لم يجد طريقه مفروشاً بالورود.. كيف صنع أفشة المجد قبل القاضية ممكن ؟

السبت، 27 نوفمبر 2021 10:13 ص
لم يجد طريقه مفروشاً بالورود.. كيف صنع أفشة المجد قبل القاضية ممكن ؟ افشة لاعب الاهلى
كتب فتحى الشافعى - لبنى عبد الله

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
فى مثل هذا اليوم 27 نوفمبر 2020 توج النادى الأهلى بلقب دوري أبطال أفريقيا للمرة التاسعة في تاريخه بعد فوز في الوقت القاتل على حساب الزمالك بنتيجة 2-1 باستاد القاهرة في المباراة النهائية، ليتأهل للمشاركة في كأس العالم للأندية بقطر، والتى توج فيها بالميدالية البرونزية.
 
تقدم الأهلي بهدف مبكر في الدقيقة الخامسة عن طريق نجمه عمرو السولية، ولكن الزمالك سجل هدف التعادل عن طريق محمود عبد الرازق شيكابالا في الدقيقة 31، وسجل الأهلي هدف الفوز في الدقيقة 85 عن طريق محمد مجدى أفشة من تسديدة صاروخية.
 
ونجح الأهلي في فك عقدته بعدما اقتنص لقب دوري الأبطال بعد غياب 7 أعوام كاملة منذ آخر تتويج عام 2013 وحقق اللقب بقيادة مدربه الجنوب إفريقي بيتسو موسيماني، بينما حل الزمالك وصيفاً بقيادة مدربه جايمي باتشيكو.

احتفل أفشة، بالذكرى الأولى لهدفه الذى أحرزه فى شباك الزمالك، فى نهائى بطولة دورى أبطال أفريقيا، التى أقيمت يوم 27 نوفمبر 2020، مؤكدا أنه من أغلى الأهداف التى أحرزها فى حياته لأنه حسم لقب غالى جدا للنادى الأكبر فى أفريقيا.

ونشر أفشة صورا له من أحداث المباراة وأيضا الحذاء الذى أحرز به هدف الفوز، عبر حسابه على إنستجرام، صحبها بتعليق: "سنة كاملة فاتت على واحد من أغلى الأهداف فى حياتى، للمرة الأولى وممكن الأخيرة اللى هحتفل فيها بذكرى الهدف الجميل اللى حسم لقب غالى جدا للنادى الأكبر فى أفريقيا، الأخيرة لأنى مقتنع أنها جزء من التاريخ وأن القادم إن شاء الله لازم يكون أفضل وأكثر وأن لاعيب الكورة بينهى مستقبله أنه يعيش على ماضية".

وأضاف أفشة: "اسم الشهرة القاضية والقاضية بتيجى فى النهاية، وأنا بقولك إن شاء الله دى مش نهاية، دى بداية لأحلام كبيرة وكثيرة، ليلة 27 نوفمبر وبعد خط النص بشوية أفريقيا يا أهلى فى ودنك، والكورة فى وش رجلك والباقى انتوا عارفينه، لكل جمهور الأهلى سنة حلوة يا جميل".

لم يجد محمد مجدى أفشة صانع أفراح الأهلى طريقه مفروشًا بالورود أو مُمهداً ومُزيناً من أجل تحقيق أحلامه، بل كافح واجتهد، وعشق العمل من صغره ومساعدة والديه من أجل العيش فى ظل نشأته فى أسرة بسيطة، علم جيدًا أن نيل رضا الوالدين ودعائهما سيكون السبيل لاجتيازه جميع الأنفاق المظلمة التى قد تمحنه الحلم الكبير.

محمد مجدى أفشة، مواليد برج القوس فى الخامس من ديسمبر من عام 1996 بقرية كومبرة التابعة لمركز كرداسة بمحافظة الجيزة، وهو الثانى فى ترتيب إخوته الثلاثة، حيث يكبره شقيقه "طه" ويصغره شقيقتين.

"أفشة"، الطفل الحالم كان يحتضن الكرة وهو نائم مع بلوغه السابعة من عمره، حيث بدأ تعلقه بالمستديرة فخطفت قلبه وسيطرت على مشاعره ووجدانه وعقله، ولكن تزامن ذلك مع مساعدة أسرته فى العمل، حيث سبق وأن صرح فى تصريح تليفزيوني:" أنا مفيش حاجة ما اشتغلتهاش من صغري، مكنش بقول على أى شغلانة لأ".

وروى محمد مجدى أفشة ممارسته لأكثر من مهنة مختلفة منها ميكانيكى سيارات وبائع للخضروات فى سوق قرية كومبرة، كذلك العمل فى بيع الطيور، حيث كانت ملاحقته للدجاج ومحاولته "القفش" بها سبب فى اطلاق إسم "أفشة" أو "قفشة" عليه.

نجم وصانع ألعاب الأهلي، إنساناً بارًا بوالديه، فمع اقتحامه عالم الشهرة والنجومية بعد التوقيع للأهلى لم يبخل مطلقاً فى تلبية مطالب الأسرة، فمن أجمل ما قال فى تصريحات سابقة:" أتمنى أن أفعل كل شيء لأهلى ولوالدتى على الأخص، الاّن لبيت لها كل ما تتمناه ويبقى فقط أن أجعلها تعتمر وتزور بيت الله الحرام".

وقضى أفشة 11 عامًا داخل أسوار نادى إنبى قبل أن يكون محط أنظار القطبين فى صيف 2019 بعدما خطى خطوة مميزة بانتقاله لصفوف نادى بيراميدز، واشتعل الصراع بين الأحمر والأبيض على مضه قبل أن يختار أن يكون فردًا داخل قلعة التتش ويوقع للأهلي.

أفشة كان على موعد مع دخول التاريخ من أوسع أبوابه، ودًون سطور المجد فى السابع والعشرين من نوفمبر من العام المنصرم 2020، بصاروخ أطلقه فى الوقت القاتل سكن شباك الزمالك وأعلن عن اعتلاء الأهلى عرش أفريقيا بعد غياب دام 7 سنوات، ليصبح واحداً من أساطير قلعة الجزيرة، تتغنى جماهير الأهلى بإسمه، تحمله على الأعناق، يتصدر هدفه الشهير مواقع التواصل الاجتماعي، أفشة كان حديث الساعة والشارع الرياضى فى مصر منذ هذه اللحظة.

الطريف فى الأمر أن والدة "أفشة" شاهدت هدفه الذى أطلق عليه الأهلاوية "القاضية" فى نهائى القرن أمام الزمالك، فى منامها قبل 48 ساعة من المواجهة، ولكنها لم ترد إخباره.

ولم يكتفِ "أفشة" بذلك، فكان هدف "القاضية" هو بداية الانطلاق الحقيقية، والخطوة الأولى فى طريق الأمجاد والتاريخ، فعاد من جديد  ليُدون إسمه بحروف من ذهب بل من ماس، ويسجل هدفًا يحسم به مباراة الأهلى أمام كايزر تشيفز ويقتل به طموحات وأحلام أبناء "مانديلا" بنهائى دورى أبطال أفريقيا، مكرراً السيناريو، مؤكدًا أن أهدافه الحاسمة باتت ماركة مسجلة فى تاريخ قلعة التتش ومصدر سعادة عشاق النادى الأحمر العريق.

محمد مجدى أفشة، صانع الألعاب الموهوب وتاجر السعادة فى الأهلي، لم يستسلم لبعض الظروف المحيطة حوله التى نشأ وسطها، فتمسك بالأحلام واّمن بموهبته وبتوفيق الله وأخذ بالأسباب حتى وصل إلى أهدافه المنشودة وأحلامه التى قد اعتقد البعض أن تحقيقها يندرج تحت بند المستحيلات.

 
 

 










مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة