يمراليوم 120 عاما على ميلاد أم السينما المصرية الفنانة والمنتجة والمخرجة الكبيرة عزيزة أمير، إحدى صناع السينما وروادها الأوائل والتى ولدت فى مثل هذا اليوم الموافق 17 ديسمبر من عام 1901.
عزيزة أمير أول امرأة مصرية تقتحم مجال السينما إنتاجاً وتمثيلاً وإخراجاً ليس فى مصر فقط بل فى العالم، لذك أطلق عليها طلعت حرب لقب أم السينما المصرية.
اسمها مفيدة محمد غانم وتوفى والدها بعد ولادتها بأيام، وقضت طفولتها فى الإسكندرية، ثم انتقلت إلى حى السيدة زينب والتحقت بالمدرسة لكنها لم تكمل تعليمها.
تعلمت عزيزة أمير مبادئ الموسيقى وتولى رعايتها أحد أقاربها الذى اهتم بتعليمها وتثقيفها واصطحبها معه إلى أوروبا فأحبت الأدب والفن وترددت على المسارح واستوديوهات السينما، وخلال رحتلها إلى أوروبا تعرفت على المخرج العالمى دافيدوارك جريفيت مؤسس السينما فى هوليود، وعرض عليها الظهور فى أحد أفلامه العالمية، إلا أنها عادت لمصر ولم تتمكن من المشاركة فى الفيلم.
حرصت عزيزة أمير بعد عودتها من أوربا على أن ينهض فن السينما فى مصر بأيد مصرية، فكانت أول رائدة سينمائية فى مصر والشرق، وقدمت أول فيلم صامت إنتاج مصرى عام 1927 ولم تكتف بالتمثيل فقط بل أنتجت وأخرجت عددا من الأفلام، وضحت فى سبيل حبها للسينما بالجهد والمال وعملت على تشجيع وتدريب الفتيات على خوض هذا المجال، وأن يتقن المصريون فنيات ومتطلبات السينما حتى يتم الاستغناء عن الأجانب.
كانت التجربة الأولى لعزيزة أمير فى السينما بعد أن انتقلت بين عدد من الفرق المسرحية ومنها فرقة رمسيس وفرقة نجيب الريحانى، وأطلق عليها يوسف وهبى اسمها الفنى عزيزة أمير، حيث كان فيلمها الأول "ليلى" الذى كان أول فيلم مصرى صامت عام 1926 ونجح نجاحاً كبيراً، وبعده قدمت فيلم بنت النيل عام ولم تكتف بانتاجه فقط بل قامت بإخراجه وعرض عام 1929 .
أسست عزيزة أمير شركة إنتاج سينمائى أطلقت عليها اسم إيزيس وأنتجت نحو 25 فيلماً وفى بداية الثلاثينيات أنتجت وأخرجت فيلم "كفرى عن خطيئتك" وهو فيلم صامت عرض في مارس 1933، إلا أنها تكبدت فيه خسائر كبيرة نظرًا لعرضه بعد ظهور السينما الناطقة، وكانت الخسارة سببًا فى توقف عزيزة أمير عن الإنتاج لمدة 3 سنوات حتى عادت من جديد بفيلم "بسلامته عاوز يتجوز" مع نجيب الريحانى عام 1936.
واشتركت عزيزة أمير وذو الفقار فى الكتابة السينمائية في أفلام "الورشة" 1940 و"عودة طاقية الإخفاء" 1947 و"خدعني أبى" 1952.
كانت عزيزة أمير أول من استخدم السينما لخدمة القضايا القومية والوطنية، حيث أنتجت شركتها أول فيلم يتحدث عن القضية الفلسطينية فى وقت مبكر عام 1948 باسم "فتاة من فلسطين"، وعرض فى نوفمبر 1948، وكتبت بنفسها قصة الفيلم والسيناريو وأخرجه محمود ذو الفقار وقامت ببطولته الفنانة الكبيرة سعاد محمد فى أول ظهور لها ولم يمهل القدر عزيزة أمير لترى آخر أفلامها "آمنت بالله" عام 1952 حيث فارقت الحياة قبل عرضه.
وكان من بين الأفلام التى أنتجتها عزيزة أمير فيلم طاقية الإخفاء الذى أنتج عام 1944 وقامت ببطولته تحية كاريوكا وبشارة واكيم ومحمد الكحلاوى، وكتب قصته عباس كامل وحين قدمها للمنتجة عزيزة أمير رفضتها فى البداية ، ثم اشترتها بمبلغ 50 قرشًا وعهدت إلى المخرج نيازى مصطفى لإخراجها فرشحها لتقوم ببطولة الفيلم ولكنها رفضت، حيث رأت أن الدور لا يليق بمستواها الفنى، كما أنها خصصت مبلغ 5 ألاف جنيه فقط كميزانية لإنتاج الفيلم ، وكان مبلغًا زهيدًا وأقل مبلغ يمكن إنفاقه لإنتاج فى فيلم سينمائى.
وأخرج نيازى مصطفى الفيلم وقامت ببطولته تحية كاريوكا، وكانت المفاجأة ان بلغت إيرادات الفيلم فى عرضه الأول الذى استمر فى القاهرة والإسكندرية 5 أسابيع متوالية 25 ألف جنيه ، وبعد 4 سنوات بلغت إيراداته 109 آلاف جنيه، وبعد ذلك فكرت عزيزة أمير فى استغلال نجاح الفيلم ، فأنتجت فيلم "عودة طاقية الإخفاء" وتوقعت أن يكون حظه من النجاح مثل حظ الفيلم الأول، ولكن خابت توقعاتها فلم يحقق الفيلم الثانى نفس النجاح.
عاشت عزيزة أمير تجربة شديدة الألم بعد فقدانها لمولودها بعد دقائق من ولادته لكنها وبالرغم من حزنها الشديد كانت تقول بأن عزاءها أنها أنجبت ابنة هى السينما المصرية وفى 28 فبراير 1952 رحلت عن عالمنا قبل أن ترى آخر أفلامها "آمنت بالله".
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة