الماضى و65713 تم الإبلاغ عنها أمس الأربعاء، وحوالى 1000 حالة إصابة متراكمة ومستمرة فى الارتفاع.
المملكة المتحدة فى وضع مماثل. فى الوقت نفسه، حافظت البرتغال وإيطاليا، على انخفاض هذا المؤشر، على الرغم من الاتجاه التصاعدى (515 و382، على التوالي).
من جانبها، اختارت إيطاليا أمس لتصفية المسافرين القادمين من دول الاتحاد الأوروبى ويجب على الجميع تقديم اختبار سلبى عند الوصول إلى البلاد.
وأعلنت مدن ومناطق إيطالية، تعليق الفعاليات العامة والحفلات الموسيقية فى عيد الميلاد، بالإضافة إلى تقييد الحفلات والحشود، خوفا من تفجر الإصابات بفيروس كورونا فى يناير، خاصة بعد انتشار متغير أوميكرون، حسبما قالت صحيفة المساجيرو الإيطالية.
كما أجلت السلطات الإيطالية، نهائى مسابقة ملكة جمال إيطاليا 2021 فى البندقية بدون موعد، بعد إصابة اثنين من المتسابقات بفيروس كورونا.
وألغى مجلس مدينة روما حفلة ليلة رأس السنة الجديدة، والتى كانت ستجمع الآلاف من الناس فى سيرك ماكسيموس، وأوضح العمدة الجديد للعاصمة، روبرتو جوالتيرى، أن النية هى "التعامل بجدية شديدة مع دعوات الحكومة إلى الحيطة" من خلال إلغاء أى تكتل محتمل.
فى المقابل، مددت هولندا الإغلاق الليلى حتى 14 يناير، حيث يتم إغلاق جميع الأنشطة غير الضرورية فى الساعة 5:00 مساءً ؛ إجراء مشابه للتدبير المعتمد فى دول أخرى، مثل النمسا أو رومانيا.
اختارت بولندا أيضًا قيودًا جديدة ومددت المجر حالة الإنذار حتى منتصف عام 2022، بينما تواجه دول أخرى هذه المرحلة بصعوبات إضافية: اكتشف وزير الصحة الألمانى الجديد - حيث تعتزم الحكومة جعل التطعيم إلزاميًا - أنه ليس لديه جرعات كافية للمضى قدما فى حملة التحصين.
المتغير أوقف تعافى الشركات السياحية
وأدى متغير أوميكرون إلى توقف تعافى شركات السياحة والترفيه فى أوروبا فى ديسمبر، والذى هو فى أدنى مستوياته منذ أبريل.
على الرغم من أن هذا المؤشر لا يزال فوق مستوى 50 نقطة، والذى يشير إلى الفرق بين التوسع والانكماش فى أى قطاع، فقد انخفض من 55.9 فى نوفمبر إلى 53.3 فى ديسمبر.
وتوضح شركة ماركيت الاستشارية أن "وتيرة النمو الاقتصادى فى منطقة اليورو تباطأت فى ديسمبر بسبب الزيادة فى عدد حالات الإصابة بفيروس كورونا التى أثرت على النشاط فى قطاع الخدمات".
تم تحديد التباطؤ فى الخدمات من خلال "الانخفاض الحاد فى النشاط فى القطاعين الفرعيين للسياحة والترفيه، بحجم مماثل للانخفاضات التى لوحظت فى بداية العام، وسط تزايد حالات الإصابة بفيروس كورونا والقيود المرتبطة به فى كل أوروبا".
كما أثر توسع الفيروس وعدم اليقين بشأن الحماية التى توفرها اللقاحات على الطلبات الجديدة من القطاع، التى تراجعت إلى أدنى مستوياتها منذ مايو، عندما بدأ التعافى من القيود المفروضة فى أوائل عام 2021.
التوقعات لعام 2022 لا تخلو من المخاطر: "بالنظر إلى المستقبل، يمثل متغير أوميكرون مخاطر سلبية جديدة على آفاق النمو مع دخولنا عام 2022، وفى حالة ظهور مشاكل جديدة من الوباء فى سلاسل التوريد، يمكن أن تتكثف ضغوط الأسعار مرة أخرى.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة