قال الدكتور طارق عكاشة، أستاذ الطب النفسي بجامعة عين شمس: لدينا مشكلتان، المشكلة الأولى: هي إن الإعلام دائمًا يقوم بالتهويل ويبحث عن المشاكل التي تتعلق بفيروس كورونا أو المشاكل النفسية ودائمًا ما يضعها فى عناوين كبيرة ويضخمها، وهذا ما يزيد من التوتر والقلق والاكتئاب، موضحًا أنهم دائما ما يتحدثون عن الانتحار، والقتل، والموت، ويتم الاستعانة بصور حتى في "التوك شو"، لزيادة تهويل الموضوعات والأخبار.
وتابع إن هذه المعلومات أو الأخبار السلبية عندما يتم نشرها يجب أن تكون من خلال خبر صغير جدًا من باب العلم بالشيء، ولكن لا يكون الموضوع الرئيسي الذى يتحدث عنه وسائل الإعلام و"التوك شو".
وأضاف: المشكلة الثانية: تكمن فى الناس نفسها حيث إنها دائما ما تستقى المعلومات الطبية أو العلمية من خلال وسائل التواصل الاجتماعي بدلاً من البحث عن المصادر العلمية سواء المتعلقة بفيروس كورونا، أو المتعلقة بالمشاكل والاضطرابات النفسية.
وأكد الدكتور طارق عكاشة، أن هناك أمراضًا نفسية بدأت تظهر بعد انتشار جائحة كورونا مثل: رهاب كورونا، وهو الخوف من كورونا، حيث يكون الناس مرعوبة زيادة عن اللزوم من كورونا وخايفة تتعدى، وخصوصًا عندما يرى فنانين ورؤساء ووزراء أصيبوا بالفيروس، موضحًا أن هناك مرضا نفسيا آخر، وهو اكتئاب ما بعد كورونا، ومرض اضطراب الكرب، من بعد كورونا حيث يتذكر الشخص بعد إصابته بفيروس كورونا الأيام التى قضاها فى الرعاية المركزة، أو فى العزل، وهذا يزيد من التوتر والقلق، كما يحدث التدهور فى الوظائف المعرفية مثل: التركيز والانتباه والذاكرة ما بعد الإصابة بفيروس كورونا، ويشعر الإنسان أن مخه لم يعد يعمل مثل ما قبل الاصابة بفيروس كورونا.
وتعليقا عن بحث الناس عن الأخبار السيئة، أكد أن هناك نصيحة أقدمها لجميع الناس: "لا تحاول أن تبحث عن معلومات عن كورونا أو الأخبار السيئة أكثر من 10 إلى 15 دقيقة على مدار اليوم"، ويكون من مصدر موثوق فيه، وما عدا ذلك يكون مضيعة للوقت ويعرضك للتوتر والقلق، موضحًا أنه لتجنب الإصابة بفيروس كورونا وبدلاً من الخوف منه، يجب الحفاظ على استخدام الماسك، والتباعد الجسدي، وليس التباعد الاجتماعى، لأن التواصل الاجتماعى يكون مطلوبا فى هذه المرحلة من خلال وسائل التواصل الاجتماعى أو من خلال التليفون أو الموبايل، أو من خلال المقابلات ولكن فى الهواء الطلق مع مراعاة المسافات بينك وبين الآخرين.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة