يعود الحدث السنوي المصري العالمي "منتدى شباب العالم" الذي يجمع الشباب من مختلف أنحاء العالم للانعقاد مرة أخرى في نسخته الرابعة بشرم الشيخ في الفترة من 10 إلى 13 يناير 2022 تحت رعاية الرئيس عبد الفتاح السيسي، وسط اتخاذ التدابير الاحترازية ضد فيروس كورونا، بعدما تم تأجيل نسخة المنتدى التي كان من المقرر انعقادها في عام 2020 بسبب جائحة فيروس كورونا، ورصدت دراسة للمركز المصرى للفكر والدراسات تفاصيل النسخ السابقة لمنتدى شباب العالم على مدار الأعوام الماضية، ومكتسبات هذا المنتدي
منتدى شباب العالم
كانت البداية في 25 أبريل 2017، عندما عرض شباب البرنامج الرئاسي خلال المؤتمر الوطني للشباب بالإسماعيلية، مبادرتهم لإجراء حوار مع شباب العالم، وعلى الفور استجاب الرئيس عبد الفتاح السيسي وأعلن دعوته لجميع الشباب من مُختلَف دول العالم، ليعبّروا عن آرائهم ورؤاهم لمستقبل أوطانهم وللعالم أجمع، وكانت البداية في:
• النسخة الأولى، منتدى شباب العالم- نوفمبر 2017: شارك فيها 3000 شاب وشابة من 113 دولة، وضم المنتدى 41 جلسة حوارية عبّر فيها شباب مصر والعالم عن رؤاهم وأفكارهم، وتبادلوا تجاربهم المختلفة. وتضمنت المناقشات، قضايا الإرهاب ودور الشباب في مواجهتها، ومشكلة تغير المناخ والهجرة غير المنتظمة واللاجئين، ومساهمة الشباب في بناء وحفظ السلام في مناطق الصراع، بالإضافة إلى طرح رؤى الشباب لتحقيق التنمية المستدامة حول العالم، واستعراض التجارب الدولية في تحقيق أهداف التنمية المستدامة.
وتضمن المنتدى أيضًا محور الحضارات والثقافات، وكيف تصلح الآداب والفنون ما تفسده الصراعات والحروب، هذا بالإضافة إلى البعد الثقافي للعولمة وأثره على الهوية الثقافية للشباب. وناقشت إحدى جلسات منتدى عام 2017 كيف يصنع العالم قادته، واستعراض التجربة المصرية في صناعة المستقبل من خلال تمكين الشباب وتأهيلهم للقيادة. هذا علاوة على تنظيم نموذج محاكاة مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، والذي شارك فيه أكثر من 60 شابًا وشابة من مختلف الدول.
• النسخة الثانية، منتدى شباب العالم- نوفمبر 2018: شارك فيه أكثر من 5000 من شباب العالم بمختلف الثقافات ممثلين لـ 160 دولة، وناقش 18 قضية من خلال 30 جلسة، إذ تمت مناقشات وجلسات حوارية حول دور قادة العالم في بناء واستدامة السلام، والتعاون الأورومتوسطي للبحث عن الشراكات والبعد عن الاختلافات. والتنمية في أفريقيا 2063، والبحث عن آليات بناء المجتمعات والدول بعد الحروب والنزاعات، وتمكين الأشخاص ذوي الإعاقة، بالإضافة إلى محاكاة القمة العربية الأفريقية، وورش عمل مختلفة.
• النسخة الثالثة، منتدى شباب العالم- ديسمبر 2019: شارك فيه نحو 7000 شاب وشابة من 164 دولة، وتضمنت الجلسات مناقشة قضايا دولية رئيسة تشمل: التحديات الراهنة للأمن والسلم الدوليين، وأثر التغيرات المناخية على الإنسانية، والتميز المؤسسي الحكومي والتحول الرقمي، وسبل تعزيز التعاون بين دول المتوسط في مواجهة التحديات المشتركة، وتطبيقات ورؤى الشباب للحفاظ على البيئة، والتعاون في قطاع الطاقة بين دول المتوسط. وكانت حاضرة على أجندة المنتدى نموذج محاكاة الاتحاد من أجل المتوسط، هذا بالإضافة إلى؛ الكثير من الفعاليات التي أُقيمت على هامش منتدى شباب العالم بنسخه الثلاث مثل: مسرح شباب العالم ليكون ملتقى شبابيًا للفنون من مختلف دول العالم، وساحة إبداعية يعرض الشباب فيها مواهبهم وأفكارهم وثقافاتهم. وافتتح الرئيس السيسي النصب التذكاري (إحياء الإنسانية) بشرم الشيخ، وأُطلق العديد من الفعاليات كمنصةINSPIRE,D ، وحاضنات أعمال منتدى شباب العالمWYF LABS ، والمنطقة الحرة REEDOM.E، وأيضًا الاحتفاء بعدد من النماذج الشبابية الناجحة التي سردت تجاربها ونجاحاتها، وتم تكريمها من الرئيس السيسي.
أما عن النسخة الرابعة، منتدى شباب العالم- يناير 2022: والذي كان من المقرر عقده في عام 2020، لكن تم تأجيله بسبب جائحة كورونا، وسوف ينعقد في يناير 2022، فسيركز على تداعيات جائحة كورونا، وفتح آفاق للحوار بين شباب مصر والعالم من مختلف الدول للمناقشة حول عالم ما بعد الجائحة. إذ يبدو أن العالم سيدخل مرحلة “التعافي” ما بعد الجائحة وهو منهك وأقل ثروة وأكثر توترًا، مما يستدعي ترتيبات عالمية جديدة.
سيتناول المنتدى قضايا أهداف التنمية المستدامة 2030، والطاقة، وريادة الأعمال، ودور المؤسسات في التعافي من الوباء، ومستقبل الرعاية الصحية في العالم في ظل خلل المنظومة الصحية، وتضخم فاتورة الرعاية الصحية، ومخاطر ارتفاع أسعار اللقاحات، والتحول الرقمي، وصراعات الدول لامتلاك القدرة التكنولوجية، ومبادرات التنمية ضد الفقر في ظل شبح المجاعات، وتنامى أزمة الأمن الغذائي عالميًا، وتداعيات الوباء على الحياة الاجتماعية وسلوك الأفراد وأنماط الجريمة، ومناقشة قضية تغير المناخ وملف حقوق الإنسان. إضافة إلى لعديد من الموضوعات التي ستطرح على طاولة مناقشات جلسات وورش عمل المنتدى، فضلًا عن العديد من الفعاليات الفنية والثقافية والرياضية، مع الاحتفاظ بمحاور منتدى شباب العالم الرئيسة “السلام، والتنمية، والابتكار”.
أهمية منتدى شباب العالم
تعزيز مكانة مصر ودورها القيادي في مصاف الدول ذات التأثير الدولي؛ إذ نال منتدى شباب العالم العديد من الإشادات الدولية، فقد أشاد مجلس حقوق الانسان بالأمم المتحدة في دورته الحادية والأربعين بالتجربة المصرية لتمكين الشباب سياسيًا واقتصاديًا، وذلك خلال مناقشة التقرير الوطني لحقوق الإنسان. وكذلك تم اعتماد المنتدى في المجلس الاقتصادي والاجتماعي للأمم المتحدة في الدورة التاسعة والخمسين كإسهام مصري عالمي يفتح مجال الحوار بين الشباب حول العالم، بالإضافة إلى اعتماد منتدى شباب العالم بنسخه الثلاث السابقة من قبل الأمم المتحدة كمنصة دولية لمناقشة قضايا الشباب.
تجمع لشباب العالم من أجل تعزيز الحوار ومناقشة قضايا التنمية وإرسال رسالة سلام وازدهار من مصر إلى العالم.
تنفيذ عدد من المبادرات التي تستهدف دولًا فقيرة ونامية، وأيضًا تبني العديد من المبادرات التي تكون محور اهتمام شباب العالم.
بات منتدى شباب العالم منصة حوار شبابية عالمية، فهو مفتوح لجميع الشباب من جميع الدول الذين يؤمنون بقدرتهم على إحداث التغييرات ولديهم حلم وإرادة وتصميم لإحداث تغيير حقيقي في عالم اليوم وعالم الغد.
فرصة للشباب من جميع أنحاء العالم للتواصل مع الشباب الواعدين في المنطقة والعالم الذين يحلمون بجعل العالم مكانًا أفضل للجميع، بالإضافة إلى التفاعل مع صناع القرار والشخصيات المؤثرة.
يقدم منتدى شباب العالم، مجموعة متنوعة من الجلسات والنقاشات والفاعليات وورش العمل؛ مما يسمح للشباب بتحقيق أقصى مستوى من الخبرة أثناء مشاركتهم، إذ يمكن لأي منهم حضور منتدى شباب العالم كحضور أو كمتحدث أو مشارك حقق إنجازًا في مجال ما، أو مشاركًا في ورشة عمل، أو مشاركًا في مسرح الشباب العالمي.. إلخ.
تنبع أهمية المنتدى أيضًا من قدرة مصر على تنظيم العديد من المؤتمرات الدولية في ظل جائحة كورونا، وسط اتخاذ كافة التدابير الاحترازية. فمصر ستشهد انعقاد العديد من المؤتمرات الدولية، منها مؤتمر قمة رؤساء دول تجمع “الكوميسا” والذي سينعقد يوم 23 نوفمبر الجاري، يليه مؤتمر الدول الموقعة على اتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة الفساد، والذي تستضيفه مصر في الفترة من 13 – 17 ديسمبر 2021، ويتبعه منتدى شباب العالم في يناير 2022، ثم الدورة الـ 27 لقمة الأمم المتحدة لتغيير المناخ في أواخر عام 2022.
ومما سبق يتضح، بروز مكانة مصر على الصعيدين الدولي والإقليمي، فدائما مصر ملتقى الحضارات المختلفة، وحاضنة لجميع الثقافات. وكذا تتضح أهمية منتدى شباب العالم الذي أثرى فكر ووجدان الشباب باختلاف جنسياتهم وثقافاتهم.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة