يستمر بركان "كوكبرى فيخا" فى جزيرة لابالما الإسبانية فى ثورانه مع تدفق الحمم البركانية والصخور المنصهرة، كما أنه يتسبب فى تصاعد المزيد من الأدخنة والهواء الملوث، حتى أصبحت الجزيرة مدفونة تحت الرماد والحمم البركانية.
وشددت مديرة المعهد الجغرافي الوطني (IGN) في جزر الكناري والمتحدثة باسم لجنة بيفولكا العلمية، ماريا خوسيه بلانكو، على أنه خلال الـ48 ساعة الماضية تم تسريب كمية كبيرة من الرماد والتي غطت القطاع الغربي بأكمله والشمال الغربي من جزيرة لابالما.
وأشارت إلى أن الرماد وصل الليلة الماضية إلى بلدية بونتاجوردا الشمالية، على بعد أكثر من 20 كيلومترًا من بؤرة ثوران البركان ميجيل كاليرو، كما أن ارتفاع العمود البركاني بلغ مستوى تشتت 4500 متر.
وأوضحت صحيفة "لابانجورديا" الإسبانية أن الحمم البركانية غطت حتى الآن 970 هكتار ودمرت 2562 مبنى، كما أنه أسفر عن تلوث الهواء لدرجة أن العديد من المسئولين فى جزيرة لابالما أوصوا السكان بعدم مغادرة المنازل وارتداء أقنعة FFP2 بسبب عدم جودة الهواء نتيجة بركان كومبرى فيخا، وفقا لقناة "كادينا سير" الإسبانية.
بركان لابالما يتسبب فى زلازل
وأوصى رئيس الطوارئ الخاصة بالبراكين في جزر الكناري (بيفولكا)، ميجيل أنخيل موركويندي، مواطني وادي أريدان (لوس يانوس وإل باسو وتازاكورتي)، وكذلك مواطني بونتاجوردا وتيجارافي، بعدم مغادرة منازلهم بينما يستمر الوضع المقلق لعدم جودة الهواء.
وقال موركويندي: "إذا غادرت المنزل فإن التوصية هي أن تفعل ذلك باستخدام أقنعة FFP2، وإذا كنت حساسًا فارتد نظارات لتجنب الجسيمات والرماد".
الرماد يغطى جزيرة لابالما
وأشار إلى أن جودة الهواء فى الجزيرة ساءت بسبب وجود جزيئات PM10، حيث تجاوز تركيزها بالميكروجرام لكل متر مكعب من الهواء الكمية التي حددها الخبراء وهى 15، وفي بلدية لوس يانوس دي أريدان تم حساب ما بين 201 و405 ميكروجرام لكل متر مكعب من الهواء خلال الساعات الأولى من الصباح.
وأشارت القناة إلى أن البركان الذى ثار منذ 6 أسابيع حتى الآن لا يزال يثير القلق بسبب تلوث الهواء، كما المقابر فى الجزيرة أصبح من الصعب الوصول إليها بسبب تغطية الحمم البركانية والرماد فوق المقابر.
جزيرة لابالما وبركان كومبرى
وكان النشاط الزلزالى فى الجزيرة ملحوظا فى الساعات الأخيرة، وهو مصدر قلق خاص، فقد وقع أكثر من 186 زلزالا منذ بداية ثوران البركان، ووقع زلزال ثان بقوة 5 درجات في لا بالما الأحد الماضى، وهو اليوم الذي ساءت فيه جودة الهواء في لوس يانوس دي أريدان، جنوب غرب الجزيرة، بحسب إشارة المرور الصادرة عن حكومة جزر الكناري.
زيادة إنتاج الحمم البركانية
وقال موركويندي أيضًا إن إنتاج الحمم البركانية الأحد الماضى قد زاد في بركان لا بالما، وإنه يفعل ذلك مع سيولة كبيرة، خاصة مناطق تدفقات الحمم البركانية، بالإضافة إلى ذلك يصل العمود البركاني إلى ارتفاع 4500 متر، كما أوضح بلانكو مدير IGN في جزر الكنارى.
وفيما يتعلق بالمحاصيل تضرر ما يقرب من 280 هكتارًا 23.82 من الأفوكادو، وأكثر من 170 هكتارا من أشجار الموز الذى يمثل ذهب لابالما، حيث إنه يمثل 50% من الناتج المحلى الإجمالى و30% من العمالة فى بالما التي تعتمد على هذه الفاكهة، ويحاول العديد من سكان الجزيرة إنقاذ شجر الموز من البركان الذى يهدد خصوبة الأرض.
الحمم البرركانية تغطى 9 آلاف هكتار
ويلعب الموز دورًا حيويًا في اقتصاد لا بالما، حيث يمثل 50٪ من الناتج المحلي الإجمالي و30٪ من العمالة الحالية، وشهد جزء كبير من أكثر من 5300 مزارع موز أراضيهم محطمة تحت جحيم من الصخور المنصهرة هذه الأيام.
وعلق لويس جوردا، المتخصص فى الهندسة الجيولوجية والجيوتقنية والجيوفيزياء المطبقة على الهندسة المدنية: "في الواقع، حدث الثوران في وسط الحقل، الذي تم إنشاؤه في عام 1987 والذي تبلغ مساحته حاليًا حوالي 7500 هكتار"، مضيفا: "يمكن حماية منطقة تدفق الحمم البركانية، وتشكل جزءًا من المنتزه الطبيعي الموجود الآن".
وتشكك ماري كروز دياز ألفاريز، رئيسة الجمعية الإسبانية للمهندسين الزراعيين، في هذا الأمر، ويبلغ الإنتاج الطبيعي للتربة 0.6 سم لكل قرن. ولكي يكون هناك بعض الغطاء النباتي سيستغرق الأمر 10 سنتيمترات. لكن أشجار الموز ستحتاج على الأرجح إلى المزيد.
البركان يتحول لمزار سياحى رغم ثورانه
ومن ناحية أخرى زاد تدفق السياح إلى جزيرة لا بالما الإسبانية بسبب الاهتمام ببركان "كومبرى فيخا"، ورؤية الحمم من خلال جسر "تودوس لوس سانتوس" الذى من المتوقع أن يستقبل 10 آلاف سائح يوميا لزيارة البركان.
سقوط مخروط لابالما
وأشارت صحيفة "كواترو" الإسبانية إلى أنه تم إنشاء خط حافلات للقيام برحلات مجانية لأولئك الذين يرغبون فى رؤية انفجارات بركانية، وهو ما أطلق عليها البعض "السياحة البركانية"، وتحاول الحافلات تجنب الاختناقات المرورية لتسهيل عمل أفراد الطوارئ.
وأشارت الصحيفة إلى أنه فى حال استمرار تدفق السياح إلى جزيرة لابالما لزيارة البركان بهذا الشكل، فإن الجزيرة الإسبانية ستعوض الخسائر الاقتصادية التى تكبدتها خلال 40 يوما فى وقت قريب.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة