جهزت الوحدة المحية لمدينة سفاجا، شاشات عرض ضخمة بميادين وشوارع المدينة لعرض افتتاح طريق الكباش، أمام المواطنين، حيث قال اللواء ياسر شعبان، رئيس مدينة سفاجا، عن استعداد المدينة للاحتفال مع للمواطنين والسائحين الأجانب من مختلف الجنسيات الأجنبية بافتتاح طريق الكباش، المقرر له مساء اليوم الخميس، عبر شاشات عملاقة تم وضعها فى ميدان العروسة، والذى يقع فى قلب مدينة سفاجا، لمتابعة الحدث العالمي الذي يترقبه العالم خلال الساعات القليلة المقبلة.
وأكد رئيس المدينة في بيان له، أن الوحدة المحلية حرصت على بث الاحتفال للسائحين والمواطنين بالمدينة، وذلك لما تمثله محافظة الأقصر للسياحة حيث يتم تسيير رحلات سياحية يومية بين الأقصر وسفاجا، ضمن رحلات اليوم الواحد من جميع قري وفنادق سفاجا، فضلا عن أن افتتاح طريق الكباش حدث عالمي فريد، يتابعه العالم أجمع، من مدينة الأقصر، مؤكدا أنه تم إعداد شاشات صخمة لنقل بث مباشر من القنوات الناقلة للحدث العالمي، من خلال توصيلها بالسماعات الكبيرة مما يعمل على تعزيز روح الإنتماء للوطن وحضارته العريقة، بالإضافة إلى المساهمة في تنشيط السياحة، وعمل جذب سياحي للمدن المصرية السياحية، كما تم تجهيزالأعلام المصرية لتوزيعها على المواطنين والسائحين المتواجدين بالميدان لمشاهدة الاحتفال كنوع من تخليد ذكرى الحدث في أذهانهم.
ويذكر أن حفل افتتاح طريق الكباش يبدأ في الساعة السابعة والنصف من مساء اليوم الخميس، ويُنقل عبر عدد من القنوات الفضائية، ويبدأ بإنارة بانورامية تدريجية لمعبد الأقصر وطريق الكباش على طول 3 كم، وفي اللحظة ذاتها، يجرى إنارة البر الغربي ومعبد حتشبسوت وتمثالي ممنون، لتنطلق أضواء الليزر، وتعانق السما، وتتحرك 3 ذهبيات عائمة من النيل، صممت على الطراز الفرعوني، وترمز لثالوث المعبودات المقدسة آمون وموت وخنس، وستنطلق مراكب شراعية ملونة بألوان هوية الأقصر البصرية.
وتتجه أنظار العالم، مساء اليوم الخميس، على الاحتفالية الترويجية والحضارية لمدينة الأقصر، احتفالا بالانتهاء من مشروع الكشف عن طريق المواكب الكبرى "طريق الكباش"، وهو من أهم الطرق والعناصر الأثرية الخاصة بمدينة طيبة القديمة، التى توليها الدولة اهتماما كبيرا فى الكشف عنها، فقد تم الكشف عن الطريق التاريخى لملوك الفراعنة منذ أكثر من 72 سنة، واستمرت أعمال الحفائر خلال الفترة الماضية بعد فترة توقف فى عام 2011 وعادت أعمال الحفائر والتطوير الخاصة بالطريق فى عام 2017، نظرا لكونه أحد العناصر المهمة لموقع طيبة على قائمة التراث العالمى التابعة لمنظمة اليونسكو، ما سيجعل من مدينة الأقصر متحفا مفتوحا.
طريق الكباش الفرعونى
هو عبارة عن طريق مواكب كبرى لملوك الفراعنة وكانت تحيى داخله أعياد مختلفة، منها عيد "الأوبت"، وعيد تتويج الملك، ومختلف الأعياد القومية تخرج منه، وكان يوجد به قديما سد حجرى ضخم كان يحمى الطريق من الجهة الغربية من مدينة الأقصر العاصمة السياسية فى الدولة الحديثة «الأسرة 18» والعاصمة الدينية حتى عصور الرومانية.
تاريخ طريق الكباش
يعود طريق الاحتفالات إلى قبل أكثر من 5 آلاف عام، عندما شق ملوك مصر الفرعونية فى طيبة "الأقصر حاليا" طريق الكباش لتسير فيه مواكبهم المقدسة خلال احتفالات أعياد الأوبت كل عام، وكان الملك يتقدّم الموكب ويتبعه علية القوم، كالوزراء وكبار الكهنة ورجال الدولة، إضافة إلى الزوارق المقدسة المحملة بتماثيل رموز المعتقدات الدينية الفرعونية، فيما يصطف أبناء الشعب على جانبى الطريق، يرقصون ويهللون فى بهجة وسعادة، وبادر إلى شق هذا الطريق الملك أمنحوتب الثالث، تزامنا مع انطلاق تشييد معبد الأقصر، لكن الفضل الأكبر فى إنجاز "طريق الكباش" يعود إلى الملك نختنبو الأول مؤسس الأسرة الثلاثين الفرعونية «آخر أسر عصر الفراعنة».
بدأت أعمال الحفائر بالطريق فى نهاية الأربعينيات من القرن العشرين بواسطة الأثرى زكريا غنيم، حيث قام عام 1949 بالكشف عن 8 تماثيل لأبى الهول، كما قام الدكتور محمد عبدالقادر 1958م- 1960 م، بالكشف عن 14 تمثالا لأبى الهول، وقام الدكتور محمد عبدالرازق 1961م - 1964 بالكشف عن 64 تمثالا لأبى الهول، وقام الدكتور محمد الصغير منتصف السبعينيات حتى 2002 م بالكشف عن الطريق الممتد من الصرح العاشر حتى معبد موت، والطريق المحاذى باتجاه النيل، كما قام منصور بريك عام 2006م بإعادة إعمال الحفر للكشف عن بقية الطريق بمناطق خالد بن الوليد وطريق المطار وشارع المطحن، بالإضافة إلى قيامة بصيانة الشواهد الأثرية المكتشفة، ورفعها معماريا وتسجيل طبقات التربة لمعرفة تاريخ طريق المواكب الكبرى عبر العصور.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة